يشكل 70% من الحوادث المنزلية

سوء استعمال قارورة الغاز يؤدي إلى كوارث

سوء استعمال قارورة الغاز يؤدي إلى كوارث
  • القراءات: 2429
حنان. س حنان. س

شرعت مصالح الحماية المدنية خلال الموسم الشتوي الجاري،  في حملات للتوعية والتحسيس بمخاطر سوء استعمال قارورات الغاز. وتشير تقارير نفس المصالح إلى أن 70% من الحوادث المنزلية سببها الاستعمال الخاطئ لهذه القارورات المُعتمد عليها كثيرا في الطهي أو التدفئة، في الوقت الذي حمّلت جمعية حماية المستهلك مصالح "نفطال" مسؤولية التقصير في التحسيس وفي سحب القديمة منها غير المطابقة لشروط السلامة. سجلت مصالح الحماية المدنية ارتفاعا ملحوظا في الحوادث المنزلية بسبب سوء استعمال قارورات غاز البوتان، ولفت الرائد أحمد مقنين المكلف بالاتصال على مستوى مصالح الحماية المدنية لولاية بومرداس، إلى أن القارورة قد تتحول إلى قنابل موقوتة في البيوت في أية لحظة، بسبب جهل معايير السلامة في استعمالها.

وأكد المسؤول في مقابلة خاصة مع "المساء"، أن المشكل لا يكمن في قارورة الغاز، بل في سوء استعمالها عن طريق سوء ربطها بالأنبوب، مما يتسبب في تسرب الغاز، وفي حال انعدام التهوية الصحيحة قد تحدث الكارثة. وأتبع بالقول بأن مصالح الحماية المدنية في حملاتها التحسيسية السنوية التي تصل إلى أكثر من 22 حملة حول مخاطر التسمم بأحادي غاز الكربون، تستغل الفرص دائما من أجل إجراء تدخلات على المباشر حول موضوع الحوادث المنزلية بكل أشكالها، خاصة تلك المتعلقة بقوارير الغاز، ومن ذلك تعليم الجمهور كيفية إطفاء قارورة غاز مشتعلة، وحتى الانتباه جيدا للون الشعلة، "فالشعلة التامة لونها أزرق، أما اللونان الأحمر والأصفر فيدلان على الخطر، وهنا يكمن الوعي في سرعة التدخل لتفادي أي حادث"، يضيف المسؤول.

وحول مكامن خطر قارورة الغاز، حدثنا عن الأنبوب المطاطي التابع للقارورة، هذا الذي له شروط سلامة تتلخص في نوعيته ولونه، فمن أجل السلامة المنزلية، لابد أن لا يشترى هذا الأنبوب من الأسواق الفوضوية غير المراقبة، وإنما من عند محل متخصص، إضافة إلى ذلك، فإنه يحمل كتابة بالأزرق تدل على أنه يطابق المعايير، وله مدة صلاحية 5 سنوات لا غير، بعدها يميل لونه إلى الاصفرار وتلاحظ عليه تشققات تعتبر مكمن الخطر، حيث يتسرب الغاز منها رويدا رويدا، ولأن لا لون له، قد تحدث الكارثة في أية لحظة. وأضاف المتحدث أنه أشرف على عشرات حملات التوعية والتحسيس بالقرى والمداشر والمدن، وأدرك أن الكثير من العائلات تعتمد على المدافئ الموصولة بقارورة الغاز، بما في ذلك ‘الطابونة’، ولفت إلى "تساهل كبير وسط المواطنين في استعمال هذه الأخيرة دون انتباه إلى تغيير مداخل الغاز ‘لي باك’، وهو ما ينجرّ عنه حوادث مميتة، بسبب الجهل بالفرق الموجود بين الغاز الطبيعي وغاز البوتان الذي يتطلب تهوية أكبر وحيطة أشمل.

ومن جملة الحوادث المُنجرة عن القارورات، يذكر المتحدث لعب الأطفال بها عن طريق دحرجتها بعد شرائها من محطات "نفطال"، وهذا خطر فادح، لأن الدحرجة تعمل على ‘تخمر’ الغاز وبمجرد إيصالها بأنبوب الطباخة، قد يحدث انفجار، ناهيك عن الاعتقاد الخاطئ والشائع بين المواطنين أنه يتم فتح القارورة الجديدة في الخارج أو في الشرفة حتى يتسرب الغاز منها، اعتقادا بأنها "مملوءة أكثر من اللازم ويجب تفريغها قليلا، وهذا خطأ فادح قد يؤدي إلى الكارثة، إذ هناك مقدار محدد لملء قارورات الغاز، بالتالي فإن أي تصرف غير مسؤول قد تنجر عنه كارثة لا قدر الله"، يضيف المتحدث.

واستنادا إلى التقديرات الإحصائية التي يشير إليها المتحدث، فإن أسرة جزائرية من اثنتين على الأقل، تمتلك قارورة غاز كحد أدنى، وتستغلها بصفة شبه يومية خاصة في المناسبات والأعياد، وغالبا ما يتضاعف الطلب في فصل الشتاء على هذه القوارير بنسبة قد تصل إلى أكثر من 50 %، بسبب الاعتماد على المدافئ الموصولة بقارورة الغاز. ومن جملة المحاور المشار إليها ضمن الحملات التحسيسية، توعية المواطنين بضرورة الربط السليم لقارورة الغاز وغلقها المحكم بعد كل استعمال، خاصة ليلا، ووضعها في أماكن تتوفر فيها التهوية الصحيحة، بالإضافة إلى عدم تركها في متناول الأطفال. وفي الموضوع، كان لـ"المساء" حديث مع السيد مصطفى زبدي، رئيس جمعية "حماية المستهلك" الذي حمل مصالح "نفطال" مسؤولية التوعية باستعمالات قارورة الغاز الصحيحة من جهة، وسحب القديمة منها وغير المطابقة لشروط السلامة.