أعطى الأولوية للمنتجين المحليين

صالون الزواج يرفع شعار "منتج بلادي هو اللي ينفعني"

صالون الزواج يرفع شعار "منتج بلادي هو اللي ينفعني"
  • القراءات: 1683
رشيدة بلال / تصوير مصطفى. ع رشيدة بلال / تصوير مصطفى. ع
ضرب صالون الزواج في طبعته الرابعة موعدا للمقبلين على الزواج مع العادات والتقاليد الخاصة بإحياء الأعراس الجزائرية، وقد اختار القائمون على التظاهرة هذه السنة شعار "منتج بلادي.. هو اللي ينفعني"، حيث أعطيت الأولوية في العرض إلى كل منتج أو مبدع في مجال إعداد تجهيزات العروس، على غرار الحلي... الألبسة، الحلويات، الأفرشة، الحلاقة وحتى التصوير الفوتوغرافي.

عرف المعرض مشاركة أكثر من 100 عارض قدموا من مختلف ولايات الوطن لعرض ما أبدعته أناملهم في كل ما يخص الزواج، وما يتطلبه من تحضيرات، وحسب هاني زرقاط منظم الصالون، فإنه ركز هذه السنة على إبراز كل ما هو محلي الصنع للمساهمة في دعم الاقتصاد الوطني بتشجيع المستهلك على اقتنائه.

وعن جديد الصالون هذه السنة، جاء على لسان محدثنا أن الزواج في احتفالية تم طبعه بعروض لتعريف الجمهور ببعض عادات الزواج في مختلف ولايات الوطن، على غرار قسنطينة باعتبارها تحتضن عاصمة الثقافة العربية، وعادات الزواج بتلمسان، العاصمة، شرشال وتيزي وزو، والهدف من ذلك تمكين زوار المعرض من التعرف على مختلف العادات، واقتناء ما يحتاجون إليه من مستلزمات، خاصة أن موسم الأعراس على الأبواب.

تجولت "المساء" في أجنحة المعرض، ولعل أول ما شد انتباهنا حماس العارضين الكبير، من خلال إبراز جمالية ما استحضروه من معدات وتجهيزات لجلب اهتمام الزوار، على غرار عبير بوعزة من ولاية تلمسان، حرفية في صناعة المجوهرات التقليدية، أبدعت في عرض مختلف المجوهرات التي تشتهر بها الولاية والمصنوعة من الجوهر والبرونز والفضة والذهب، حدثتنا قائلة: "أشارك في الصالون للمرة الأولى وحاولت أن أقدم في المعرض شيئا جديدا للمقبلين على الزواج في مجال الحلي، خاصة أن الإقبال عليها كبير بأنواعها وأشكالها المختلفة،  مشيرة إلى أن الحلي التي يكثر عليها الطلب عادة هي "الحزامة"، "البريم" و«الجبين" المطلي بالذهب.

وغير بعيد عن الحرفية عبير، حاولت حسيبة شعيان من ولاية مستغانم، حرفية في الطرز التقليدي، أن تجلب هي الأخرى اهتمام الزائرات إلى ما عرضته من "إيشاربات" أو "الباليطات" المزينة بمختلف الأحجار الملونة و«العقاش" والجوهر، حدثتنا قائلة: "تعتبر الباليطة من أكثر القطع المطلوبة في ولاية مستغانم بالنسبة للعرائس، حيث  تلزم العروس بوضعها على رأسها بعد الخروج من الحمام في لونها الأبيض أو الوردي، ومن خلال المعرض رغبت في التعريف به وإعادة الاعتبار له، خاصة بعد أن تم التخلي عنها من قبل بعض الأسر، وأردفت: "لم نعد نصنع "الباليطة" بالطريقة التقليدية التي كانت تلبسها جداتنا، بل أدخلنا عليها بعض التعديلات لتحبيب عروس اليوم فيها من خلال الاعتماد على أنواع أخرى من الأقمشة، وتغيّر نوعية النقوش والرسوم  وتطويل أو تقصير الفتول التي تتدلى منها، وقد نجحنا في ذلك، حيث تمكنا من استقطاب اهتمام المقبلات على الزواج اللواتي ربطن بين الباليطة وطقوس تخضيب الحنة".

