بعد أن غزت البنايات المساحات الخضراء

شباب يتخصصون في البستنة الفنية داخل المنازل

شباب يتخصصون في البستنة الفنية داخل المنازل�
  • القراءات: 638
نور الهدى بوطيبة� نور الهدى بوطيبة

تخصص فريق فؤاد عاودية في البستنة الفنية وتصميم حدائق المنازل، حيث نجح في استقطاب عدد معتبر من الزبائن الأوفياء الذين باتوا لا يستغنون عن خدمة تجميل الحديقة.

منذ سنتين، كانت للشاب فؤاد فكرة إطلاق المشروع الخاص بالدخول في عالم الشغل، وبفضل القرض الذي حصل عليه من الوكالة الوطنية لتشغيل الشباب، تمكن من تحقيق حلمه وممارسة هوايته في البستنة والاسترزاق منها. اقتربت "المساء" من جناحه خلال مشاركته في صالون التشغيل مؤخرا، حيث كان يتميز ديكوره بجمال طبيعة الربيع الخضراء وفسيفسائية الألوان، وهذا ما أثار فضول زوار المعرض الذين وقفوا مطولا أمام نبتاته للاستفسار عن خدمته، واستحسنوا هذا الجديد في بلدهم.

يعمل الفريق في تخطيط التصاميم المناسبة للمساحات المتوفرة داخل المنازل، وبدراسة محكمة وفنية يختار الديكور المناسب حسب مساحة الحديقة وما يريده الزبون، ثم يختار نوع النباتات التي يمكن غرسها والتي قد تكون فصلية أو نباتات تصمد على مدار السنة، ليتم بعدها اختيار التصاميم التي تليق بالأماكن الداخلية من البيت كالشرفة ووسط البيت وغيرها..

من جهة أخرى، يعمل الفريق على المحافظة على جمال البستان الذي أشرف على زراعته من نباتات داخل الأصيص أو المغروسة مباشرة في الأرض.

وأكثر ما يثير اهتمام الزبائن، يقول المتحدث؛ العشب والورود بمختلف أنواعها خصوصا داخل المنازل الكبيرة والتي تتوفر على مساحات كبرى، في حين يفضل البعض الآخر النباتات العطرة مثل الياسمين ومسك الليل..، وأوضح أن ثقافة الاتصال بمختص في البستنة الفنية من طرف المجتمع باتت تنمو وتنتشر، وهذا ـ حسبه ـ بسبب اشتياق المواطن للمساحات الخضراء التي غطتها البنايات والإسمنت.

ومن جهة أخرى، يعمل الفريق على توفير مختلف النباتات التي يمكنها أن تتأقلم مع المناخ الجزائري، لعرضها على الزبون على شكل بذور داخل أكياس محفوظة، ثم توضيح شكل زهراتها عند النمو، وألوانها وأشكالها الجذابة لكل واحد اختيار مفضل حسب ديكور ومساحة الحديقة.

وبعد عمل الحديقة، يوجه فريق العمل بعض النصائح الروتينية للحفاظ على جمال البستان ونظافته، خصوصا ما يتعلق بمواعيد الري وإزالة النباتات الطفيلية والأعشاب البرية الضارة النامية عند جذوع الشتلات وبين البذور النابتة، وقص الأغصان اليابسة ومعاينة الشتلات للتأكد من خلوها من الحشرات الضارة.

وقال المتحدث؛ إن شغف فريقنا بالزراعة بدأ سنة 2013، وهي الهواية التي لها اعتبارات جميلة ومصدر رزق جيد، فضلا على أنها تمنح الصفاء في الذهن فـ«اليد الخضراء" تتطلب الصبر الكافي للمحافظة على النباتات ورعايتها. والاهتمام بالبستنة والزراعة فيها روحانية تتجلى في الاهتمام بالنباتات وتأمل بها وهي تنمو يوما بعد آخر، وفي منظر الاخضرار الذي يسر الناظر إليها والرائحة الزكية المنبعثة من التراب والنباتات المزهرة، والاهتمام بها لا يحتاج جهدا ووقتا كبيرين لمن يمارسها.