عودة قوية لظاهرة بيع مواد التجميل في الأسواق

سموم تهدد صحة الإنسان

سموم تهدد صحة الإنسان
  • القراءات: 496
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

حذّر الدكتور إبراهيم معوش، المختص في الطب العام بمصلحة الطب الجواري لبلدية المحمدية بالعاصمة، من استعمال منتجات التجميل المقلدة المعروضة للبيع في مختلف الفضاءات التجارية، خاصة تلك التي تباع في الأسواق الشعبية، مشيرا إلى أنه رغم اختفاء هذه الظاهرة في سنوات قليلة مضت، إلا أنها عادت بقوة في ظل ارتفاع سعر السلع الأصلية، ومحدودية الاستيراد، وإغراق السوق ببديلها من السلع الصينية، التي تقبل عليها النساء بشدة.

أوضح المختص أن الكثير من حملات التوعية شنها خبراء الصحة، في إطار مكافحة هذه الظاهرة؛ لتنبيه النساء خاصة، للابتعاد، قدر الإمكان، عن استعمال المنتجات "الرخيصة"، التي غالبا ما تكون مرادفة لمواد تحمل الكثير من التركيبات الكيماوية الخطيرة على صحة الجلد، وسلامة الجسم عامة.

وأشار المتحدث: "اليوم بعد وقف عملية الاستيراد التي مست بشكل أساسي، المنتجات ذات الاستعمال الثانوي؛ باعتبارها من غير الأساسيات؛ كمنتجات التجميل، وكذا مواد العناية بالبشرة والجسم والماكياج، بات باعة تجزئة تلك المواد يبحثون عن بدائل لإغراق السوق، خاصة أنها من المنتجات التي تلقى إقبالا منقطع النظير من طرف الفتيات والنساء؛ مما يجعل تلك السوق مدرّة للمال بشكل جيد، وبهذا توجَّه بعض الباعة نحو السوق "الموازية" لاقتناء منتجات بطريقة لا يتم مراقبتها، وبالتالي يصعب تحديد مصادرها، وغالبا بأسعار مغرية، تجعل خبراء الصحة يشككون في تأثيرها على الصحة، وتسبُّبها في مشاكل جلدية، وأخرى خطيرة جدا.

وأوضح الطبيب أن المتجول في بعض الأسواق الشعبية؛ كسوق باب الوادي، والأبيار، وساحة الشهداء، وغيرها من الأسواق، يلفت انتباهه الكم الهائل لتلك المنتجات خاصة "الماكياج"، المرصوص على طاولات منصوبة بشكل عشوائي، على قارعة الطريق والأرصفة، التي تعرض سلسلة من المنتجات الخاصة بالمرأة؛ من أحمر شفاه، وأحمر خدود، وكريمات ترطيب، وأخرى للعناية بالشعر والبشرة، كثير منها معرضة، مباشرة، لأشعة الشمس، وتلوث المحيط بسبب غازات السيارات وغيرها، وهذا، فقط، يجعل منها منتجات سامة للجسم، بدون إلقاء نظرة على المكونات الأساسية لتلك المنتجات "منخفضة السعر".

وأكد إبراهيم معوش أن كثيرا من الاستشارات الجلدية تكون بعد استعمال بعض تلك المواد، فتتحول محاولة إبراز الجمال أو العناية بالبشرة، إلى إعطاء نتيجة عكس المتوقع والمرغوب. وقد تؤثر، بشكل كبير، على سلامة البشرة؛ من أعراض خفيفة؛ كظهور البثور واحمرار وتهيّج البشرة ، إلى مشكل أكثر جدية وخطورة؛ إذ إن بعض المنتجات الكيماوية التي تحتويها تلك المواد بخيسة السعر، هي مواد تسبب حساسيات بالغة، وقد تصل إلى التسبب في سرطان الجلد، وعليه لا بد من الحذر الشديد من الركض وراء تلك المنتجات بدون التحقق من مصدرها، أو معرفة مكوناتها الداخلية.

كما شدد الطبيب على الحذر من المنتجات المقلَّدة، والتي قد تباع في محلات "رفيعة" لكنها ليست أصلية. وتباع بنفس أسعار المنتج الأصلي، إلا أنها بدون فعاليته، بل قد تحتوي أيضا، على مواد أولية خطيرة على الصحة.