الأخصائية في التغذية فاطمة الزهراء بن زرقة لـ"المساء":

صحتك في صحنك وعصائر الخضر والفواكه وقاية

صحتك في صحنك وعصائر الخضر والفواكه وقاية
الدكتورة فاطمة الزهراء بن زرقة، أخصائية في التغذية وطب التجميل أحلام محي الدين
  • القراءات: 967
❊أحلام محي الدين ❊أحلام محي الدين

أكدت الدكتورة فاطمة الزهراء بن زرقة، أخصائية في التغذية وطب التجميل، أن مشكل البدانة الذي يعاني منه الأطفال والنساء، وحتى الرجال في مجتمعنا، يستدعي إعادة النظر في الصحن الذي يتناوله الفرد، منبهة ربات البيوت إلى حماية صحة أبنائهن وأزواجهن، من خلال نوعية الطعام المقدم في أوقات الذروة، مؤكدة أن صحة الشخص في صحنه، كما قدمت مجموعة من النصائح القيمة في النمط الغذائي الصحيح، مع التأكيد على أهمية انتهاج عادة تناول العصير الصحي المكون من الخضر والفواكه، متى أتيحت الفرصة بين الوجبات، واصفة الخليط بالقنبلة التي تقضي على كل السموم من الجسم، مضيفة في السياق، أن تناول الخضر والفواكه كفيل بتغذية الخلية وحمايتها من الأمراض، على غرار مختلف أنواع السرطانات، خاصة الفيتامين "سي" الذي تعتمده بعض المستشفيات الدولية كحقن.

أوضحت الأخصائية في مستهل حديثها، أن الكثير من مرضاها الصغار يعانون من مشكل البدانة، وهو الأمر الذي يدفعها في كل مرة إلى تشجيعهم على ممارسة الرياضة والأكل الصحي والمحافظة على النظافة، لحمايتهم من الأمراض المترتّبة عن البدانة، رافعة شعار "من أجل جيل بلا أمراض"، مؤكدة أن الأمهات يشكين من رغبة أبنائهن الكبيرة في تناول "البيتزا" و«الساندويشات" و«الهمبرغر" المشبعة بالمايونيز والدسم، متسائلة "من يجب أن يتحكم في نوعية وماهية الغذاء؛ الأم أو الطفل؟"، وهنا ترد أنه لابد أن تتحكم الأم في تغذية كل أفراد الأسرة، من خلال اتباع نمط غذائي صحيح، قوامه تنوع الصحن بمختلف أنواع الخضر، خاصة أن الكثير من الأشخاص غيروا عاداتهم الغذائية التي كانت تتسم بالروعة، خاصة ما تركه لنا الأجداد، فيوميا، نلاحظ أن الأطفال يخرجون من المدرسة مباشرة إلى محلات الأكل السريع، مع غياب الشوربات والأطباق الصحية التي كانت توضع على موائدنا في السابق، على غرار شوربة العدس وقطع "القرنطيطة" التي يطلق عليها اسم "الكبد الأبيض"، نظرا لفوائدها باعتبارها بروتينا نباتيا بامتياز، وهي جد مهمة. كما بات الصغار يتناولون الكسكسي بالسكر، وهنا يطرح السؤال "ما فائدة السكر، وما الذي سيعطيه لجسم الصغير؟"، لأن الأصح أن يكون مصحوبا بالخضر والحمص والقليل من اللحم أو الدجاج، إن وجد، فالطفل بحاجة إلى طاقة تساعده على الدراسة والتركيز، كما يحتاج إلى مواد البناء للنمو.

تقول الأخصائية، "في الماضي كان أجدادنا يتناولون الكثير من الخضر وكمية محدودة من البروتين، وفي زماننا هناك إفراط في الأكل، وفي تناول البطاطا المقلية التي أصبحت تتواجد في كل الوجبات وطوال اليوم أحيانا، فما فائدتها إلى جانب "البيتزا"، في تطور ونمو الطفل أو حتى الكبار، القليل منها يكفي، لكن للأسف،  هناك من يضيفها في كل وجبة، كما أوصي بضرورة تناول كل أفراد الأسرة، على الأقل مرة في الأسبوع، سمك "السردين" قدر الإمكان لغناه بالأوميغا".

