صرخة

سيدات يبحثن عن مأوى في وهران

سيدات يبحثن عن مأوى في وهران
  • القراءات: 806
خ. نافع خ. نافع

أطلقت 7 سيدات مجهولات النسب، يقمن منذ ثلاثة عقود من الزمن بإقامة الفتيات المتواجدة بشارع محمد بوضياف في مستغانم سابقا، بوهران، نداء استغاثة إلى المسؤول الأول عن الولاية، السيد عبد الغني زعلان، من أجل إخراجهن من وضعية الغبن التي يعشنها لسنوات طويلة مرت من عمرهن في هذا المكان بدون أن تتكفل أية جهة بمطلبهن، وحلمهن الوحيد الحصول على مسكن يحفظ كرامة كل واحدة منهن لتقضي به بقية عمرها.

في مشهد مؤثر جدا، تروي السيدة تومية في العقد الرابع من عمرها، قصة تواجدها في المكان والدموع تنهمر من خديها، إذ تقول: "تربيت وزميلاتي الست بمركز الطفولة المسعفة في مسرغين، وبعد بلوغنا السن القانونية، قامت المساعدة الاجتماعية آنذاك بنقلنا إلى إقامة الفتيات التي نقيم بها حاليا، وكل واحدة منا تشتغل براتب زهيد لا يكاد يسد الرمق، فكيف لنا استئجار مسكن؟

فرغم محاولاتنا المتكررة رفع شكوانا، بغرض الحصول على مسكن، للسلطات المحلية بولاية وهران والوزارة الوصية، إلا أن محاولاتنا باءت بالفشل، ولا جهة تعاطفت مع وضعيتنا ليطال الحرمان كل جوانب حياتنا، لا دفئ عائلي ولا أهل ولا بيت يؤوي كل واحدة منا من غدر الزمن".

وأكدت لنا فاطمة، أنها بعد الكم الهائل من الوعود الزائفة والخيبات التي تلقتها في حياتها، فقدت الأمل، تشتغل كمنظفة عند أحد الخواص لتعيش، ما تأمله أن يبقى باب هذه الإقامة مفتوحا ولا تضطر لى الخروج  إلى الشارع أو أن تقوم مديرية النشاط الاجتماعي بتحويلها إلى دار المسنين، تقول: "المديرية جاءت بنا من مركز الطفولة المسعفة بمسرغين، ونحن مراهقات، من المفترض بشكل مؤقت، حتى نستفيد مثل باقي المواطنين من مسكن اجتماعي، لكن مرت 30 سنة أخذت معها أجمل سنوات عمرنا، وكل واحدة منا تعيش في غرفة واحدة نتشارك فيها مع باقي المقيمات الأخريات في مطبخ ودورة مياه واحدة، ألسنا حالات اجتماعية لها الحق في السكن؟

تومية، فاطمة، فيروز، فتيحة، مبروكة، هجيرة، حورية ولدن بدون هوية، يستغثن بالمسؤول الأول عن الولاية، السيد عبد الغني زعلان للنظر في مطلبهن المتمثل في الحصول على مسكن يشعرهن بإنسانيتهن، ويحفظهن في هذه المرحلة من العمر، فهل ستجد صرختهن الاستجابة ويتحول حلمن إلى حقيقة؟