جلول حملاوي مختص في تحضير الشاي لـ "المساء":

سر جودة "التاي" الصحراوي ليس في طريقة تحضيره

سر جودة "التاي" الصحراوي ليس في طريقة تحضيره
  • القراءات: 1601
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

أرجع جلول حملاوي، مختص في تحضير الشاي الصحراوي، الفرق في لذة الشاي بين مناطق الجنوب وباقي ولايات الوطن، إلى نوعية الماء، مشيرا إلى أن مياه الجنوب تتميز بالذوق "المر"، موضحا أنه مثالي للطبخ، وخاصة تحضير الشاي، وهو وراء سر الذوق المميز للشاي الصحراوي، وليس نوعية الشاي، أو النعناع، أو طريقة التحضير. وقال محدث "المساء"، على هامش مشاركته في الصالون الدولي للقهوة والشوكولاطة الذي نظم في طبعته الخامسة مؤخرا بقصر المعارض الصنوبر البحري، "بالرغم من أسرار تحضير الشاي الصحراوي وميزاته الخاصة وشهرته الوطنية وحتى الأجنبية، إلا أن السر الرئيس يبقى في نوعية مياه الجنوب، التي تتميز بنوعية قاعدية جدا، الأمر الذي يجعلها مثالية لتحضير الشاي بدون أن تؤثر عليه بعض النكهات التي قد تكون متواجدة في الماء إذا أمكن وصفها كذلك، بفضل المعادن المتواجدة فيه".

وأشار المتحدث إلى أن عمله في الميدان منذ 2002، أكسبه خبرة كبيرة في مجال تحضير الشاي على أصوله. نجح في ضبط المقادير وعيناه مغلقتان. يدرك تماما مقدار الشاي في كل كمية ماء، وما يرافقها من مقدار السكر لشاي ناجح. والأهم من كل ذلك، بنفس المذاق في كل مرة. وبخطوات دقيقة ومراحل مضبوطة يعد حملاوي الشاي أو أتاي أو التاي، كما يسمى بلهجة أهل الجنوب، وهو مشروب له مكانته الخاصة. لا تحلو الجلسات إلا بوجوده، ولا يكتمل حسن الضيافة إلا بتقديمه. أصبح يصاحب القهوة والحليب. له حلويات خاصة تقدم إلى جانبه، تكون، عادة، معسلة، وذات نكهات قوية، ترفق رشفات الشاي جيدا، حيث يعتبر المجتمع الصحراوي جلسات الشاي من الأساسيات الصحراوية، إذ لا تخلو جلسات الأسر من الشاي، وأحيانا تعقد لشربه جلسات خاصة.

ويستغرق إعداده وقتا طويلا قد يصل إلى الساعة، يقدم بعدها في كؤوس صغيرة جدا، ثلاثة أرباعها رغوة بيضاء اللون. أما الشاي فلا يحتل سوى ربع الكأس السفلي. يوحي، من جهة،  بجودة المشروب، فكلما قل الشيء دل على جودته، كما يوحي بقوة المشروب. وأضاف أن تقاليد شرب الشاي في الجزائر وبالأخص في مناطق الجنوب، لاتزال راسخة في المجتمع بأجياله القديمة أو الجديدة على حد سواء، مؤكدا أن وجوده مسألة ضرورية. وتقديمه للضيوف من أساس حسن الضيافة والاستقبال. كما يدل على كرم أهل البيت، حتى لأصحابه، إذ غالبا ما تحضره الأهالي بعد الأكل، إذ يساعد في عملية الهضم.

وأكد محدثنا أن عملية إعداد الشاي الصحراوي، تتم عبر مراحل دقيقة. يقول الخبير في تحضيره: تبدأ بغلي الماء الذي يُفضل أن يكون ماء معدنيا، يوضع على النار حتى يغلي جيدا، ثم توضع شعيرات الشاي في الإبريق، ويفرغ عليه مقدار كأس من الماء المغلي، ويترك بدون تحريك، بعد خمس دقائق يصب السائل المتحصل عليه في كأس، ثم يصب الماء المغلى، مرة أخرى، في الإبريق الذي لاتزال فيه شعيرات الشاي، ثم يحرك جيدا، ليصب في كأس جانبي بغرض رميه. في أعقاب ذلك، يُصب الماء إلى أن يملأ الإبريق، ويوضع على النار حتى يغلي جيدا، ثم يضاف إليه السكر، والنعناع الجاف. وفي انتظار تمازج الشاي بالسكر تحضر الكؤوس امام الابريق، لتقديم الشاي مع تحضير الرغوة الخاصة به من خلال تكرير مرات السكب بين الكاس والإبريق.