المجاهد محمد عمراوي المدعو "سي مفتاح"

شاهد على عظمة ثورة ووحشية محتل

شاهد على عظمة ثورة ووحشية محتل
  • القراءات: 654
رشيدة بلال رشيدة بلال

يُعتبر المجاهد محمد عمراوي المدعو "سي مفتاح"، واحدا من المجاهدين القلائل الأحياء، الذين شاركوا في ثورة الفاتح نوفمبر. ارتأت جمعية الصحفيين والمراسلين لولاية البليدة، بمناسبة إحياء الذكرى 68 لاندلاع الثورة التحريرية، أن تنقل، على لسانه، جانبا من التحضيرات لهذا الموعد التاريخي الذي صنع استقلال الجزائر.

رغم تقدم المجاهد محمد عمراوي في السن، إلا أن ذاكرته تأبى أن تنسى أدق التفاصيل التي كان شاهدا عليها عند التحضير لاندلاع ثورة نوفمبر، حيث قال بمناسبة تنشيطه ندوة تاريخية بمقر جمعية الصحفيين والمراسلين لولاية البليدة، إنه يتذكر جيدا إبان الثورة التحريرية، أنه كان واحدا من المناضلين الذين انتفضوا ضد التواجد الفرنسي في الجزائر الذي دام طويلا، ورغب في اندلاع الثورة لإخراج المستعمر الغاشم، فأخذ على عاتقه  مهمة التحدث إلى صناع الثورة من المجاهدين من أصحاب القرار. وأردف: "تحدثت إلى المسمى بوعلام  الصيد، الذي قال لي: "ترغبون في  الثورة المسلحة ؟"، فقلت له: "نعم"... فرد عليّ بالقول: "ستكونون في واجهة المدفع"، فرددت عليه بالقول: "نحن المدفع ووجه المدفع، ولا نخاف من فرنسا"... وبعد الاجتماع الثاني الذي كان مع نويسي بوخوص، وبعد اجتماع 22، حزم كل من السويداني بوجمعة وبوشعيب الأمر، وأعلناها جهارا: "لم يعد هناك من داع للاختباء والخوف من فرنسا الاستعمارية؛ آن الأوان وحان لبداية الثورة". وواصل المجاهد: "تم اختيار عدد من المناضلين المعروف عنهم قدرتهم على حفظ السر، وكنت واحدا منهم، ليتم تزويدنا بالقنابل، التي تم تجهيزها يدويا من الفحم والكبريت والملح. كما تم تعبئة العلب من القطن وخيوط البلاستيك، وإخراج خيوط سريعة الالتهاب بعد إيصالها بالكبريت، ومن ثمة انتقلنا إلى منطقة بئر توتة؛ حيث التقينا بإمام مسجد، الذي، بدوره، قدّم لنا المساعدة، وقال: "نضحي في سبيل الله، ولا يجب أبدا أن نخاف فرنسا المستعمرة".

وأردف المجاهد: "بعد تزويدنا بالقنابل الجاهزة التي تم إمدادنا بها من منطقة احمر العين، حصلنا على عدد معتبر من القنابل الجاهزة، وأخرى مصنوعة يدويا، كنا نسميها (المفرقع). يومها أذكر أننا انتقلنا، خفية في الليل، إلى المكان المعلوم، الذي حصلنا منه على معداتنا من المدعو مختار شيكاوي وحميدي، حيث وُزعت علينا القنابل، وانتقلنا إلى منطقة بابا علي ليلة أول نوفمبر، وقمنا برمي القنابل التقليدية. وأذكر وقتها أن زميلي الذي كان برفقتي والمسمى زواوي، أصيب على مستوى يده. وفي تلك الأثناء أذكر أن المستعمر الفرنسي تنبّه لنا بعد الانفجار، فلاحقنا. وبعدما هربنا وطلبت من رفيقي، بعدما أصبحت ملاحَقا من الجنود الفرنسيين، أن يزودني بالسلاح، فتشتّتنا، فتم إلقاء القبض على البعض منا، وكان عددنا 27 وقتها. بعدها قررت الانتقال إلى العاصمة، وتحديدا إلى بئر خادم، حيث التقيت "عزام العربي"، الذي ألحقني بمجاهدي المنطقة. ثم انتقلت إلى الأوراس، ومن ثمة كوّنا القاعدة، وشرعنا في الكفاح المسلح، الذي نتج عنه انتزاع الاستقلال من فرنسا.