مستغلة الفيسبوك لنفع غيرها
"شبيبة جرجرة" مجموعة خيرية متضامنة مع الفئات الهشة

- 555

تسعى المجموعة الخيرية "شبيبة جرجرة" إلى وضع بصمتها في مجال العمل الخيري، ومن خلال اتحاد شباب يعمل على رسم البسمة على وجوه من يفتقدها لأسباب أو لأخرى، فإنهم بذلك يبعثون برسالة مفادها أن الشباب قادرون على فعل ما ينفع الغير، ومن ذلك تطويع مواقع التواصل الاجتماعي لما فيه خير الناس عوض استخدامها لمقاصد سلبية تهدم أكثر مما تبني.
مجموعة "شبيبة جرجرة" عبارة عن تجمّع حوالي 30 شابا تتراوح أعمارهم ما بين 22 و24 سنة من ولاية تيزي وزو، وينشطون أيضا بولاية بومرداس، رئيسته الشابة سيليا عميروش، اتحدوا على التضامن مع الغير لما رأوا أنه من الممكن جدا حشد الناس إلى فعل الخير عبر موقع الفيسبوك.
وقال عبد الحليم طالب ممثل المجموعة في حديثه إلى "المساء"، إن الفكرة ولدت تلقائيا، حيث اتفق الشباب المتعارفون عبر هذا الموقع الاجتماعي مؤخرا، على توحيد نشاطاتهم الموجهة للتضامن مع الغير، وبذلك نشأت "شبيبة جرجرة" في انتظار اعتمادها كجمعية لاحقا.
ولأن رمضان يشكل شهر التضامن والتكافل بامتياز، فإن المجموعة قد كثفت من نشاطاتها الخيرية خلاله، وهذا بالإشراف على إفطار الصائمين من سائقي المركبات على طول الطريق الوطني الرابط ما بين ولايتي تيزي وزو وبومرداس، إلى جانب إشرافها على إقامة حفل تضامني مع أطفال دار الطفولة المسعفة ببلدية بومرداس ثاني أيام عيد الفطر، وذلك بتوزيع ألبسة العيد على الأطفال والكثير من الهدايا الأخرى، ومنها الألعاب.
ومن المنتظر أن تقوم نفس المجموعة الخيرية خلال هذه الأيام، بزيارة تضامنية لدار المعاقين بتيزي وزو "حتى تحس هذه الفئة بأنها ليست مهمشة وأننا نتضامن معها ونسأل عنها، وبقدر ما جاد عليها المحسنون بالعطايا نوزعها على محتاجيها من كل الفئات المحتاجة"، يقول عبد الحليم. وبالرغم من شح الهبات والإعانات المالية التي يؤكد الشاب أنهم يحصّلونها من ذويهم ومعارفهم عبر الفيسبوك وحتى عبر المساهمات الشخصية للشباب الأعضاء، إلا أن روح التضامن تغلب عليهم في سبيل رسم البسمة على وجوه المحتاجين.
وبعد هذه الالتفاتات التضامنية خلال رمضان وبعده عيد الفطر، فإن شبيبة جرجرة ستوجه اهتمامها نحو الدخول المدرسي القادم، وهذا ببدء عملية التحسيس عبر الفيسبوك من أجل الظفر بإعانات لشراء المستلزمات المدرسية. وفي انتظار ذلك فإن الشباب يعملون على إحصاء الأطفال المحتاجين لإعانات في القرى والمداشر المترامية بين ولايتي تيزي وزو وبومرداس.
ويوجه حليم نداء إلى أقرانه من الشباب، لتشجيعهم على الاستعمال العقلاني والإيجابي للفيسبوك واستغلاله فيما ينفع الفرد والمجتمع. كما يحثهم على استغلال وقت فراغهم أحسن استغلال. و«أعتقد أن مساعدة المحتاج والتضامن مع الفئات الهشة من أحسن صور الاستغلال الإيجابي لأوقات الفراغ"، يختم عبد الحليم طالب حديثه إلينا.