سكيكدة
شباب القل يشتكي الفراغ

- 659

يعاني شباب عاصمة شولو "القل"، الواقعة غرب سكيكدة، منذ فترة طويلة من الفراغ الرهيب، بسبب النقص المسجل في العديد من المرافق، خصوصا الثقافية والترفيهية، وحتى الرياضية، وما زاد الطين بلة، ارتفاع معدل البطالة في صفوف شباب القل، مما جعل العديد منهم أمام غياب التأطير، يفكرون في الهجرة عبر قوارب الموت إلى الضفة المتوسطية الأخرى. حسب عدد من شباب القل اتصلوا بـ"المساء"، اشتكوا انعدام الأنشطة الثقافية المتواصلة التي تعد بالنسبة إليهم، المتنفس الوحيد للخروج من رتابة الحياة المملة في إحدى أعرق بلديات الولاية، صانعة التاريخ القديم والحديث، لكنها تبقى بلدية مهمشة، حسبهم.
ولا تنتعش الحياة بها سوى خلال فصل الصيف، أو على مستوى مينائها، أين يمارس جل "القليين" مهنة الصيد، متسائلين؛ كيف بهذه المدينة العريقة أن تعيش دون فضاءات ثقافية حيوية تكسر عنها الركود؟ لاسيما أنها تزخر بالعديد من المواهب في شتى الميادين، وبإمكانها إعطاء إضافات ثقافية وفنية ورياضية ليس محليا فحسب، بل وحتى على المستوى الوطني. كما أشار بعضهم إلى أن بالقل قاعة سينما "شولو" ودار الشباب وقاعة الكنيسة "القديس اندري" التي دخلت مرحلة النشاط مع بداية 1870 تقريبا، لتتحول بعد الاستقلال إلى وزارة الداخلية تحت وصاية البلدية، كما حولت لمديرية الشؤون الدينية والأوقاف، لتظل مهجورة طالها التخريب حتى سنة 1994، إذ تقرر ترميمها لتصبح شبه مركز ثقافي، وتم فتح برواقها مكتبة للمطالعة باسم الأستاذ الجامعي الأديب المرحوم يوسف شاوش. كما تم فتح نوادي الإعلام الآلي والسينما والنشاطات اليدوية، بالإضافة إلى الفن التشكيلي.
لكن رغم كل ذلك، فإنها لم تلب احتياجات الفكرية والثقافية لمثقفي القل، وهي الآن، حسبهم، بحاجة ماسة إلى ترميمات مستعجلة، إلى جانب قاعات ممارسة الرياضة القتالية المهترئة، فيما يبقى مشروع مكتبة القل الحضرية يراوح مكانه، وهي المكتبة التي انتظرها مثقفو القل لأكثر من عشريتين، ليبقى الجميع ينتظر تسليم المشروع الذي استفاد مؤخرا، من غلاف مالي تكميلي قدر بحوالي 4 ملايير سنتيم، لإتمام هذا الصرح الثقافي، ناهيك عن العدد المعتبر للجمعيات المختلفة والنوادي، التي لم تجد هي الأخرى الاهتمام الكافي من طرف المهتمين بالشؤون المحلية، فضاعت بل تشتتت أفكارهم، رغم أن فيها الكثير من التميز الفكري والنضج العقلي، وهنا ـ حسب محدثنا ـ يظهر دور اللقاءات المباشرة والندوات والعروض المسرحية والسينمائية في تشكيل الرأي الإيجابي البناء والهادف، وحتى ما يقام بـ”شولو" من أنشطة، فهي مناسباتية لا تفي بالهدف المدروس، ليبقى التفكير في الوصول إلى تحرير أرضية عمل مشتركة بين الأطراف الفاعلة ضرورة حتمية، تتصدرها مطالب تشرح بالتفصيل النقائص التي تعرفها المدينة.