وكان الصالون أيضا فرصة لعرض آخر التقنيات المستخدمة في تزيين طاولات الأعراس وعلب تقديم الحلويات، وكذا بطاقات الدعوة، حيث تم تقديمها في نماذج يصعب على مستعملها رميها لشدة إتقانها ودقة صنعها، وحتى في طريقة عرض الحلويات التي تمت فيها المزاوجة بين العصري والتقليدي لتعطي أنواعا جديدة بأسماء قديمة، دون أن ننسى ألبومات صور العرسان التي تعتبر هي الأخرى أهم ما يجري التركيز عليه لأنه الذكرى الوحيدة التي تظل بعد انتهاء العرس، وهو ما حدثتنا حوله هند تازبنت مصورة أعراس، قالت "بأن التقنية المعتمدة اليوم في التصوير تعمل على إخفاء كل العيوب التي قد تظهر عند العروس تحديدا، ناهيك عن تقديم الصور في ألبومات تشبه الكتاب، وهي تقنية أمريكية تم إدخالها حديثا لحفظ الصور وإطالة عمرها".

من التزيين بالورود والحواشي إلى البالونات

الاهتمام الكبير بالديكور دفع ببعض المبدعين إلى التفكير في خلق مؤسسات جديدة تهتم بالتزيين بالاعتماد على نوع غير مألوف من الأدوات، كالبالونات، وهو ما تخصصت فيه مؤسسة "فنون بلادي"  لتنظيم التظاهرات الثقافية، العلمية والرياضية التي برع فيها الفريق العامل، على غرار سمية في تشكيل  بالونات موجهة لتزيين الطاولات التي يجلس إليها المدعوون، وكذا مكان جلوس العروس وغيرها من ملحقات مكان العرس، وحسب ممثل المؤسسة، يعتبر التزين بالبالونات من الفنون حديثة العهد في الجزائر، ونتطلع من خلال مؤسستنا إلى تحويلها إلى تقليدي لنعطي الأعراس نظرة مختلفة، خاصة أن البالونات كانت ولا تزال رمزا للأفراح في المناسبات السعيدة، للخروج من الطابع التقليدي الذي طالما اعتمدنا فيه على الإكثار من الورورد والحواشي للتزين".  

المشاركة العربية على قلتها حاضرة 

التأكد على منح الأولوية للمنتجين المحليين جعل مشاركة بعض الدول العربية قليلة ممثلة في المغرب، سوريا وكذا فلسطين، حيث اجتهد العارضون في إبراز ما تزخر به بلدانهم فيما يخص تجهيز العروس، الذي يقترب في بعضه من تقاليد الجزائر، على غرار "العمارية" التلمسانية واستحضار "الكاليش" الذي أضحى هو الآخر وسيلة لنقل العروس إلى بيتها الزوجي أو التجول بها في أرجاء المدينة، وإذ ركز الجناح السوري على القماش والفساتين، فإن الجناح المغربي أبى إلا أن يعرض تقليد "العمارية" الذي تشتهر به أعراسهم. أما الجناح الفلسطيني فاختار من خلال احتفالية الزواج أن يعرف بالتراث الفلسطيني الذي تكفلت به سميرة حجير، مختصة في اللباس من فلسطين، التي حدثتنا قائلة: "اغتنم فرصة دعوتي إلى مثل هذه المعارض للتعريف بالموروث الفلسطيني المحارب من العدوان الإسرائيلي، ولأن المناسبة هي احتفالية الأعراس، اخترت المشاركة بالثوب الفلسطيني الذي تلبسه العروس، وميزته أنه مطرز بتطريز خاص يسمى عندنا القطبة أي "الغرزة"، مشيرة إلى أن العروس الفلسطينية عندما يقترب موعد زفافها تطالب بتجهيز عدة أثواب بتطريز مختلف من حيث الألوان والتصاميم، علما أن الطرز التقليدي كان يقع على القماش الأسود ويأخذ إما اللون الأحمر أو الأبيض، واليوم تم إدخال بعض التعديلات من حيث التنويع في الألوان".

زائرات الصالون بين مرحبة ومنتقدة للأسعار

رغم تواجد عدد كبير من العارضين في صالون الزواج، غير أن ذلك لم يرق إلى تطلعات بعض الزائرات، ففي الوقت الذي عبرت بعضهن ممن تحدثت إليهم "المساء" عن إعجابهن بفكرة المعرض الذي تحول إلى تقليد  يقبلن عليه بحثا عن بعض مستلزمات العرس التي تتطلب من صاحبتها التنقل  إلى خارج الولاية للبحث مثلا عن الأقمشة، على غرار تلك التي تستعمل في صناعة "القفطان" أو على بعض الحلي المصنوعة من الجوهر، أو على عناوين بعض المصورين المحترفين أو منظمي الأعراس، فإن أخريات اعتبرن الفضاء مناسبة لممارسة نشاط تجاري ومحاولة تصريف بعض المعروضات بأسعار تضل باهظة بالنسبة للعروس التي يقع على عاتقها إنفاق أموال كثيرة لتحضير جهازها، فيما اعتبرته أخريات فرصة للاطلاع على عادات وتقاليد بعض الولايات في إقامة الأعراس من خلال الأنشطة التي يتم تنظيمها.