المختصة في أمراض الجلد مريم بنونة تحذر:

صالونات تجميل مشبوهة حولت الحلم إلى كابوس

صالونات تجميل مشبوهة حولت الحلم إلى كابوس
  • القراءات: 759
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

حذرت طبيبة أمراض الجلد والتجميل، مريم بنونة، من الإقبال على الصالونات التي تجري عمليات تجميلية عن طريق الحقن على أيادي أشخاص، ليست لديهم أية خبرة في الطب التجميلي، مشيرة إلى أنه لابد من إثارة الموضوع بجدية، وتشديد الرقابة على تلك الصالونات التي انتشرت بشكل ملفت للانتباه في مختلف المدن، لتعرض على زبائنها خدمات بأسعار متفاوتة، مثل الصالونات المختصة في "الطب التجميلي".

أصبحت ظاهرة الحقن التجميلية الحديثة، كالبوتوكس، الميزوثيرابي، الفيلر وغيرها، من الطفرات الحديثة والمنتشرة في مختلف أرجاء العالم، ساهم الأثرياء والمشهورون في الترويج لها، من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، التي تعطي الصورة المبالغ فيها للجمال المثالي، وتخليد الشباب، من خلال حقنات تجميلية، بعيدا عن العمليات الجراحية، وساهمت في ذلك بشدة، في إلغاء دور وفاعلية مساحيق التجميل، لتجعلها في المرتبة الأخيرة، محققة بذلك الصدارة في عالم الجمال، إذ يبدو جمال الفرد طبيعيا غير متصنع.

وبفضل التطور الهائل الذي حققه العلم في هذا المجال، وانتشار الدور المصنعة لتلك المواد، وأثبت تحقيقها الربح بشكل كبير، جعلت الكثيرين يتخصصون في صناعة تلك المنتجات التجميلية، ودفعت بعض الدور التي كانت رائدة في صناعة مساحيق التجميل، إلى خلق فروع تهتم بالحقن، وكان لهذه المصانع الصدارة في معرفة ما هو مثالي للمرأة، وما تبحث عنه فتاة اليوم، لتتحول تلك المواد التي قليلا ما تبحث المقبلات عليها عن مكوناتها وتأثيرها، إلى وسائل تمنح النتيجة السريعة والفعالة، لما تتمتع به هذه الحقن من القدرة السريعة على إخفاء التجاعيد، وتمليس سطح الجلد والملامح، وإعطاء الوجه نضارة وشبابا، وإبراز ما يجب إبرازه، مع إخفاء العيوب والشوائب، محاربة بها كابوس الشيخوخة الذي بات يطارد الكثيرات مع تقدم العمر، من دون أن يتساءلن عن مدى خطورة هذه الوسائل، لاسيما إذا تم ممارستها من طرف أشخاص غير أكفاء.

في هذا الصدد قالت بنونة: "إن الكثيرات اليوم، يركضن وراء صالونات حلاقة، تخصص بعضها في التجميل، بحثا عن الجمال بأقل تكلفة، تسبب هذا الأمر في إصابة بعضهن بمشاكل، أو بالأحرى أخطاء في التجميل، بسبب سوء استعمال تلك الحقن، أو لعدم حسن استعمالها، أو أنها غير مراعية لمعايير السلامة، بسبب تفكير الكثيرات أن إجراء تلك العملية التي تراها بسيطة عند صالون الحلاقة، سوف يكلفها أقل من إجرئها على يد خبير"، مؤكدة أن "هذا الأمر خاطئ، لاسيما أن عيادات طب التجميل أسعارها مدروسة، تكون وفق أسعار المواد المستعملة، وتضمن أيضا للمستفيدة من تلك الخدمة الضمان عن المنتج المستعمل، على عكس الصالونات غير المراقبة".

قالت المختصة: "على الرغم من التحذيرات المتعلقة بالمخاطر المصاحبة لعمليات التجميل، تحظى الإجراءات التجميلية بدرجاتها، بشعبية متزايدة اليوم، وتدفع بمن أخذت عملياتهن منعرجا خاطئا، إلى التوجه نحو العيادات الطبية لإصلاح تلك الأخطاء، والتي قد تكلفهن أحيانا، ضعف تكلفة العملية التجميلية، مثل علاج العدوى الحادة، أو استئصال ورم دموي، أو العلاج بالمضادات الحيوية"، موضحة بقولها: "اضطرت أخريات إلى الخضوع للجراحة من أجل استئصال الأجزاء المزروعة تماما"، مضيفة: "تدفع عمليات فاشلة أخرى، إلى دخول غرفة العناية المركزة لعدة أيام، لاسيما العمليات الجراحية الخاصة بالزرع".

يعد الورم الدموي أكثر المضاعفات شيوعا بعد عمليات التجميل، واستئصاله من أخطر العمليات الجراحية، خاصة أنه ينمو بسرعة. يليه "السوائل الوريدية" التي تتجمع فيها سوائل الجسم، عادة تتعلق بعمليات شد البطن.

وعليه، حذرت الطبيبة من المغامرات التي تقوم بها الكثيرات، سواء داخل البلد أو خارجه، مشيرة إلى أهمية البحث الجيد حول العيادات، قبل الإقبال عليها، لمعرفة مدى مهنيتها ومصداقيتها، خصوصا عدم تسببها في أخطاء جراحية قد لا يحمد عقباها.