رجال يطلبون خدمات كانت مقتصرة على النساء

صالونات الحلاقة الرجالية تتحول إلى "التجميل"

صالونات الحلاقة الرجالية تتحول إلى "التجميل"
  • القراءات: 2281
❊  نور الهدى بوطيبة ❊ نور الهدى بوطيبة

ظهرت في الآونة الأخيرة، على واجهات محلات حلاقة الرجال، لافتات تروج لخدمات انتقلت من قص الشعر واللحية إلى أخرى تقدم عادة بمحلات التجميل النسوية، ولعل ما أثار الدهشة، أن البعض يراه "عاديا"، إذ من أين لـ«أبناء اليوم" قصات الشعر الغريبة التي أثارت جدلا كبيرا في المجتمعات العربية، وحتى الغربية المحافظة، ولم يكف خبراء النفس والاجتماع عن طرح تساؤلات عنها.

المتجول في العاصمة، يلحظ أن عددا كبيرا من محلات "تصفيف شعر الرجال" اتسعت خدمتها لتمس جانبه الجمالي، منافسة اشتدت من خلال كل تلك الخدمات التجميلية التي تجعلك لوهلة، تعتقد أنها صالونات حلاقة وتجميل النساء، لم تقتصر تلك المحلات على أحياء وبلديات راقية، بل وكذلك في الأحياء الشعبية.

لفهم هذا التوجه، كان لـ«المساء" حديث مع الأخصائي في علم الاجتماع مصطفى بوبكر، الذي أشار إلى أن جيل اليوم بات له فراغ غير معقول، لدرجة أنه بات يهتم بتفاصيل تافهة جعلته ينافس المرأة في بعض خصائص حياتها، حيث قال "اختلفت المبادئ وتداخلت المفاهيم بين الرجال والنساء، وبات كل طرف يدخل عالم الطرف الآخر تدريجيا، لدرجة أنه بات يصعب التفرقة بين الخطأ والصواب، لاسيما بالنسبة لجيل الغد الذي سيفتح أعينه في هذه الدنيا بمفاهيم أوليائه الذين يمارس البعض منهم تلك العادات الغريبة، والتي ستكون طبيعية بالنسبة له".

قال المتحدث، إن تلك الصالونات التي تعرض خدمات كانت تطلبها النساء فقط كصبغ الشعر، أو تسريحه باستعمال المجفف أو تلميسه بمواد كيماوية مخصصة لذلك، كالكيراتين وغيرها، خلافا لرجل الأمس الذي لا حرج لديه مطلقا في طبيعة شعره، إذا كان مجعدا أو أملسا أو كان أصلع الرأس، وهذا ما يميزه عن جيل اليوم الذي استهلك العولمة بطريقة ساذجة، جعلته يقع ضحية التقليد على حساب شخصيته وشهامته ورجولته.

أضاف المتحدث أننا اليوم نشهد العديد من قصات شعر غريبة، كصبغ الشعر باللون الأصفر، إلى جانب تطويله من أجل تسريحه وتمليسه، وهي مظاهر نشهدها في الأحياء الراقية بقدر الأحياء الشعبيةـ وهو ما ينفي مفهوم أن تلك الظواهر تنشأ لدى الفئات المعوزة من المجتمع أو التي تعيش مشاكل اجتماعية، بل هي راجعة حقيقة إلى طبيعة التربية وكثرة "الدلع" الذي يميز اليوم الأبناء الذين يفقدون في مرحلة معينة من عمرهم مرجعيات الحياة.

أرجع الخبير أيضا بروز تلك الظاهرة، إلى استهلاك المخدرات، لاسيما حبوب "الاكستازي" أو ما يعرف بالحلوى لدى الشباب، حيث أثبتت دراسات أنها مخدرات تفقد الرجل شهامته وتجعله مخنثا، الأمر الذي يدفع إلى تغلب الهرمونات النسوية لديه، مما يدفعه إلى دخول عالم المرأة تدريجيا من خلال الاهتمام بمظهره الخارجي أكثر من اهتمامه ببناء مبادئ حقيقية، وهو ما يجعله يرتدي بعض قطع الثياب التي لا تختلف عن تصاميم النساء وحتى الألوان التي بالأمس كانت حكرا على النساء فقط، وكان من غير المقبول ارتداؤها، كالوردي الفاقع، وهذا بالنسبة لهم وسيلة لإظهار ذلك الجانب الأنثوي الذي لا يدرك حقيقة أنه أصبح جزءا لا يتجزأ منه.