تتمنى فتح ورشة لتعليم الصنعة، الحرفية جميلة مبروكي:

صناعة الحلفاء والدوم بحاجة إلى دعم وترويج للمنتجات

صناعة الحلفاء والدوم بحاجة  إلى دعم وترويج للمنتجات
  • القراءات: 4552
❊ رضوان.ق ❊ رضوان.ق

تعتبر صناعة الحلفاء والدوم من الحرف التقليدية التي تتميز بها عدة مناطق من الوطن، لما لها من طابع تراثي وتقليدي يرفض الزوال، بحكم تواجد حرفيين امتهنوا الصنعة، رغم صعوبتها وما تتطلبه من صبر، ورغم التحديات المفروضة على الصناعيين من نقص في المادة الأولية وغياب فضاءات عرض المنتجات وغيرها من المشاكل، إلا أنها لم تكن عائقا أمام استمرار المهنة ورفع التحدي، خاصة أنها من المهن التي تستقطب الماكثات في البيوت.

تعد السيدة جميلة مبروكي من سكان بلدية بوتليليس بولاية وهران، من الحرفيات القليلات في الولاية، لا زالت تمارس مهنة صناعة الحلفاء والدوم التي تعلمتها منذ سنوات، لتكون لها مجالا للإبداع وتنويع منتجاتها، وحسب السيدة مبروكي، فإنها تعلمت حرفة صناعة الدوم والحلفاء منذ سنة 2007 من تلقاء نفسها، كونها ماكثة في البيت، مما ساعدها على الانتقال نحو اكتشاف عالم صناعة الحلفاء الواسع، حيث كانت انطلاقتها بصناعة الكسكاس المعروف في عدة مناطق من الجزائر، والخاص بتحضير أكلة الكسكسي الشهيرة بغرب البلاد، وتوضح أن الطلب كان كبيرا على منتوج الكسكاس، غير أنه ومع التطور الحاصل، تنوعت الطلبات وظهرت منتجات أخرى خاصة بالحلفاء والدوم، لذلك انتقلت إلى صناعة عدة منتجات أخرى، على غرار طجين الحلفاء وقفة الخبز وصحن الحلفاء والدوم وعدة منتجات أخرى، كانت من إبداعاتها إلى غاية اليوم، مع وجود طلب متنوع على المنتجات التقليدية لدى العائلات الجزائرية. كما ساعدها حصولها على قرض من وكالة أونجام على توفير المادة الأولية، وتعكف حاليا على إعادة القرض.

توضح الحرفية مبروكي، أن الحرفة الخاصة بصناعة الحلفاء والدوم تواجه تحديات كبيرة، خاصة ما تعلق بتوفير المادة الأولية التي تفتقد بالأسواق، وأوضحت أنها تعتمد على شراء الحلفاء من ولاية سيدي بلعباس المعروفة بإنتاج ذي نوعية جيدة، غير أن الحلفاء تعرف نقصا حادا بسبب اقتنائها من طرف مربي الدجاج، الذين يستغلونها في أسقف المستودعات، مما يجعل الحرفيين في رحلة بحث عن المادة الأولية التي نطالب كحرفيين بتوفيرها، إلى جانب المطالبة بتوفير محلات ومناطق نشاطات لعرض المنتجات، تضيف المتحدثة، التي استفادت رفقة عدد من الحرفيين من محلات بملعب الثيران في بلدية وهران، غير أنه لم يتم تسليمهم المفاتيح إلى غاية اليوم، ليقتصر عرض المنتجات على الصالونات والمعارض المنظمة بولاية وهران، التي تبقى غير كافية للحرفيين، خاصة الذين يعيشون على المهنة كدخل يومي.

بخصوص التكوين، كشفت الحرفية عن شروعها في عملية تكوين على مستوى مؤسسة الإدماج وإعادة التأهيل الخاصة بالنساء، واللائي يتلقين تكوينا نظريا في الحرفة قصد الحصول على شهادات، بالتنسيق مع دار الحرف التقليدية ومديرية التكوين المهني، مضيفة أنها ستشرع في تكوين النساء على مستوى أحد مراكز التكوين المهني بوهران، بعد موافقة مديرية التكوين والتعليم المهني، قصد ترسيخ الصنعة كحرفة ضرورية للنساء الماكثات في البيوت كدخل إضافي للعائلات، والحفاظ على الموروث الثقافي بالجزائر.