إلحادٌ روحيٌّ وتديُّن زائف على شكل ألوان وطاقة..

شباب يعتنقون خرافات من ثقافة الجاهلية الإسرائيلية والهندوسية

شباب يعتنقون خرافات من ثقافة الجاهلية الإسرائيلية والهندوسية
  • 58
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

في أروقة وسائل التواصل الاجتماعي وساحات الجامعات، يتناقل شباب جزائريون معتقدات تبدو للوهلة الأولى طريفة، عفوية أو حتى ساذجة؛ على غرار اللون الأحمر "لجلب الحب"، والأزرق "للراحة"، والأخضر "للمال"، ومحفظة حمراء لمال لا ينتهي، ورند تحت الوسادة للحظ السعيد، أو خلطات لجمال أبديّ.

هي أحاديث مربكة ومثيرة للدهشة! لكن هذا الطيف المنتشر لا يقتصر على الألوان أو الأعشاب فقط، بل يشمل، أحيانا، تمائم، وأحجارا، ورقعة من شعر، وكتابات مستوحاة من أدعية تُحفظ في أماكن معيّنة من حقيبة اليد أو داخل الملابس، أو علامات أخرى يُعتقد أنّها تحمل قوى خارقة؛ فما طبيعة هذه الظاهرة؟ ولماذا تجد رواجا وسط جيل يراهن على التقدّم ويركض وراء الحكمة العصرية، لكن بأساليب أقلّ ما يمكن القول عنها بدائية، أو مستوحاة من جهل الشعوذة.

ويبدو أنّ أكثر ما سمح لتلك المعتقدات بأن تدخل عمق الحياة اليومية وسط الشباب، قلة الإيمان، أو ربّما إيمان بثقافات تداخلت في فكر شباب غير مكتملي النضج، روّجت لها مواقع التواصل الاجتماعي، ويُتناقل البعض منها من الأفواه للأذان بين شباب الجامعات، والشوارع، وغيرها من مساحات يلتقون فيها.

وأكثر ما ساعد تلك المعتقدات على التناقل بين تلك الفئة من المجتمع، هو إدراجها في قالب روحي أو طاقة إيجابية بسيطة، تبدو أنّها امتداد لـ«الخرافة المعاصرة"، التي تستلهم طقوسا قديمة عليها لمسات عصرية. الباحثون وصفوا هذا التوجّه برد فعل على الضغوط النفسية والاقتصادية، ومحاولة للسيطرة بأدنى تكلفة ممكنة على الحياة واضطراباتها، وتقليص تردّدات آثارها لأقل قدر ممكن.

تمائم غريبة وألوان مقدّسة..

ليس الاعتقاد بالألوان وحده مثيرا للتعجّب، بل من يصل إلى حّد اعتبار أنّ خيطا بسيطا يمكن أن يجلب الحظ، أو تمائم جامدة يمكن أن تُبعد العين والحسد وتدفع البلاء، أو حجر بسيط يمكن أن يمنح حامله مزايا فوقية، بل هو أمر أشد عمقا وتعقيدا. ورغم أنّ المؤمنين بتلك الاعتقادات من الثقافات الشعبية القديمة، تبقى تلك السلوكات أو الممارسات ما هي إلا امتدادات لسحر وشعوذة، وشرك بالله.