الوجه العتيق لعاصمة الجزائر
شارع طنجة.. مأكولات تقليدية وعصرية لجميع الأذواق

- 690

لايزال شارع أحمد الشايب المعروف بشارع "طنجة"، ذلك الممر الضيق العتيق، القلب النابض للعاصمة الجزائر، والمحاذي لشارع العربي بن مهيدي غير البعبد عن ساحة البريد المركزي؛ حيث يقصده المتجول بين المحلات، أو الموظف في إحدى الإدارات والهيئات القريبة، حينما يحين موعد الغداء في منتصف النهار، لاختيار ما لذّ وطاب من الأطباق التقليدية والعصرية، في جو تنافسي لاستمالة البطون.
يجد المتجول في شارع "طنجة" بالعاصمة، كل ما تشتهيه النفس من طعام؛ أطباق تقليدية على غرار الرشتة، والتريدة، والكسكسي، والدوارة، والدوبارة، إلى جانب شوربة الفريك، والعدس، واللوبيا، وطاجين اللحم بأنواعه، والدجاج والاسماك؛ حيث يعرض النادل هذا الكم المعتبر من المعروضات إلى جانب السلطات، لاختيار الأطباق التي يتناولها الفرد، كما يجتهد في عرضها فور ما تحط قدماك في المحل، ليردد عليك كل ذلك بدون كلل أو ملل، لينتهي بذكر طبق اليوم للزبائن، والذي يجتهد صاحب المحل في اختياره شعبيا ومحبوبا، في الوقت الذي اختارت بعض المحلات التخصص في اللوبيا والسردين والحميص فقط، بحيث لا تحضر أي طبق آخر سوى تلك الأطباق التي نالت بها الشهرة لسنوات طوال.
وحسب رواد هذا الشارع، فإن تلك المطاعم تستقطب عددا مضاعفا من المواطنين خلال فصل الشتاء، حين يفضل هؤلاء الأكل الدافئ بدل مطاعم الأكل السريع، ليتحول ممر أحمد الشايب في وقت محدد من النهار، إلى قِبلة العمال والموظفين هناك؛ بحكم انتشار عدد كبير بالجوار من شركات ومؤسسات ومحلات تجارية، لا سيما الأطباق الدافئة التي تؤمّن رفع حرارة الجسم.
وحسب ما أشار إليه أصحاب المطاعم هناك، فأكثر ما يجذب المارة الرائحة الطيبة للمأكولات التقليدية التي تنتشر منذ الساعات الأولى للنهار، حين ينطلق مع شروق الشمس الطباخون في تحضير أطباقهم اليومية، والتي تختلف باختلاف المواسم والخضر المتوفرة، وكذلك حسب أحوال الطقس، فيما يتفنن أصحاب بعض المحلات في عرض مأكولات عالمية أيضا، إلى جانب تشكيلة واسعة من "الغراتان" بأنواعه المختلفة؛ حيث يجد قاصدو هذا الشارع، ما تشتهيه الأنفس بدون عناء. وفي هذا الصدد قالت السيدة روميسة، إنها تحب تناول الغداء رفقة صديقتها هناك، مشيرة إلى أن ما تنفقه يوميا على الأكل يتراوح بين 800 و1200 دج؛ إذ تشتهي كثيرا ما يُعرض؛ فلا تجد حرجا في تمتيع نفسها بما لذّ وطاب.