بعدما شهدت إقبالا لافتا من طرف الشباب

صفحات فايسبوكية تروج للسياحية الشتوية

صفحات فايسبوكية تروج للسياحية الشتوية
  • 644
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

شرعت العديد من الصفحات الفايسبوكية هذه الأيام، في إطلاق عروضها السياحية لهذا الموسم من السنة، فبعد التجربة التي خاضتها في تنظيم جولات ورحلات نحو الشواطئ ومختلف مواقع الاستجمام، ها هي نفس الصفحات تقدم عروضا تناسب الموسم الشتوي، على غرار اقتراح زيارات وخرجات إلى عدد من الولايات الداخلية، من أجل اكتشاف ما تزخر به من تنوع طبيعي ومواقع أثرية، فيما تنوعت العروض الموجهة للعائلات وأخرى للشباب.

لقد أصبحت تلك الصفحات تنافس في نشاطها وكالات السياحة والسفر، الرائدة في مجال الترويج للسياحة المحلية، خاصة بعد أن حول المواطن اهتمامه نحو اكتشاف بلاده، نظرا لما تشهد تكاليف السفر إلى الخارج، من ارتفاع رهيب، والتي تأخذ في الحسبان تكلفة تذكرة الطيران، والفندق، وحتى تأشيرة الدخول، والتي ازدادت تزامنا مع الأزمة الصحية العالمية بانتشار وباء "كورونا"، حيث شهدت تكاليف بعض الوجهات الخارجية ارتفاعا بأزيد من 100 بالمائة، وهو ما سجل عزوف التنقل لدى الكثير من محبي السفر والخرجات.

في هذا الصدد، حدثنا موسى سمارا، مسير إحدى تلك الصفحات، قائلا: "العديد من الصفحات اليوم، تتنافس في تقديم عروضها السياحية إلى الكثير من الوجهات المحلية، سواء لزيارة غابة، شاطئ، سد، وادٍ، بحيرة، جبل أو حديقة، من مختلف ولايات الوطن، بعضها يعرفها المواطنون، وليس لهم شجاعة زيارتها بمفردهم، لأسباب عديدة، عادة تتعلق بالأمن أو الراحة أو الخوف من المغامرة، أو بكل بساطة، لا يجدون شخصا لمرافقتهم في مغامرتهم الصغيرة، في حين تعرض الصفحات أحيانا وجهات غير معروفة لدى المواطنين، بل اكتشفها أبناء تلك المنطقة وجربها شباب، وبذلك أصبحت مادة دسمة لبعض العاملين في مجال الترويج السياحي وتنظيم الخرجات".

أضاف المتحدث، أن تلك العروض هي للراغبين في تمضية عطل نهاية الأسبوع بين أحضان الطبيعة، واكتشاف سحر الجزائر، وجمالها الذي يختلف من منطقة لأخرى، وأكثر ما يستقطب المواطن خلال هذه الفترة، هي السياحة الحموية من جهة، والسياحة الصحراوية من جهة أخرى، كما أن للجبال والغابات عشاقها من الشباب، وحتى الأزواج حديثي الزواج، الذين يبحثون عن مغامرة مثيرة للاهتمام، لاسيما أن عروض تلك الصفحات تختلف بين التخييم، وأخرى يتوجه السائح من خلالها نحو دور مهيأة شبيهة بالفنادق، خصصت للمبيت فيها، في أجواء تقليدية تعكس أجواء المدينة.

وأردف محدث "المساء": "انتشرت هذه السياسة الترويجية للصفحات، بعد أن نجحت صفحات فايسبوكية، في تنظيم خرجات ممتعة، استحسنها كل من جربها، خاصة أن أسعارها معقولة، وفي متناول الجميع"، مشيرا إلى أن تلك الصفحات يديرها عادة مجموعة من الشباب الذين لا علاقة لهم تماما بالمجال السياحي، لكن باتت لهم سمعة حسنة في تنظيم الخرجات، ومعرفتهم بالمنطقة، وكذا بسكانها، ساعدهم كثيرا في السماح للسائح باكتشاف بعض المناطق التي لم يكن يعلم بوجودها أساسا.

انتشرت هذه الفكرة وراجت عبر العديد من الصفحات، مما دفع بالكثير من المواطنين إلى الاشتراك في حسابها ومتابعتها، للاستطلاع على كل جديد في منشوراتها وترقب عروضها، لاسيما أصحاب الميزانيات البسيطة، وعشاق السياحة والتجوال، وعشاق المغامرة.

وأوضح موسى سمارا: "ميزة تلك الخرجات، أن تدوم بين يوم واحد إلى غاية ثلاثة أيام، حسب الوجهة وبعدها وإمكانية المكوث فيها من عدمها، يتم تنظيمها وفق الوفرة، وكذا على حسب الطقس، حيث يعرض صاحب الصفحة البرنامج المفصل وكل المستلزمات، مكان الانطلاق، وقت الإقلاع ووقت الوصول، وكذا وقت العودة، إلى جانب تكاليف الرحلة، التي تتراوح بين 1800 دينار لليوم الواحد، لتصل إلى 19 ألف دينار جزائري لرحلة ثلاثة أو أربعة أيام في فنادق صغيرة، ويرفق البرنامج بصور جميلة يستعين بها أصحاب العروض، بهدف الترويج للمنطقة واستمالة الزبائن".