أغلبها تحصر نشاطها في الاستعلام

شباب في رحلة بحث عن مدارس للتكوين خلال العطلة

شباب في رحلة بحث عن مدارس للتكوين خلال العطلة
  • القراءات: 1506
رشيدة بلال رشيدة بلال
تعتبر العطلة الصيفية بالنسبة لبعض المواطنين فرصة للقيام ببعض التكوينات التي لا يمكنهم أداءها على مدار السنة، بحكم الانشغال بالدراسة أو لضيق الوقت بسبب العمل، لذا يفضلون تأجيل هذه الرغبة إلى العطلة الصيفية، غير أنهم يصطدمون باختزال هذه المدارس لنشاطها في تقديم بعض المعلومات حول التكوينات المتاحة أو اقتراح تسجيلهم للدخول الاجتماعي المقبل.
كغيرها من المؤسسات، تفضل أغلب مدارس التكوين تعليق كل نشاطاتها خلال العطلة الصيفية وتحديدا في شهر أوت، ليتسنى لكل العاملين الاستمتاع بعطلتهم رفقة باقي أفراد عائلاتهم، وعلى الرغم من أن بعض المدارس تعمل بنظام التناوب لتظل أبوابها مفتوحة خلال العطلة، إلا أنها تأبى تقديم تكوينات بل يقتصر نشاطها على تقديم معلومات حول التكوينات التي تقدمهما المدرسة، على غرار مدة التكوين والشهادات التي تقدم والآفاق المهنية التي تعد بها، أي تجعل عملها محصورا في تقديم جملة من التوجيهات والإرشادات وهو ما حدثتنا به حياة عاملة بمدرسة خاصة للتكوينات المتواصلة في العاصمة، حيث قالت؛ "حقيقة نشهد منذ أواخر جويلية تردد عدد من الشباب الجامعي وحتى العاملين بقطاعات مختلفة للاستفسار حول إمكانية الحصول على تكوينات مكثفة خلال العطلة، رغبة منهم في الحصول على مؤهلات ترفع من مستوياتهم، أو تفتح لهم آفاقا جديدة للترقية بمناصب عملهم والتميز، وبمجرد أن نخبرهم أن المدرسة تستأنف نشاطها مع الدخول الاجتماعي المقبل يصابون بخيبة الأمل لأن العطلة بالنسبة لهم هي الفرصة الوحيدة المتاحة لهم للاستفادة من بعض التكوينات".
ومن أكثر التخصصات التي يتطلع إليها الباحثون على تكوينات في العطلة حسب حياة، تأتي اللغات الأجنبية في الصدارة كالإنجليزية والتركية التي أصبحت من اللغات المطلوبة بشدة، إلى جانب الطلب على تعلم فنيات الاتصال والتواصل في مجال الإعلام والتحكم في المعلوماتية والتجارة، مشيرة إلى أن المشرفين على المدرسة حاولوا جاهدين تغيير نظام عمل المدرسة بتحويل عطلة الموظفين إلى شهر جويلية، غير أن الاقتراح قوبل بالرفض بحكم أن أغلب العاملين يفضلون شهر أوت للاستمتاع بعطلهم.
من جهته، يخالف المكلف بالاتصال بمدرسة تعلم فنون الطبخ في شارع أرزقي حماني بالعاصمة، قول حياة، حيث يرى أنه وإلى وقت قريب كانت العطلة بالنسبة للبعض فرصة للتعلم "وهو ما كانت تشهده مدرستنا من إقبال رغبة في تعلم بعض فنون الطبخ التقليدي أو العصري شرقي أو غربي، غير أنه في السنوات الأخيرة بات الكل يرغب في الاستمتاع بعطلته وتحديدا في شهر أوت الذي تحيل فيه أغلب المؤسسات موظفيها في عطلة سنوية، بينما تظل أخرى تقدم الحد الأدنى من الخدمة، من أجل هذا قررت إدارة المدرسة أن تبقي أبوابها مفتوحة فقط من أجل تقديم بعض المعلومات حول التكوينات المتاحة لأن الطلب على التكوين قليل ولا يرقى لتكوين فوج، كما أن الأغلبية لا تلتزم بالحضور في التوقيت المناسب لهذا لا مجال مطلقا لتقديم تكوينات في شهر أوت، رغم أنها تعتبر الفرصة الوحيدة بالنسبة للكثيرين".
وإذا كانت بعض المدارس تأبى عرض خدماتها خلال العطلة الصيفية، رغم الطلب الكبير عليها بحكم أن العطلة تظل دائما الفترة التي يتطلع إليها كل العاملين لأخذ نصيبهم من الراحة بعد جهد سنة كاملة، فإن بعض المدارس الأخرى على قلتها تجعل شهر أوت بمثابة الاستثناء، حيث يسطر المشرفون عليها، نزولا عند الطلب الكبير على التعلم، برنامجا خاصا يتصف بالطابع الاستعجالي، ولعل أغلب هذه المدارس التي تعمل بهذا المبدأ تلك المختصة في تعليم اللغات على اعتبار أن هذا المجال من أكثر المجالات التي أضحى الشباب يتطلع إليها، ناهيك عن دورات في تعلم فنيات الإعلام الآلي وهو ما أكدته لـ"المساء" السيدة ليلى المشرفة على مدرسة خاصة بتعليم اللغات بالابيار، حيث قالت؛ "نحاول على مدار السنة ربط العديد من العلاقات مع أساتذة يبدون رغبتهم في الإشراف على تقديم دروس خلال العطلة الصيفية وطبعا يكون أجرهم مضاعفا، لأن أغلب الذين نتعاقد معهم يعملون طيلة السنة، وبحكم أن العطلة لا تعني لهم شيئا لتقدمهم في السن أو لملء وقت الفراغ، يقبلون العمل في هذا الشهر بالذات وبهذه الطريقة تمكّنا من تلبية رغبة الباحثين على التعلم والتكوين’، وأضافت أن أغلب الوافدين على المدرسة هم شباب لديهم حماس كبير لتحسين لغاتهم خاصة مع الموجة التكنولوجية السريعة التي نعيشها والتي حتمت عليهم تعلم ما أمكن من اللغات لفهم ما يدور حولهم .