هروباً من لفحات الشمس وضغط ”الكورونا”

شواطئ الشلف تعجّ بالزائرين

شواطئ الشلف تعجّ بالزائرين
  • القراءات: 1564
م. عبد الكريم م. عبد الكريم

شهدت سواحل ولاية الشلف توافدا كبيرا للمواطنين القادمين من مختلف البلديات وحتى الولايات المجاورة، في طوابير طويلة خاصة على مستوى الطريق الوطني المؤدي إلى المناطق الساحلية بعد رفع الحجر عن الشواطئ، تحت أعين مصالح الأمن والدرك الوطنيين، الساهرين على أمن وسلامة المواطن

يأتي هذا تزامنا والارتفاع الكبير لدرجات الحرارة التي تشهدها ولاية الشلف، خاصة في هذه الأيام مما جعل المواطنين يشدون الرحال إلى مختلف المناطق الساحلية بداية من الشاطئ المركزي لمدينة تنس، وصولا إلى شاطئ الدشرية شرقا. ومن شاطئ الكيوان الصخري، مرورا ببوشغال وبني حواء غربا، عائلات اختارت هي الأخرى اللجوء إلى شواطئ البحر للاستمتاع والتمتع بزرقة البحر ومعانقة أمواجه والهروب من لفحات الشمس الحارقة، مع توخي الحذر وأخذ كل التدابير الوقائية بسبب جائحة كورونا.

وقد عجت الشواطئ بجموع المواطنين، مما أعطى صورة جمالية خاصة للشريط الساحلي. مركبات وسيارات من مختلف الأحجام والأنواع اصطفت بالقرب من الشواطئ وعلى متنها مختلف شرائح المجتمع؛ شباب وأطفال ونساء من مختلف الفئات العمرية، قصدوا البحر للتمتع بزرقته، حاملين معهم ما لذّ وطاب من المأكولات والمشروبات؛ من أجل قضاء ساعات هروبا من لفحات الشمس الحارقة التي تعرفها البلديات الداخلية وخاصة عاصمة الولاية، لا سيما أن الحرارة عجلت بتوجه هذا الزخم الكبير من المواطنين إلى البحر، مع رفع الحجر أيضا وموسم الاصطياف يعيش أيامه الأخيرة؛ فالبحر بالنسبة لهؤلاء خاصة في هذه الظروف الاستثنائية، يريح بعد شهور من الحجر الصحي.

والبحر بالنسبة لمرتاديه هو أفضل مكانٍ يمكن زيارته، والأكثر إلهامًا وجمالًا وسحرًا؛ فالجلوس على الشاطئ وتأمل شروق الشمس وغروبها أمور يبحر معها الزائر في لحظات رائعة من الجمال. أما الجلوس على رمال الشاطئ بالنسبة للأطفال وهم يبنون ويتفننون في إنجاز القلاع الرملية وتزيينها بالأصداف والقواقع البحرية، فهو قمة السعادة بالنسبة لهم، ثم مراقبة أمواج البحر خوفا من أن تحطمها، لأوقات طويلة، وهو ما يجعلهم يعيشون لحظات من الحيرة والفرحة معا.

فعلى شاطئ البحر تغفو الكثير من الأحلام، وتخبأ الكثير من الأسرار والحكايات لدى بعض عشاق الرومانسية؛ فكم من شخص جلس على شاطئ البحر وهو يشتكي من همومه وأحواله لرفيقه أو صديقه وسرعان ما تراه يعانق أمواج البحر لعله ينسى! وكم من شخص جلس يشكو لوعة فراق الأحبة خاصة في هذه الظروف الصحية! وعائلات جلست تتبادل فيما بينها أطراف الحديث عما يعيشه الجميع.

وآخرون لا يبالون، وتركوا أمرهم للواحد القهار، وهمهم الوحيد قضاء يوم بين المتعة والسباحة. هي مشاهد كثيرة، ولكل من هؤلاء قصة من حياته، وإن تعددت فالكل يدرك أن البحر ونسماته يعني الكثير للناس، وزيارته وقضاء ساعات فيه تبقى للمتعة والاستمتاع بجمال الخالق، لتكون العودة مع كل أمسية، إلى الديار وبذكريات فقط حول هذه الزيارة.