الدليل السياحي المعتمَد

سفير الجزائر في الترويج للموروث المحليّ

سفير الجزائر في الترويج للموروث المحليّ
  • 302
رشيدة بلال رشيدة بلال

إذا كانت وكالات السياحة من خلال برامجها السنوية، تسعى للترويج للسياحة المحلية واستقطاب السياح الأجانب عبر إبراز ما تزخر به الجزائر من تنوع في مقوماتها السياحية الفريدة، فإن دور المرشد السياحي لا يقل أهمية. فعلى الرغم من قلة عددهم على المستوى الوطني حيث لا يتجاوز عدد المرشدين السياحيين المعتمدين 21، تبقى الحاجة ملحّة اليوم لتشجيع ولوج هذا المجال؛ لحمايته من الفوضى، أو نشر معلومات مغلوطة حول ما تزخر به الجزائر من تراث ومعالم ومرافق سياحية، ماتزال بحاجة إلى من يكتشفها. "المساء" التقت أيمن سيدي يخلف، المرشد السياحي الوحيد الذي يمثل ولايات: البليدة، وتيبازة، والمدية، وعين الدفلى والجزائر العاصمة، والذي تحدّث عن أهمية مهنة المرشد السياحي، ودوره في الترويج للسياحة المحلية، وتسويق الصورة الحقيقية لكنوز الجزائر السياحية.

قال أيمن سيدي يخلف في مستهل حديثه، لـ«المساء" على هامش مشاركته في فعاليات المعرض المنظم بغرفة الصناعات التقليدية ببلدية أولاد يعيش بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للسياحة، إنه اختار الترويج لمهنة الدليل السياحي من خلال هذا المعرض؛ لأن هذا المجال مايزال يعاني من قلة المهتمين به رغم أهميته.

وأوضح المتحدث أن اختياره هذه المهنة جاء بعدما لاحظ حالة التشبع التي تعرفها ولايات الوطن في ما يخص الوكالات السياحية، مقابل الفراغ الكبير في مجال الإرشاد السياحي. 

وقد ساعدته خلفيته في هذا المجال؛ إذ كان يشارك في الخرجات المنظمة إلى أعالي جبال الشريعة، إلى جانب التكوين العلمي الذي تلقاه، فضلاً عن تخصصه العلمي مهندس دولة في السياحة (تخصص وكالة سفر)، وحصوله على شهادات في اللغة الإنجليزية، والإعلام والاتصال. كل هذه المؤهلات دفعت به إلى احتراف النشاط السياحي عبر ولوج عالم الإرشاد السياحي.

وأشار المتحدث إلى أن قلة المرشدين المعتمَدين على المستوى الوطني، حالت دون تأسيس منظمة وطنية للدليل السياحي؛ ما دفعهم للتفكير في إنشاء نقابة تكون بمثابة غطاء قانوني لهم. 

وأوضح أن المساعي جارية للتعريف بأهمية وجود دليل سياحي معتمد في كل ولاية، ليكون بمثابة "سفير" لها، مؤكداً أن وجود دليل واحد فقط لكل ولاية غير كافٍ، لكنه يبقى خطوة أولى في انتظار تشجيع الشباب على دخول هذا المجال الحيوي.

وأضاف أن الجزائر بحكم مساحتها الشاسعة وتنوعها الكبير في الموروث والمرافق السياحية، تشكل "قارة" في حد ذاتها؛ الأمر الذي يتطلب الاستثمار في العنصر البشري، القادر على خدمة هذا النشاط، والمساهمة في تسويق الصورة الحقيقية للجزائر. كما عبّر عن أمله في أن يتم في المستقبل القريب، توسيع قائمة المرشدين المعتمَدين، والتأسيس لقاعدة معلومات، ومنصة رقمية، تجمع بين الوكالات السياحية، والدليل أو المرشد المعتمَد.

المرشد… أكثر من مجرد دليل

وحول أهمية وجود الدليل السياحي عند تنظيم الخرجات خاصة تلك التي تضم وفوداً أجنبية، أكد سيدي يخلف أن المرشد يجب أن يمتلك خلفية ثقافية وتاريخية شاملة، إلى جانب معلومات دقيقة، وموثقة حول المسارات السياحية بولايته.

وأوضح أن الفرق بين الوكالات السياحية والدليل المعتمد هو أن هذا الأخير يتيح للسائح محلياً كان أو أجنبياً، اكتشاف المنطقة بطريقة مختلفة؛ إذ يجعله يعيش خصوصية المكان. وهنا تكمن أهمية أن يكون المرشد مكوَّناً ومختصاً، مع الإشارة إلى أن ولاية البليدة مثل،اً تحتوي على نوعين من السياحة: الثقافية المرتبطة بالحقبة الأندلسية، والجبلية المرتبطة بالحظيرة الوطنية للشريعة والأطلس البليدي.

كما بيّن المتحدث أن المرشد من خلال تعامله مع الوكالات، يمكنه إعداد برامج خاصة ترافق الوفود، سواء عبر الوكالة، أو بشكل مباشر، مشيراً إلى أن المرشد المتقن للغات والمتمكن من المسارات السياحية، سيكون خير سفير للنشاط السياحي في الجزائر.

ولفت المتحدث إلى أن الاهتمام بالمرشد السياحي من شأنه أن يقطع الطريق أمام "أشباه المرشدين" ، الذين يتعاملون مع بعض الوكالات، ويروّجون صورة خاطئة عن السياحة الجزائرية. 

وأكد أن هذا الانشغال طُرح على مديرية السياحة ووزارة السياحة، حيث تم أخذه بعين الاعتبار؛ من أجل تشديد الرقابة على من يمارس هذه المهنة دون اعتماد رسمي؛ لما لذلك من أثر سلبي، يسيء إلى صورة الجزائر السياحية.

وختم الدليل أيمن سيدي يخلف حديثه بالتأكيد على أن مهنة المرشد السياحي قد تبدو في الظاهر بسيطة، لكنها في الواقع مسؤولية كبيرة، وعمل شاق؛ كون المرشد مطالَباً بالإلمام بالجوانب الثقافية والتاريخية والفنية لولايته، وبالقدرة على الإجابة عن كل الأسئلة التي يطرحها السياح، ليقدّم بذلك خدمة حقيقية للسياحة المحلية، ويكون واجهة مشرّفة أمام السائح الأجنبي.