في إطار العمل التضامني خلال شهر رمضان

شباب يتكفلون بإفطار مهاجرين أفارقة

شباب يتكفلون بإفطار مهاجرين أفارقة
  • القراءات: 956
زبير. ز زبير. ز

بادرت مجموعة من المنتسبين إلى مكتب "شباب الخير" بولاية قسنطينة، مطلع الأسبوع الجاري، تزامنا مع حلول شهر رمضان، إلى تقديم إفطار لعدد من المهاجرين غير الشرعيين الأفارقة، الذين اتخذوا من منطقة جسر مجاز الغنم (حي رومانيا سابقا)، على بعد عشرات الأمتار من محطة المسافرين الشرقية، مكانا للمبيت والعيش والاستقرار.

أوضح رئيس المكتب الولائي لجمعية "شباب الخير" بقسنطينة، السيد عبد المالك ميلود، أن هذه المبادرة جاءت تحت شعار "فطور الخير"، وتدخل في إطار العمل التضامني الذي يقومون به داخل الجمعية، خلال شهر رمضان الفضيل، مضيفا أن الجمعية في هذا المسعى لا تفرق بين جزائري وأجنبي، خاصة في هذه الظروف الصعبة التي تعرفها الجزائر، بسبب انتشار جائحة "كوفيد 19".

أكد السيد عبد المالك ميلود، أن سواعد الشباب الجزائري سباقة لفعل الخير، وبمساعدة عدد من شباب حي الصنوبر في قسنطينة، تم مطلع الأسبوع الجاري، إعداد وجبة فطور ساخنة، بمساهمة الخيريين والمحسنين، وتوزيعها على 5 إلى 6 عائلات من المهاجرين القادمين من مالي، والذين يعيشون ظروفا صعبة ويبيتون في العراء، بمنطقة رومانيا سابقا، بوجود نساء وأطفال صغار ورضع.

يرى السيد عبد المالك ميلود أن العمل الخيري واجب في هذه الظروف الصعبة، خاصة مع غلق عدد كبير من المحلات وغياب مطاعم الرحمة التي كانت سابقا، تتكفل بهؤلاء المهاجرين غير الشرعيين، مضيفا أن العائلات التي تم تقديم الإفطار لها، هي عائلات مسلمة وتقوم بشعائر الصيام والصلاة، وكمسلمين يتحتم عليهم مساعدة إخوانهم من باب التضامن الإنساني، دون الخوض في أمور أخرى.

حسب رئيس مكتب "شباب الخير" بقسنطينة، فإن وجبة الإفطار، تضمنت أطباقا تقليدية قسنطينية من التي توجد على موائد كل العائلات القسنطينية، على غرار طبق الجاري "شربة الفريك"، "البوراك"، خبز وكسرة، سلطة و"حميس" وعصائر ومشروبات غازية، تم إعدادها أو جلبها من طرف محسنين.

وجه رئيس مكتب شباب الخير بقسنطينة، نداء إلى كل الخيرين وكل العائلات الراغبة في إفطار هذه العائلات القادمة من دولة مالي (حسب تصريحهم)، في الأيام المقبلة من الشهر الكريم، من باب أنه من فطر صائما كان له مثل أجره، الاتصال عبر صفحة "الفايسبوك" الخاصة بالجمعية، التي ستكون واسطة بين الخيرين وهذه العائلات التي تضم حوالي 30 فردا، مضيفا أن الجمعية مستعدة لاستقبال المواد الأولية من أجل تحضير الوجبات، أو يمكنها استقبال وجبات محضرة مسبقا، حيث يمكن للمتبرعين تقديم تبرعاتهم أمام محطة البنزين بحي الصنوبر الأعلى، أو بالمنطقة السفلى للحي، أمام مفترق الطرق المؤذي إلى حي رحماني عاشور.

يبقى تواجد المهاجرين الأفارقة بقسنطينة، دون تأطير، هاجسا يقلق سكان المدينة، خاصة في غياب المراقبة الصحية في ظل انتشار وباء "كورونا"، وهم الذين يتخذون من مختلف الأسواق مكانا رئيسيا لطلب الرزق ويحتكون بعدد كبير من الأشخاص، ويتنقلون بين الأحياء يوميا، ويمكن أن يساهموا في نقل المرض بطريقة أو بأخرى، وعلى الجهات المعنية التحرك في أسرع وقت لاحتواء الوضع، قبل وقوع ما لا يحمد عقباه.