رغم حملات التوعية لاقتصاد استهلاك الطاقة

سكان مدينة الورود يستبعدون فكرة الترشيد

سكان مدينة الورود يستبعدون فكرة الترشيد
  • القراءات: 485
 رشيدة بلال رشيدة بلال

دفع الاستهلاك الكبير للطاقة الكهربائية خلال الصيف بمديرية توزيع الكهرباء والغاز بولاية البليدة، إلى التكثيف من حملاتها التحسيسية للوصول إلى ترشيد استهلاك الطاقة خلال الصائفة، خاصة وأنّ البليدة تعتبر من الولايات التي تسجّل ارتفاعا كبيرا في معدلات الحرارة الأمر الذي يجعل من الصعب إيقاف مختلف أجهزة التبريد والمكيّفات إلى غاية ساعات متأخّرة من اليوم.

في استطلاع شمل عددا من سكان مدينة الورود حول الوقت الذي يبقى فيه المكيف الهوائي مشتعلا، أجمعوا على تشغيله في الساعات الأولى من بداية اليوم التي عادة ما تكون بين التاسعة والساعة العاشرة صباحا، بينما لا يتوقّف العمل بها إلى وقت متأخر من النهار، قد تصل في بعض الأحيان الى السادسة أو السابعة مساء بسبب موجة الحر التي تعرفها الولاية.

وحسب ما جاء على لسان خمسينية فإنّ البليدة، تعدّ من الولايات شديدة الحرارة الأمر الذي يجعل الاستغناء عن المكيّف أمرا مستحيلا، مشيرة إلى أنّها تعمل على تشغيل المكيّف طيلة اليوم ليتسنى لها القيام بالأشغال المنزلية، فيما أكّدت أخرى أنّه تعذّر عليها اقتناء مكيّف بسبب ارتفاع أثمانه في السوق، وفي المقابل تحاول أن تقوم بتبريد منزلها ببعض الطرق التقليدية من خلال إغلاق النوافذ مبكرا لمنع دخول الحرارة، وكذا تبريد المنزل يوميا بالماء، والاستعانة بأجهزة التهوية التي تعدّ أقلّ فعالية من المكيّفات، لكنها على الأقل تخلق جوّا منعشا في المنزل يقلّل موجة الحر خاصة وقت الذروة، وتشير المتحدّثة إلى أنّ الأكيد هو أنّ المروحة لا تتوقّف عن العمل طيلة اليوم".

في حين أوضحت أخرى أنّ الحديث عن ترشيد استهلاك الطاقة غير وارد تماما في الصيف، خاصة فيما يتعلّق بالمكيّفات الهوائية  بالنظر إلى الحرارة المرتفعة التي تعرفها الولاية، وحسبها فإنّ فاتورة الكهرباء في نهاية موسم الصيف تكون مرتفعة جدا، غير أنّها لا تبالي لأنّ حرارة المنزل لا تحتمل ". من جهتها أكّدت السيدة سعاد، من موزاية "أنّها تملك شقة مكوّنة من ثلاث غرف في كلّ غرفة مكيّف من الحجم الصغير، وبسبب الحرارة الشديدة تقوم بتشغيلها جميعا، وفي بعض الأحيان لا تحصل على الانتعاش المطلوب، ورغم  إلحاح زوجها على تشغيل مكيّف واحد لتقليل التكاليف، إلاّ أنّ أبناءها يرفضون ذلك بسبب بموجة الحرّ الشديدة في المنزل".

وحسب المكلفة بالاتصال على مستوى مديرية توزيع الكهرباء والغاز، خديجة بودة، فإنّ مديرية التوزيع إلى جانب مخطّط التقوية  لتزويد الساكنة بالطاقة ومخطّط التوعية، أطلقت حملة تحسيسية لاستهلاك عقلاني للطاقة التي رغم توفرها فإنّها تتطلّب استهلاكا بصورة آمنة وعقلانية، من خلال تنظيم أبواب مفتوحة بمختلف الوكالات التجارية  انطلقت مطلع شهر جويلية، بالتنسيق مع مصالح مديرية الشؤون الدينية من خلال منابر الجمعة، لحثّ المواطنين على ضرورة ترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية، فضلا عن استهداف بعض المدارس القرآنية ومراكز التسلية لرفع الوعي بأهمية الاستهلاك المعقول" .

وحسب المتحدّثة، فرغم أنّ الاجراءات التي يتم دعوة المواطنين إلى اتباعها لترشيد استهلاك الطاقة، كعدم ترك المصابيح مضاءة، والاعتماد على المصابيح الاقتصادية وكذا وضع المكيف على درجة التبريد المعتدلة  بمعدل "25 درجة" وتشغيل مكيف واحد بالمنزل، خاصة وقت الذروة تبدو بسيطة، إلاّ أنّ لها تأثير كبير على تحقيق التوازن في الشبكة الكهربائية خاصة وقت الذروة إلى جانب دورها في التقليص من فاتورة استهلاك الطاقة