يعالجه مختصون في الشأن التربوي

سيكولوجيا الحياة اليومية في المدرسة الجزائرية

سيكولوجيا الحياة اليومية في المدرسة الجزائرية
  • 1768
رشيدة بلال رشيدة بلال

تنظم كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية مخبر التغير الاجتماعي والعلاقات العامة في الجزائر «جامعة محمد خيضر»، بالتعاون مع مديرية التربية لولاية بسكرة، ملتقى وطنيا حول سيكولوجيا الحياة اليومية في المدرسة الجزائرية خلال شهر نوفمبر المقبل.

تنطلق إشكالية الملتقى من الممارسات اليومية داخل المدرسة، والتي تأخذ أساليب  وأشكالا متعددة، كالمصالح الشخصية والأدوار الاجتماعية التي ترتبط بتفاصيل العيش اليومي داخل المدارس الجزائرية، وما تحمله من قضايا شائكة من حيث  الفوارق على مستوى النجاح المدرسي، نوعية العلاقات القائمة داخل الفصول الدراسية، مظاهر المساواة وعزوف التلاميذ والعنف المدرسي ومسألة الاندماج الاجتماعي ومختلف القرارات المتعلقة بإصلاح المناهج المدرسية ومواردها  التعليمية، إلى إشكالية الإعداد الأكاديمي للأساتذة وآليات تطوير مهنهم، حيث تحتاج هذه القضايا والمظاهر المتنوعة للفعل إلى قدرة من التكامل لإدارة التوترات التي تولد من هذا التنوع، لتشكل تجربة الفاعلين داخل المدرسة، والتي بموجبها يعيد الفاعلون التربويون تملك الزمان والمكان في الممارسات اليومية داخل المدرسة، وما ينتجه من المعيش اليوم من قواعد مقيدة ومعارف متداخلة ومتشابكة تستوجب خيالا سوسيولوجيا واعيا، لفهمه وتحليله ونقده وتنظمه وفق إطار مرجعي، فكري، نظري ومنهجي موجه من قبل سوسيولوجيا الحياة اليومية، والتي تقارب بها الممارسات اليومية داخل المدرسة الجزائرية، لتنطلق هذه المقاربة من مساءلة منطق الممارسات اليومية داخل المدرسة وملاحظتها عن قرب، والبحث في الحياة اليوم بمختلف تجلياتها عبر تداخل مستوياتها وجوانبها ضمن التنظيمات المدرسية، وتحليل التصورات والاتجاهات التي تعطي للرموز معانيها ودلالاتها  لتساعد على فهم السيرورات الذهنية وتسيير إدراك العمليات الاجتماعية، من تفاعل وصراع وتعاون والوقوف على الدلالات المسكوت عنها، بالسعي للبحث داخل الصفوف والمؤسسات المدرسية في سبيل تحديد العلاقات القائمة داخل المدرسة بين التلميذ والمعلم والإدارة وموقف النقابات وجمعيات أولياء التلاميذ، بالبحث  بعمق في أدوار المؤسسات الاجتماعية، لاسيما الأسرة في تشكيل وتحريف هذه العلاقات، وسياسة الامبالاة داخل المدرسة الجزائرية والوقوف على القرارات التي اتخذتها وزارة التربية الوطنية في إطار الإصلاحات المعتمدة.

تتمثل محاور الملتقى في التطرق إلى التفاعلات بين التلاميذ والمدرسيين والإداريين، ودور كل منهم في تشييد العلاقات القائمة في المدرسة، وكذا مقاربة تحليله لصياغة القرارت في إطار الإصلاحات التربوية المعتمدة على المستوى الوطني، وأخيرا البحث في معني دلالات مظاهر العنف والتسرب والإقصاء المسكوت عنه  في الفضاء المدرسي.

سطر القائمون على فعاليات الملتقى جملة من الأهداف، ومنها؛ قراءة سوسيولوجية  لمنطق الممارسات اليومية داخل المدرسة الجزائرية، والوقوف على أحداث الأدوات  الفكرية والوسائل التأملية في دراسة الحياة اليومية داخل المدرسة والبحث عن  الدور التكاملي بين المدرسة والأسرة والمجتمع، مع المساهمة في وضع استراتيجيات لواقع الممارسات اليومية داخل المدارس الجزائرية، على ضوء الدراسات الاستشراقية والميدانية.