في غياب الرقابة على الأسعار

صالونات الحلاقة تفرض منطقها

صالونات الحلاقة تفرض منطقها
  • القراءات: 4681
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة
جعل الإقبال النسوي على صالونات الحلاقة سوقا مثمرا يدر أموالا طائلة، خصوصا على تلك التي تعتمد أحدث القصات المبتكرة والمستوحاة من ”الكتالوجات”، والفنانات والممثلات العالميات، وانطلاقا من هذا ظهر التنافس الشديد، حيث أصبحت الصالونات تقترح خدمات جديدة بأسعار بعضها  يكاد يكون خياليا ويفوق المنطق.
أبدت العديد من المواطنات امتعاضهن من ظاهرة ارتفاع أسعار صالونات الحلاقة، إذ لم يعد يتعلق الأمر بالقصات المميزة وإنما لم تسلم حتى التسريحات البسيطة من هذا الارتفاع وانتقلت أسعارها من 200 دج إلى 1000 دينار في بعض المحلات، وبات التساؤل يفرض نفسه عن واقع الرقابة على هذا النوع من النشاط.
كانت لـ”المساء” جولة استطلاعية إلى بعض محلات الحلاقة بالعاصمة، وكانت انطلاقتنا من محل بسيط بحي حسيبة بن بوعلي، حيث التقينا مع السيدة زينب التي تزيد تجربتها في ميدان الحلاقة عن 27 سنة، اعترفت بأن أسعار خدمات الصالونات باتت في ارتفاع مستمر، لاسيما الصالونات الراقية، حيث نجد أن الخدمات هي نفسها في معظم الصالونات ومع هذا هناك تفاوت في الأسعار من صالون إلى آخر، هذا الأمر الذي يترجم انعدام الرقابة على أسعار هذه التجارة، فلم يعد هناك سقف أسعار محدد من طرف الجهات المعنية، الأمر الذي يستدعي تدخلا سريعا لضبط معايير محددة  تسير عليها هذه الأخيرة.
إن توافد المواطنات من مختلف الفئات العمرية على صالونات الحلاقة لم يعد مرتبطا بالأعياد أو الأعراس أو المناسبات فقط، إنما بات التردد عليها من أجل التجميل اليومي أو الاستمتاع بخدمة تقشير البشرة أو إزالة الشعر أو الماكياج.. الأمر الذي جعل ممارسات هذه الحرفة يستقطبن زبونات دائمات يفرضن عليهن منطقهن الخاص في تحديد الأسعار.
من جهة أخرى وفي صالون حلاقة النساء ”الأميرة” الكائن ببلدية باب الزوار، أشارت ماريا صاحبة الصالون إلى أن الاستثمار في هذا المجال جد مثمر وقالت: ”إننا نجني أرباحا هائلة من حلاقة الشعر والصبغ، والأسعار لدينا متذبذبة حسب طلب السوق، كما تتحكم فيها نوعية المنتج المستعمل ودائما نسعى إلى إرضاء الزبونة”.
مستحضرات جديدة وراء ارتفاع الأسعار
توجهت الفتيات مؤخرا إلى نوع جديد من منتجات الشعر، وهو ”الكيراتين” لفرد الشعر  وتنعيمه، حيث يعد نوعا من أنواع العناية بالشعر يجعل، حسب منتجيه، الشعر انسيابيا وحريريا على الطريقة البرازيلية، أي بالجمال نفسه لمحبات الشعر الناعم، غير أنه مكلف جدا، وتتراوح خدمة تطبيقه على الشعر بين 10 آلاف دج و15 ألف دج، ويختلف السعر حسب نوعية المنتج، وحسب صالون الحلاقة والتجميل الذي يقدم هذه الخدمة، فضلا عن طول الشعر ونوعيته، حيث أفادت صاحبة محل  للحلاقة في هذا الخصوص أن ”الكيراتين” علاج للشعر ولا يستخدم  للتسريح ويعد، بتعريف أدق، بروتينا قويا يتكون من الأحماض الأمينية الموجودة في الجسم وهو العنصر الأساسي في تركيبة الجلد والأسنان والشعر والأظافر، ويشكل نسبة 95% من مكونات الشعر، فيما يبدأ الجسم بفقدان هذه المادة تدريجيا حسب السن والعوامل الخارجية، مشيرة إلى أن من أهم مؤشرات فقدان الشعر للكيراتين، التقصف والتساقط وبهتان اللون، فيعمل هذا العلاج على إعادة الحيوية واللمعان له، الأمر الذي يجعل سعره يرتفع، إلى جانب أن تطبيقه يستدعي التوافد على الصالون خلال ثلاثة أيام متتالية، بينما يرجع تحديد سعره إلى صاحبة الصالون والجهد الذي تبذله”.