غابة تامغوت بتيزي وزو تتحول إلى مفرغة عشوائية

سكان "أث وشن" ينظمون حملة تنظيف وتشجير

سكان "أث وشن" ينظمون حملة تنظيف وتشجير
  • القراءات: 628
س.زميحي س.زميحي

جدد سكان قرية أث وشن ببلدية أغريب ولاية تيزي وزو، نداء استغاثة لإنقاذ غابة تامغوت، الواقعة بالمرتفعات الشمالية للولاية، من التدهور الذي طالها، بسبب الرمي العشوائي للنفايات المنزلية وبقايا الردم، حيث تحولت الغابة إلى مفرغة تتوسع بشكل يومي على حساب المساحات الخضراء، مهددة الحيوانات والنباتات، مما استدعى برمجة حملة تنظيف وتشجير لإنقاذ هذه الرقعة الخضراء، وتحويلها إلى مكان للتنزه والترفيه.

تحولت غابة تامغوت خلال السنوات الأخيرة، إلى مفرغة مفتوحة على الهواء الطلق، مهددة بخطر التلوث، حيث لم تعد هذه البقعة الخضراء كما كانت عليه من قبل، بعدما غزت أكياس البلاستيك والنفايات المنزلية وبقايا أشغال الهدم، هذه الرقعة التي تحولت إلى أرض قاحلة تفوح منها الروائح الكريهة.

أثارت هذه الوضعية سخطا في أوساط المتنزهين وعشاق الطبيعة، الذين قرروا التدخل بعدما لم تجد استغاثتهم مرارا آذانا صاغية، حيث دعا سكان قرية أث واشن، المحاذية لغابة تامغوت، إلى تنظيم حملات تنظيف واسعة من أجل تخليصها من النفايات كمحطة أولى، ليتم بعدها برمجة عملية تشجير، وإعطاء وجه آخر للموقع، وإعطاء نفس جديد للحياة البرية من أجل خلق فضاء للتنزه والترفيه، يستفيد منه الزوار والسياح وعشاق الطبيعة.

جاء في بيان لسكان قرية أث وشن، أنه تم إنشاء لجنة تسمح بمتابعة وتجسيد البرنامج المسطر، على أمل أن يلقى الدعم والمرافقة من المناطق المجاورة، لتقوية ومضاعفة الجهود في سبيل مواجهة مشكلة النفايات وإنقاذ الغابة، وتحويل هذا الموقع السياحي من خلال إعطاء حياة جديدة له، حيث وجه السكان نداء للقرى المجاورة للغابة، من أجل المشاركة والمساهمة في هذه المبادرة، وضمان تخليص هذه الرقعة الخضراء من القمامة، تحت شعار "لا للنفايات"، لضمان حماية هذا التراث الغابي والحفاظ على البيئة.

تأسف السكان، حسب ما جاء في البيان، عن الوضع المزري الذي آلت إليه الغابة الغنية بالحيوانات والنباتات والأشجار المختلفة، المهددة اليوم بمختلف الأخطار، بسبب مخلفات المتنزهين والزوار وغيرهم، فيما أوضح بيان السكان، أن هذه الغابة تواجه عدو البيئة الأول، وهو التلوث الذي أخذ يتزايد بشكل ملفت للانتباه خلال الأشهر الأخيرة، بالنظر إلى أكوام النفايات، منها البلاستيكية، قارورات الخمر وغيرها، مع تسجيل مواقع في وضعية خطيرة وأخرى أشد خطورة، حيث أخذت النفايات تنتشر بقوة، وتزحف على حساب المساحات الخضراء، لاسيما في ظل إهمال كلي لعملية التهيئة ومحاربة النفايات، التي أضحت كابوسا ينفر منه قاصدي الغابة للتنزه، بسبب الروائح الكريهة التي تطلقها.

قال أحد سكان القرية، إن المكان المسمى "اباسان تفريت"، تشوه كلية بسبب النفايات، مشيرا إلى أن سكان أث وشن، قاموا في وقت سابق بمبادرة فردية، بحفر حفرة كبيرة لمنع الشاحنات من التفريغ في هذه الغابة، لكن سرعان ما تم ردم الحفرة، لتواصل الشاحنات رمي أطنان النفايات فيها.

تمت الإشارة إلى أن هذه الغابة تعتبر بمثابة جرعة أوكسجين للقرويين والباحثين عن الهدوء والنسيم المنعش، تضم منبعا مائيا يقع على بعد أمتار من المفرغة، التي تشكل مصدر خطر على الماء، مما زرع الخوف في نفوس السكان من تلوث المنبع، كما أن الغابة باتت مهددة بحرائق الغابات، لاسيما مع ارتفاع درجة الحرارة.