الطلب عليها ينتعش خلال أيام البرد

شاي وزنجبيل للشعور بالدفء

شاي وزنجبيل للشعور بالدفء
  • القراءات: 1753
حنان.س حنان.س

مع الانخفاض المحسوس في درجات الحرارة خلال هذه الأيام،  فإن أهم ما قد يبحث عنه الفرد للشعور بالدفء؛ مشروبات ساخنة. ومع ارتباط الشتاء بنزلات البرد والزكام، فإن منقوع أعشاب طبية، على غرار الزنجبيل والزعتر مطلوبة كثيرا. كما أن الشاي الساخن مطلوب هو الآخر، ولا غرابة إن قال شاب بائع شاي في مدينة بومرداس، إنه باع 50 لترا من الشاي في يوم واحد لم تتعد فيه درجة الحرارة الـ11 مئوية.

كشف مواطنون تحدثوا إلى «المساء»، عن أن أهم ما قد يشعرهم بالدفء خلال هذه الأيام المسجلة لانخفاض محسوس في درجات الحرارة، هي الأطباق التقليدية المحبوبة، مثل «اللوبيا» والعدس والشوربة و«الحريرة»، دون إغفال «البركوكس» والكسكسي و«الدوبارة» و«الشخشوخة».. وغيرها من الأطباق التي تعدت شهرتها حدود المنطقة. غير أن المشروبات الساخنة وأهمها الشاي والزنجبيل، أوجدت لنفسها مستقرا لدى شريحة واسعة من الناس، لانعكاسها الإيجابي على شعورهم بالدفء.

في الموضوع، حدثنا إبراهيم من تيميمون، صاحب محل لبيع الشاي الساخن بحي 800 مسكن في بلدية بومرداس، فقال بأن «تجارته» تنتعش خلال أيام البرد بفضل الإقبال الكبير على مُحبي الشاي الساخن، وهو من أجل ذلك يحضر أربعة أباريق من الحجم الكبير عند فجر كل يوم، حتى يبدأ في استقبال زبائنه عند السابعة والنصف صباحا. الشاب يؤكد أنه سجل رقما قياسيا في بيع كؤوس الشاي يوم الخميس المنصرم، عندما سجلت درجات الحرارة أدنى مستوياتها؛ «يومها نفذت كمية من 50 لترا من الشاي الساخن، واضطررت إلى الاستعانة بزميل لي لمساعدتي في مواجهة الزبائن الذين يوجد منهم من تردد على محلي خمس مرات في ذلك اليوم طلبا لشاي دافئ».

وطلب الدفء هو ما يجعل مراد، عون الحماية المدنية، يطلب مشروب الشاي الساخن، مؤكدا أنه يستهلك أيام البرد أربعة كؤوس كاملة، يقول: «الشاي مشروب يشعرني باليقظة، لذلك لا أتردد على طلب كأس منه كلما شعرت بالحاجة إلى ذلك»، فيما يشير زميله عبد اللطيف إلى أنه هو الآخر يفضل الشاي الساخن لأنه يشعره بالدفء، وقال: «في أيام البرد هذه لا ينفعها سوى طبق «لوبيا حارة» وكأس شاي ساخن».

ولاستكمال خدمة الشاي الساخن، فإن الباعة الشباب يقترحون أيضا مكسرات وزلابية وقلب اللوز كحلويات ارتبطت ارتباطا وثيقا بالشاي، لكن هناك من أضاف أيضا «محاجب سخونين» لتمكين محبيّ العجائن التقليدية من «خدمة غذاء» متكاملة، ومنهم بوعلام من أدرار الذي قال بأنه أدرك منذ إقامته في بومرداس منذ خمس سنوات خلت، من معرفة مدى حب الكثيرين لـ«المحاجب الحارين» خاصة، وهو ما جعله لا يتردد في اقتراح تلك العجائن التقليدية في محله الكائن بحي 350 مسكنا، إلى جانب الشاي الساخن الذي قال عنه بأنه لا مشروب آخر يضاهيه في أيام البرد «لأنه يشرب ساخنا، خلافا للقهوة التي يمكن ارتشافها باردة نوعا ما». ملفتا إلى أنه يحضر يوميا حوالي خمسة أباريق من النوع الكبير، بسعة 25 كأسا لكل إبريق.

أحد المواطنين، صاحب محل مواد التجميل والجرائد بنفس الحي، قال لنا إنه أصبح من محبي الشاي، خاصة بعدما فتح بجواره شاب من الجنوب الجزائري محلا لبيع الشاي، وأردف أنه يشرب خلال أيام البرد من 3 إلى 4 كؤوس وقال: «أحيانا نلجأ إلى دق باب المحل على الشاب حتى يفتح لنا لنستمتع بكاس شاي ساخن صباحا، ومع برودة هذه الأيام لا أرى مشروبا آخر قد يحل محله».

اقتربنا من صاحب المحل، وهو المدعو محمد مباركي، لكن قبل بدء الحديث عن إقبال الناس على خدمة الشاي الساخن أيام البرد، حدثنا مواطن جاء يشتري 4 كؤوس له ولزملائه الذين كانوا في السيارة فقال: «كل شيء ساخن أيام البرد مطلوب وفي كل مكان.. في البيت.. في العمل.. في الورشة، فبعد طبق تقليدي من ثراء المطبخ الجزائري، فإن كأس الشاي هو المشروب الوحيد الذي يجد مكانته.. أنا أستهلك من 3 إلى 4 كؤوس يوميا خلال أيام البرد».

صاحب المحل محمد قال من جهته، إنه يبدأ نهاره عند السابعة صباحا من كل يوم، ولإرضاء زبائنه فإنه يحضر إبريقين من الحجم الكبير بسعة 50 كأسا ويتركهما على نار هادئة جدا،  «حتى تبقى ساخنة أيام البرد لمواجهة الطلبات المتزايدة»، يقول ملفتا إلى أن كل الفئات العمرية ومن الجنسين يطلبون الشاي الساخن «حتى التلاميذ».

من جهته، يرى عبد العزيز كنتة من تمنراست، بائع شاي بالواجهة البحرية، أن الطلب على الشاي الساخن «يعرف رقما قياسيا أيام البرد، لأنه يشعر الفرد بالدفء، وبالرغم من أننا في الواجهة البحرية يزداد الشعور بالبرد بسبب البحر، إلا أن الكثيرين يحبون التمتع بمنظر البحر خلال الشتاء، فيجدونا قريبين نقترح عليهم شايا ساخنا ومكسرات ساخنة أيضا». وأضاف أنه سجل هو الآخر إقبالا قياسيا على كؤوس الشاي يوم الخميس المنصرم، حيث تمكن من بيع 10 لترات بمعدل 3 كؤوس للفرد الواحد. مشيرا إلى أن منقوع الزنجبيل يسجل هو الآخر إقبالا ملحوظا أيام البرد، كونه مشروب يوصى به لطرد البلغم، أو لمواجهة نزلات البرد، حتى أن الطلب عليه قد يكون مناصفة مع طلب فنجان قهوة في المقاهي، حسبما يؤكده أيمن، نادل بمقهى في ساحة المادور، ملفتا إلى أن مزايا الزنجبيل معروفة، لذلك فإن الطلب عليه يكثر خلال أيام البرد، بتسجيل حوالي 20 إلى 30 زبونا يوميا يطلبون هذا المشروب تحديدا.