العاصمة لا تنام ليلا

شاطئ "أرديس".. ملاذ الساهرين

شاطئ "أرديس".. ملاذ الساهرين
  • القراءات: 1723
 نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

تستقطب الشواطئ خلال هذه الأيام التي تعرف ارتفاعا محسوسا في درجات الحرارة، العديد من العائلات العاصمية التي تقصدها للاستمتاع بلطافة الجو بعيدا عن الحرارة والرطوبة التي لا تحتمل داخل البيوت، ومن أهم الشواطئ العاصمية التي تشهد هذه الأجواء اليومية، شاطئ "أرديس".

 

الخدمات التي توفرها المرافق المحاذية لتلك الشواطئ، شجّعت العائلات العاصمية الباحثة عن لطافة الجوّ على الإقبال عليها، رفقة الأطفال الذين يبدو أنهم كثيرا ما يستمتعون بتلك الأجواء.

وقفت "المساء" على أجواء صيفية في شاطئ "أرديس" بالعاصمة، التي حوّلت تلك المنطقة بعدما كانت قبل سنوات معزولة تماما، إلى قبلة مثالية للعائلات التي دفعها الأمن المتوفر فيها إلى البقاء لساعات جد متأخرة من الليل، واصطفت على الشاطئ عشرات محلات الأكل السريع التي تعرف كل واحدة منها طوابير طويلة، كلّ واحد ينتظر دوره للظفر بعشاء، أو تحلية من مثلجات، فطائر، "غزل البنات" أو"الفشار"، وغيرها..، حيث اختلفت تخصصات تلك المحلات بين أكلات جزائرية، وأخرى إيطالية وكذا تركية، كما تخصّص آخرون في بيع السلطات بأنواعها، إلى جانب أنواع عديدة من "البيتزا" التي تعتبر معشوقة الجماهير من كبار وصغار..

سجل باعة الشاي المتجولون كذلك حضورهم بالعشرات، واختار كلّ واحد منهم منطقة خاصة به لعرض خدماته، حاملا إبريق الشاي، وسلة بلاستيكية بداخلها بعض المكسرات والنعناع، يتجوّل بين المواطنين الذين انغمس كلّ واحد منهم في القيام بأمر ما، فالأطفال يركضون في كل مكان، والكبار يأخذون قسطا من الراحة أو يتجاذبون أطراف الحديث، وتبدو على وجوههم علامات الفرح والاستمتاع بالوقت رفقة الأطفال والأقارب والأصدقاء.

ورغم أنّ تلك المحلات وفّرت الراحة للمقبلين على الشاطئ، من أكل ومشرب، إلا أن البعض الآخر يفضل تحضير العشاء في البيت وتعليبه، والجلوس على الشاطئ رفقة العائلة للاستمتاع به، حيث احتضن الشاطئ رغم غياب الإنارة الكافية فيه، العائلات التي نصبت موائدها هروبا من حرارة الجوّ للجلوس أمام البحر والاستمتاع بنسيمه.

الحركة بشاطئ "أرديس" تستمر إلى ساعة متأخّرة من الليل، فالعائلات وبسبب إقبالها الكبير على المكان، خلقت ازدحاما لدرجة أن البعض لم يجد مكانا لركن سيارته، رغم شساعة الحظيرة.

ولم يتمالك بعض الشباب أنفسهم، وراحوا ينفذون حركات مختلفة وسرعان ما ترتطم أجسامهم بالأمواج، مطلقين العنان للسباحة انتعاشا وهروبا من حرارة الجو، رغم غياب أعوان الحماية المدنية وحراس الشواطئ .