على خلفية السطو على " الشدة التلمسانية"

سيدة التراث سعاد مسعودي: اللباس التقليدي الجزائري خط أحمر

سيدة التراث سعاد مسعودي: اللباس التقليدي الجزائري خط أحمر
  • القراءات: 1411
رشيدة بلال رشيدة بلال

دعت سيدة التراث سعاد مسعودي ميخالدي، عضو بالمجلس الشعبي الولائي لولاية الجزائر، رئيسة جمعية "مزغنة شان وهمة"، مصممي الأزياء والباحثين في التراث، إلى الاهتمام أكثر بالترويج والدفاع على اللباس التقليدي الجزائري، بعدما أصبح بعض المصممين العرب، على غرار المغاربة، ينسبونه إليهم، حيث طالت آخر الانتهاكات؛ "الشدة التلمسانية" التي حملت اسم "الشدة الفاسية"، و«الجبة الوهرانية" التي تحولت إلى "البلوزة المغربية"، وحسب سيدة التراث سعاد "فإن الاقتباس من الموروث الجزائري أو تقليديه مسموح، بشرط الإشارة إلى أصوله الجزائرية، لأن الأمر يتعلق بتراث وهوية شعب".

أثارت الحصة التلفزيونية التي تم عرضها مؤخرا، على قناة مغربية، حفيظة سيدة التراث رئيسة جمعية "مزغنة شان وهمة"،  بعد أن تم عرض عدد من الأزياء الجزائرية التقليدية، على أساس أنها من التراث المغربي، الأمر الذي دفعها بصفتها مهتمة بالدفاع على التراث الجزائري، إلى مطالبة وزارة الثقافة التدخل من أجل الحد من هذه الممارسات التي تمس بهوية المجتمع الجزائري، وأوضحت في معرض حديثها لـ«المساء"، بأن "الموروث المادي، ممثل في اللباس التقليدي، يعتبر خطا أحمر، ولا ينبغي المساس به، لأنه يشكل الهوية، "مشيرة في السياق، إلى أن السكوت على المساس باللباس التقليدي الجزائري، امتد ليطال حتى الحلي التقليدية التي أصبحت تتعرض أيضا للتقليد، وتنسب على أنها من التراث المغربي.

من جهة أخرى، أوضحت محدثتنا بأن انتماء الجزائري إلى دول المغرب العربي، جعل بعض العادات والتقاليد تتشابه، سواء تعلق الأمر بالأكل أو الحلي أو اللباس التقليدي"، غير أن هذا التشابه ـ تؤكد ـ«لا يعني عدم وجود اختلافات تصنع الفرق بين موروث دولة وأخرى"، مضيفة بالقول؛ "لعل أبسط مثال أثار الجدل بين الجزائر والمغرب؛ القفطان الذي يتشابه فيه الجزائري بالمغربي، غير أن وجود بعض الاختلافات يسهل من التفريق بينهما، وهو ما كشفت عنه البحوث التي تم القيام بها على مستوى الجمعية، وأثبتت بأن القفطان المغربي القديم يتكون من قطعتين، بينما الجزائري يتكون من قطعة واحدة مطرزة بخيط الذهب، تم توارثه من الدولة العثمانية"، مردفة "بينما الشدة التلمسانية التي طالتها أيادي السطو، لا مجال فيها للحديث على التشابه، لأنه لباس جزائري محض، تشتهر به ولاية تلمسان ولا يوجد في المغرب الشقيق، غير أننا أصبحنا نسمع عن الشدة الفاسية، كذلك الحال بالنسبة للجبة الوهرانية التي تعتبر من الألبسة التقليدية التي لطالما تميزت بها المرأة الوهرانية، الأمر الذي يدعونا إلى حث مصممي الأزياء والباحثين، على الاهتمام أكثر بالدفاع على هويتنا عند المشاركة في المهرجانات والمعارض، للمساهمة في الترويج له ووضع حد لهذه الاعتداءات المتكررة على هويتنا".

في السياق، أوضحت المتحدثة بأن اتساع رقعة الجزائر جعلها تزخر بتنوع كبير في مجال الموروث المادي، فعند الحديث على اللباس والحلي التقليدية المرافقة له، من الصعب حصر الأنواع المختلفة، ولعل هذا واحد من الأسباب التي جعلت من السهل السطو على موروثنا التقليدي، توضح "فمثلا نجد في منطقة الجنوب الملحفة ولديها حليها الخاصة، مثل السخاب المصنوع من المسكية والعنبر، أما في ولايات الشرق نجد الجبة السطايفية المزينة بالعقيق والحلي، كالرديف وسلسلة الحوة، وجبة الفرقاني بولاية قسنطينة التي تنسب إلى عائلة الفرقاني، والتي تتميز أيضا بحلي خاصة، ولدينا أيضا الزي القبائلي المعروف بألوانه وتصاميمه الخاصة وحليه الفضية المميزة، بينما في منطقة الوسط،  نجد البدرون والكاراكو والحايك، إلى جانب الشدة التلمسانية والجبة الوهرانية بولايات الغرب، وغيرها من الألبسة التي لم تأخذ حضها من الترويج والتعريف بها، كل هذا التنوع فتح شهية البعض للسطو عليه، في غياب قوانين تعاقب على ذلك".