على إيقاع نغمات تحفيزية

شباب يمارس أنشطة رياضية بمساعدة "الكوتش"

شباب يمارس أنشطة رياضية بمساعدة "الكوتش"
  • القراءات: 1281
 نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

انتشرت في السنوات القليلة الأخيرة ثقافة الرياضة وممارسة أنشطة لصحة الجسم بكامل أنواعها، من خلال القاعات الرياضية المختصة في تدريب الأشخاص من مختلف الفئات العمرية على إيقاع نغمات تحفيزية، مقابلة من الجهة الأخرى، العدد الكبير لمحلات بيع الملابس الرياضية بماركات عالمية، منحت بدورها للراغبين في ممارسة نشاط رياضي البدلة المثالية العصرية المناسبة  لنشاطه. 

في جولة ميدانية جالت "المساء" بالعديد من القاعات الرياضية لرصد مدى اهتمام الشباب برشاقة أجسامهم في الآونة الأخيرة، اهتمام لم يأت من العدم، إذ لكل واحد دافع، فالبعض يعي أهمية الحركة والأنشطة الرياضية للجسم، في حين يسعى البعض الآخر إلى الحصول على أجسام تشبه شخصيات عالمية، حيث انتشرت صور لمشاهير وأخرى لهواة نشروا صورهم في كمال الأجسام عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لاسيما "الأنستغرام" الذي يستغله  رواد عالم الرياضة للترويج لمنتجات مرتبطة بها، كالبدلات والأحذية التي ظهرت بتصاميمهم جديدة تواكب الموضة.

وقد شد انتباهنا بإحدى قاعات الرياضة في العاصمة، الاهتمام الواسع للرياضة ليس فقط من قبل الشباب الباحثين عن كمال الجسم، وإنما لرجال ونساء متقدمين في السن، رغبتهم لم تكن "الكمال" بل المحافظة على الصحة أو بالأحرى ـ كما ذكر البعض ـ "الحفاظ على ما تبقى" وهي الكلمة التي استهل بها الحديث منصور 55 سنة، كان مقبلا على تسجيل نفسه في الدورة الجديدة لحصص أنشطة القلب، أو كما يعرف بـ«الكارديو"، وهي حصص تتم عبر أجهزة رياضية ترتكز على تنشيط الدورة الدموية التي بدورها تنظم ضربات القلب، تعمل على تنشيط كافة أجزاء الجسم، وتتميز في آلات مخصصة لتلك الأنشطة، لا تستدعي معرفة معمقة في الرياضة لاستعمالها الحسن، إلا أنه ورغم ذلك، يحتاج الفرد في بدايته إلى مدرب خاص، وهو ما توفره في خدماتها تلك القاعات الرياضية لزبائنها.

وحول ذلك، أوضح لنا حمزة، عامل بتلك القاعة الرياضية، أن قرار ممارسة الرياضة من القرارات التي يجدها الفرد صعبة الاتخاذ،  حيث يتعسر كسر روتين الكسل الذي يميز من لا يمارسون أنشطة رياضية، مما يصيبهم بنوع من الخمول يجعلهم كل يوم يؤجلون قرار الانضمام إلى قاعة رياضة، وهو ما يجعل السنة تمر دون ممارسة ولا يوم نشاط رياضي.. وأضاف قائلا: "لكن إذا نجح فرد في اتخاذ ذلك القرار واستطاع الالتحاق بإحدى الدورات الرياضية، يبقى هنا عامل التحفيز والمثابرة جد مهم، وهذا هو دور المدربين داخل تلك القاعات، إذ لا يقتصر على توجيه الفرد في استعمال آلة معينة، وإنما لابد أن يستعين هنا ببطاقة تقنية لكل شخص، يدون فيها مختلف معلوماته الشخصية حول طوله، وزنه، ومختلف المقاييس الأخرى، ويحددان معا الهدف الذي يريد الفرد بلوغه، أو عدد الكيلوغرامات التي يريد فقدانها، أو نوع العضلات التي يريد الحصول عليها، وبين هذا وذاك، يخططان سويا، ليتابع المدرب شخصيا كل من التحق بتلك "القاعة الرياضية" بتحديد نوعية الأكل والشرب بنظام غذائي جيد ومتزن تدريجيا، فضلا على نوع التمارين التي لابد من ممارستها، وكذا الأنظمة الصحية الأخرى عن طريق النوم مثلا والاستيقاظ، وغير ذلك من أنظمة الحياة التي تعتبر مكملات أساسية للرياضة التي لا يكون لها أي مفعول دونها...

لقد تردد على تلك القاعات رجال ونساء من مختلف الفئات العمرية،  بعدما انتشرت تلك الثقافة وسط العديد منهم، واقتنعوا أن الصحة الجيدة تبدأ من الرياضة.

ماركات عالمية لبدلات رياضية

هذا ما أكده جمال بائع في محل الألبسة الرياضية بشارع ديدوش مراد، لإحدى الماركات الرائدة في هذا المجال، التي أصبح اسمها الشهير يسوق دون جهد كبير، اقتناها أكبر مشاهير كرة القدم العالميين، وكذا الرياضات الأخرى، وقال جمال: "إن الجزائر اليوم أصبحت تشهد عرضا لمنتجات جديدة في الوقت الذي تعرض خلاله في الفروع بمختلف الدول الأوروبية والأمريكية الأخرى، باعتبار أن  هذه الشركات فروع متناسقة عبر مختلف الدول، والأمر الذي جعل عشاق الرياضة يواكبون الموضة هو تصاميم تحمل في كل مرة اسما جديدا للموسم، يروج لها "الأنستغرام" للصور التي ينزلها  المشاهير والوجوه الرياضية المعروفة، إذ يسرع الأفراد لاقتناء أحدث أنواعها، ورغم أسعارها المرتفعة يقول المتحدث بأنها لا تمنع العديدين من اقتنائها لممارسة أنشطتهم الرياضية بها..

برر جمال ارتفاع أسعارها إلى نوعية الأقمشة المستعملة في إنتاجها، نظرا لنوعيتها الرفيعة، حيث اعتمد فيها المصممون في ابتكارها على تكنولوجيات جديدة، حسب أقمشة مصممة خصيصا، أحدها، للمساعدة على عملية تعرق الجسم من أماكن محددة يريد الرياضي أن ينقص منها، والمساعدة كذلك على عملية "تبخير" العرق، حتى لا يجف من جديد على البشرة لتعيد امتصاصه بسمومه، كما أنها موديلات تسمح بشد العضلات ومنع ترهلها..