لابد من استبدال اللمجة بالفواكه

تواصل الدكتورة قائلة "لوعدنا للهرم الصحي، هناك قواعد أساسية في الأكل الصحي، يتبعها استهلاك المياه بكثرة بدل المشروبات الغازية التي تنتفخ بها بطون الصغار، وهنا أشير إلى أن أفضل ما يمكن أن يقدم للطفل؛ الحليب صباحا وفي المساء على الساعة الرابعة، لأن جسمه يكون بحاجة إليها، وأن تقدم له عصائر طبيعية موسمية، فبلادنا غنية بالفواكه، وأنصح باستبدال اللمجة من "كرواسون" و«بسكويت" بحبة فاكهة، أو إحدى مشتقات الحليب، كالياغورت أو قطعة جبن في الخبز، حبة موز، تفاح، خبز الدار بزيت الزيتون أو بالشكولاطة، كما أنبه إلى أن فطور الصباح أساسي بالنسبة للصغار، ويمكن أن يتناول فيه الأطفال قطعة خبز كامل مطلية بالمربى أو العسل الطبيعي، أو أن تخبز الأم خبز الفطير، وهي مواد الطاقة والتركيز التي يحتاج لها الصغير صباحا، ليستوعب دروسه".

فيما يخص لمجة الساعة الرابعة، قالت الأخصائية، إنها أساسية للكبير والصغير، لأن الأنسولين يرتفع، مما يُشعر الفرد بالجوع، وهنا يستوجب شرب الحليب بالكاكاو الذي يعد جد مهم للجسم، ويمكن تناوله يوميا لفوائده الجمة بالنسبة للطفل أو تناول شيء حلو. كما يمكن تقديم شاي بالمكسرات للزوج أو الكبار أو فنجان قهوة بدون حليب أو العكس.

فيما يخص الغذاء الذي لابد أن يتم تناوله عند منتصف النهار، فأشارت إلى أنه الطبق الأساسي بالنسبة للكبير والصغير، ولابد أن يكون متنوعا من حيث الخضر والفواكه، التي نصحت بضرورة تناولها ساعة ونصف الساعة قبل الأكل أو ساعتين، حتى تؤدي وظائفها على أحسن وجه بالجسم، مشيرة إلى أن الخضر والفواكه مهمة في تغذية الإنسان وتهدئة القولون العصبي، ومده بالألياف التي تساعد على حركته وراحته، وعدم التسبب في مشاكل للفرد، مؤكدة في السياق، أن القلق والقولون العصبي نتاج الأكل غير الصحي، منبهة إلى ضرورة أن يحتوي طبق الغذاء على الفيتامينات والبروتينات والأملاح المعدنية والفواكه التي تغذي الخلية، حتى تستطيع القيام بدورها على أحسن وجه، ومنه طرد الأمراض القاتلة، وأعطت مثالا عن أطباق مختلفة مفيدة للجسم من المطبخ الجزائري، على غرار شوربة العدس واللوبيا والسلطة المشكلة، القرنبيط المحشي، "شطيطحة دجاج"، "خضر مفورة"، الكسكسي بمختلف أنواعه بالخضر، عجائن بكميات قليلة من الجبن، خاصة بالنسبة للكبار، مع الإشارة إلى أهمية وجود الحمص في مختلف الأطباق، وفيما يخص التحلية، قالت الأخصائية، إنه يمكن تقشير حبة تفاح، تنزع منها النواة وتذر عليها القرفة، فهي جد صحية. 

صحتك في صحنك 

تؤكد الدكتورة بن زرقة، أن صحة الصغار وإشراقة وجوههم نتاج ما يتناولونه، وتقول "الألوان التي في طبقك تنعكس على وجهك لما تكبر، فإذا أكلت الخضر والفواكه، على غرار الطماطم والبطيخ والكوسة والبروكلي، فإنك ستكون جميلا، أما إذا اكتفيت بأكل البطاطا المقلية فقط، فإنك ستكون شاحب اللون، وهذا ما يدعو  الأطفال إلى تناول الخضر".

فيما يخص وجبة العشاء، قالت الدكتورة؛ لابد أن تكون خفيفة للجميع، حتى لا يشعر الطفل أو الكبير بثقل أو رغبة في التقيؤ، فلابد من تناول شوربة أو حساء الخضر مرفقة بقطعة من اللحم الأبيض، كالدجاج أو الديك الرومي، محذرة من تناول اللحم الأحمر الذي نصحت بتناوله في النهار فقط، مشيرة إلى إمكانية تحضير الأطباق الخفيفة، على غرار البازلاء بالخرشف الشوكي والدجاج، مؤكدة على أهمية إدخال الثوم والبصل في كل الأطباق، لأهميتهما في تغذية الخلايا، وبفعلها تستطيع العمل بأريحية.

