بحجة الدراسة وانعدام الوقت

شباب يعزفون عن الاهتمام بالصحة واللياقة البدنية

شباب يعزفون عن الاهتمام بالصحة واللياقة البدنية �
  • القراءات: 628
 حنان.س � حنان.س

لقي صالون الصحة واللياقة البدنية في طبعته الأولى، إقبالا كبيرا من طرف الطلبة الجامعيين خاصة وأن الصالون موجه لهم بالدرجة الأولى كونه يهتم بتأسيس ثقافة العناية بالصحة وسط هذه الفئة من إطارات المستقبل. ولئن كان هذا هو الهدف الرئيس من الصالون وبالرغم من المعرفة المسبقة بأهمية الصحة واللياقة البدنية، إلا أن معظم الطلبة ممن تحدثوا إلى «المساء» اعترفوا بتجاوزهم هذا الأمر كلية بحجة انعدام الوقت.

أراد منظمو صالون الصحة واللياقة البدنية التنويع في أجنحته وورشاته من أجل تحقيق أفضل الأجوبة وأعمها لكل طالب يتقدم للسؤال عن هذا الأمر أو ذاك. وقالت الدكتورة حورية بليلي، طبيبة عامة منسقة للصحة الجامعية، «بالرغم من الحديث المتواصل عن أهمية الحفاظ على الغذاء المتوازن من أجل حياة سليمة، إلا أن التوعية مهمة».

وحتى بوجود الانترنت وتوفرها للجميع، إلا أن مسألة الاطلاع على ما يهم صحة الفرد لا يكون بالعادة محل اهتمام، «لذلك نقول إن العلاقة المباشرة بين الطبيب والفرد مهمة جدا للتأثير والإقناع، فالعلاقة بين الطرفين علاقة ثقة، من أجل ذلك جاء هذا الصالون لنستمع كأطباء للزائر ونحاول أن نضع معه برنامج نظام حياة صحيح لأن الشباب عموما يحبون الأكل السريع المشبع بالدهون، ولا يهتمون كثيرا بالرياضة إلا القلة منهم، إضافة إلى أنهم يعتبرون مسألة الاهتمام بالصحة تخص الكهول دونهم هم الشباب».

من جهتها، تعتبر الدكتورة آسيا آغا، طبيبة عامة، أن الطالب الجامعي ليس لديه متسع من الوقت ليبحث فيما يهم صحته بالنظر لكثافة الدراسة وبحوثه الكثيرة والمستمرة، «لذلك بات من المهم جدا حاليا أن نعكس الأمر ونذهب نحن كمختصين إليه ولا ننتظره ليأتي بمفرده لأنه لا يأتي إلا للعلاج وفي الحالات القصوى فقط»، تقول الطبيبة.

أما الدكتورة سليمة بورويس، طبيبة عامة، فترى من جهتها أن الاهتمام حاليا بالصحة مقتصر فقط على عامل الوزن، خاصة بالنسبة لفئة البنات ممن يهتممن كثيرا بمظهرهن الخارجي فتجدهن يبحثن فقط عن الأمور التي تساعدهن على إنقاص الوزن، متناسيات ان خسارة الوزن أيضا لها قواعدها.

وتشير الدكتورة إلى دراسة تعمل عليها حاليا حول البدانة وسط الطالبات الجامعيات، مبرزة أن الدراسة قد انطلقت بداية أفريل الجاري ومن المنتظر أن تظهر نتائجها نهاية ماي المقبل، وهدفها تحديد معدل انتشار السمنة وسط الجامعيات. ووضع بالمقابل برنامجا للتوعية والتحسيس من أجل نظام حياة صحي.

وتوضح الدكتورة بورويس أن الدراسة ستدور حول عينة من 1700 طالبة، وقد جاءت بعد ملاحظة مدى انتشار عامل السمنة وسط الجامعيات لأسباب كثيرة تذكر منها عدم الاهتمام بالغذاء المتوازن وإهمال الحركة، إضافة إلى أكل السكريات والمملحات بطريقة عشوائية مما يسبب انتشار داء السكري، إلى جانب ارتفاع الضغط الشرياني.

من جانبهم، أبدى جامعيون ـ تحدثوا حول نظام أكلهم ومدى اهتمامهم بعامل اللياقة البدنية ـ تأسفوا في العموم لانعدام الوقت من أجل ممارسة الرياضة والإغراءات التي تجذبهم لالتهام الأكل السريع والشيبس وغيرها، وهي «الوجبات» المفضلة لديهم. إذ يعترف الطالب الجامعي عمار هلال سنة ثانية ماستر2 بكلية المحروقات لبومرداس أنه لا خيار أمامه في الأكل سوى البيتزا وبعض الساندويتشات بالنظر لكثرة المطاعم التي تقدم هذا النوع من الأكل السريع، ضف إلى ذلك بُعد المنزل وحتى المطعم الجامعي على الكلية، وبالتالي لا يجد الشاب من حل أمامه سوى وجبات الأكل السريع. كما يعترف الشاب بعدم اهتمامه كلية باللياقة الصحية لانعدام التحفيز، يقول: «أنا كطالب جامعي وقتي كله محصور بين مدرجات المحاضرات وساعات الأعمال التطبيقية، فكيف لي البحث عما يفيد صحتي فحتى البحوث في الانترنت تدور كلها على محاور دراستي».

أما محمد أنس دوبة، طالب في نفس التخصص الجامعي، فيرى أن الاهتمام بالصحة أولوية قصوى خاصة وأن المستقبل أمامه والحياة المهنية المستقبلية تستوجب صحة جيدة ولياقة بدنية عالية، إلا أنه يتأسف على نفسه لأنه وكغيره من أبناء جيله لا يهتمون بالأكل الصحي الذي يقول إنه من أولويات الخدمات الجامعية وليس من شأنه هو، ويشرح ذلك بقوله انه كطالب جامعي كيف له ان يأكل صحيا عند منتصف النهار إن كان في الجامعة والمطعم الجامعي والمنزل بعيدين؟ ويجيب انه من المؤكد أن يقصد «فاست فود» لأكل بيتزا أو ساندويتش، مشيرا إلى أنه حتى إذا قصد المطعم الجامعي، فإن أكله غير جيد تماما. ليختم بالقول ان التظاهرات العلمية المهتمة بالصحة مهمة للغاية ولكن على المنظمين مراعاة فترة تنظيمها حتى لا يتداخل توقيتها مع فترة الامتحانات.

كذلك ترى نسرين خليفي، طالبة جامعية بكلية العلوم الاقتصادية لجامعة امحمد بوقرة، أن التوعية باللياقة البدنية لا بد أن تكون على مدار السنة، مقترحة أن يتم تنظيم قافلة للصحة واللياقة البدنية تدور على الجامعات والاقامات الجامعية بين كل فترة وأخرى، ليتم التأسيس لثقافة صحية سليمة، واسترسلت توضح أنها كمواطنة لا تعتمد على الوقاية كخير علاج وإنما على العلاج عند المرض فقط، لكن لا يبدو أمر الاهتمام بالصحة أمرا ثانويا بالنسبة لزهير كولال، طالب بالسنة الثالثة اقتصاد، إذ يقول من جهته إنه قد حرّم أكل البيتزا وغيرها من المأكولات السريعة فقد سببت له مغصا في المعدة إلى جانب الحساسية، ولكنه بالمقابل يطرح إشكال نقص الجودة في الإطعام الجامعي، موجها نداءه إلى مديرية الخدمات الجماعية للاهتمام أكثر بالوجبات وكذا الإكثار من الأيام التوعوية لفائدة صحة المجتمع.