تنتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، العديد من الصفحات، تخصصت في الترويج للسياحة، تعمل على تقديم منطقة محلية أو أجنبية  للسفر إليها رفقة شريك الحياة، وهو ما يعطي معنى جديد للأسر الجزائرية، وتثير اهتمامها، إذ توضح تلك الصفحات طرق كسر روتين الحياة الزوجية وخوض تجربة ممتعة. لاقت تلك الصفحات التي تنتشر عبر مواقعي التواصل الاجتماعي "انستغرام" و"فايسبوك"، إعجاب الكثيرين، الذين يستعينون بتلك الصفحات لأخذ بعض الأفكار، والتخطيط لسفريات، وفق برامج جربها أشخاص من قبل، يعطي أصحابها نصائح وإرشادات للسفر، سواء عن الوجهات، إجراءات التأشيرات، أسعار التذاكر، أو تفاصيل تتعلق بالسفر، كتكاليف الخدمات من أكل وإقامة في الفنادق، وغيرها من الأمور التي تهم الراغب في السفر.

وما يثير اهتمام هؤلاء المتتبعين، حسبما أشار إليه البعض ممن حدثتهم "المساء"؛ نوعية تلك المنشورات التي يقدمها المتزوجون، هذا ما أوضحته فريال متزوجة حديثا، مشيرة إلى أن تلك الأماكن التي يختارها هؤلاء، تتميز بالجمال والنظافة ومختارة بعناية، باعتبار أن هؤلاء يدققون في نوعية الأماكن التي يزورونها، باعتبار أنهم متزوجون، لهم معايير تتماشى وحرمة العائلة، وليس فقط مغامرات غير مدروسة، كما أن تلك المنشورات تعكس مدى مراعاة هؤلاء الأزواج لميزانية الأسرة متوسطة الدخل.

من جهته، قال فؤاد، أحد الأوفياء لتلك الصفحات الجزائرية، إن الكثير من المؤثرين في مجال الأسفار، باتت لديهم تجربة كبيرة في مجال السفر، والاعتماد على نصائحهم يكون أكثر حكمة من اتباع نصائح وكالة سفر، على سبيل المثال، ليس لها دائما تجربة مغامرة معينة في بلد معين، أو حتى منطقة معينة، لأن تلك الصفحات باتت تعطي أدق التفاصيل، حتى الأكثر تفاهة في نظر البعض، إلا أنها قد تكون جد مهمة لمعرفة كيفية التعامل عند الوصول إلى وجهة معينة، بفضل التجربة التي يعيشها هؤلاء، ولا ينشرون نصائح حولها إلا عند الرجوع، لإبداء النقاط الإيجابية، وكذا السلبيات إذا كانت موجودة، حتى يأخذها الراغب في السفر بعين الاعتبار، ولا يقع في فخ تلك السلبيات التي قد تفسد كل سفره أو تعرضه للخطر.

كما أن النصائح المنشورة عبر تلك الصفحات، تحمل أسماء تشير إلى أنها خاصة بالسفر والمغامرة، مبنية على تجارب شخصية ملمة بكل ما يتم نشره، لهذا تكون أكثر مصداقية من مراجع أخرى، وهو ما أكده الزوجان أحمد وسهام المقبلين على تنظيم شهر العسل، نحو وجهة محلية، حيث أشارت سهام، إلى أن تلك الصفحات دائما ما تحاول التماشي مع ميزانية الأسر الجزائرية المتوسطة، فهي لا تنشر فقط وجهات مكلفة، بل تعرض أيضا برامج سفر مدروسة، قد تكون لوجهات محلية جد ممتعة، ولا يخطر على بال أحد تجربتها، إلا بعد معرفة بعض تفاصيلها المغرية.