أشارت الدكتورة إلى أن من الأشخاص من يقوم بإعداد "ساندويش" في منتصف الليل إذا جفاه النوم، مؤكدة أنه فعل خاطئ، إذ يمكن تعويضه بمكسرات لأنها  مهمة جدا للتركيز، أو القليل من التمر الغني بالماغنيزيوم، أو حبة تفاح مع تناول الكثير من المياه، لاسيما أنه يستوجب الأمر على الفرد شرب من لترين إلى ثلاثة لترات من الماء في اليوم، أما الطفل الصغير فعليه أن يشرب أكثر من الكبير.

غذاؤك دواؤك ..

أكدت الأخصائية أن لمرض السرطان علاقة كبيرة بالأكل، فهناك سرطانات يكون الأكل سببا فيها، وهو ما يتم حدوثه داخل الخلية، ضاربة مثالا بالمرأة التي تصاب بسرطان الثدي بسبب نقص عنصر النحاس، كما أن سرطان البروستات عند الرجل نتاج الأكل غير الصحي، إذ يستوجب تناول الزنك، موضحة أنه بإمكان الشخص الاعتماد على الغذاء الصحي والمكملات الغذائية المساهمة في تجنب الأمراض، وتقول "الأم هي المسؤول الرئيسي عن المطبخ وعن صحة أفراد أسرتها، فلابد أن تكون ذكية وتعرف تقسيم واجباتها مع التنويع في الأطباق، والاستفادة من الأكل الصحي الغني بالبروتينات والكاربوهيدرات، كما أنصح بتفادي المقليات، فاللحم والفلفل لابد أن نقوم بشيه، والشمندر لابد أن يقدم مبشورا أخضر، كما أدعو إلى تناول الطماطم التي تشمل مادة مضادة للأكسدة، وتساهم في تجديد الخلايا وتصفية الكبد، لذا أقدم سلطة الخضر المنظفة للكبد، تحتوي على الطماطم والبقدونس والليمون وغصن كرافس وفص ثوم، تضاف إليها ملعقة زيت زيتون، ويتم تناولها بدون خبز، فهذه السلطة تصفي كل السموم الموجودة في الكبد".

عصائر صحية

فيما يخص عملية تنظيف الجسم من السموم، أكدت الدكتورة بن زرقة أنها تتم من خلال تحضير خلطة الفواكه والخضر الغنية بفيتامين "سي"، الذي ثبت أنه علاج فعال لمختلف أنواع السرطانات، إذ باتت المستشفيات الأوروبية تستعمله كحقنة مساعدة على الشفاء، ويتم إطلاق اسم "الخيط القنبلة" عليه، ويتم تحضيره بالنسبة للأشخاص غير المصابين بالسكري، بمزج حبة برتقال "ماندرين" المضادة للأكسدة والسموم، حبة "أرنج" أو ليمون هندي، ليمونة، برتقالة، تضاف إليها حبة جزر وتخلط نيئة وتشرب قبل الوجبات".

هناك أيضا كوكتال عصير من الخضر والفواكه، يتم فيه مزج عصير البرتقال الذي نضيف له الليمون والموز والسلق، يمكن إضافة الشمندر السكري والكرافس، البقدونس، القليل من الجوز، مع حبة تمر وفص ثوم، لمن يستطيع، وهي ذات فوائد جمة، تقول الأخصائية. 

نبهت الأخصائية إلى أن القهوة بالحليب سامة، لذا يجب شرب الحليب لوحده، والقهوة لوحدها، ويمكن مزج الحليب يوميا بالكاكاو المفيد للصحة، وأوضحت أن كل شيء أبيض من الفرينة، الأرز، الحليب، السكر والملح ثبت أنه ضار، لهذا لابد من تناول الأرز الأسمر والخبز الكامل والعجائن المصنوعة من القمح الصلب.

أشارت الأخصائية إلى أن الكثير من المشاكل الصحية نتاج الخمول، ناصحة الكبار بالمشي الذي يعد أساسيا جدا، إذ يمكن للفرد أن يمشي حتى ساعتين في النهار بطريقة الهرولة.