ثمن كمال يويو، رئيس فرع العاصمة لدى المنظمة الوطنية لحماية وإرشاد المستهلك، الحملة التحسيسية المتعلقة بالسجل التجاري المتنقل، والتي اطلقتها وزارة التجارة في إطار تنظيم وتقنين عمل التجار والحرفيين في أنشطة الصيانة، وإزالة العديد من الشروط التي كانت تعتبر "تعجيزية" للكثيرين، مشيرا إلى أن هذه الخطوة ستسعى إلى تنظيم عمل هؤلاء والقضاء على السوق السوداء، التي سوف تعمل بدورها على حماية حقوف المستهلك، وتسهل عليه عملية الوصول إلى "أصحاب الحرف" دون عناء، مشيرا إلى أن هذا القرار لابد أن يكون مرفقا بتكوين ومرافقة هؤلاء، إلى حين بلوغ الآفاق المرجوة وراء هذا القرار.

أكد المتحدث في تصريح لجريدة "المساء"، أن هذه الحملة التي أطلقتها الوزارة، السنة المنصرمة 2022، سجلت ما يعادل 15 ألف تاجر في البرنامج، الذي يعمل على تقنين نشاطه بمنحه "سجل تجاري" متنقل، دون حاجته إلى الحصول على محل أو حتى سيارة نفعية، إذ يكتفي بتقديم بطاقة التعريف للتسجيل في السجل التجاري وتقنين المهنة، موضحا أن الوزارة تهدف إلى بلوغ 50 ألف منتسب. وحتى لا يخلق القرار فوضى في السوق، وتعدٍ على حقوق المستهلكين أو سكان المنطقة السكنية، أين يمارس هؤلاء نشاطهم، شدد كمال يويو على ضرورة تشديد الرقابة على تلك التجارة، وتنظيمها وفق ما يضمن نظامها، مشيرا إلى أن على البلدية مرافقة هؤلاء، بتخصيص أماكن لهم للبيع، حتى لا يخرج الأمر عن السيطرة.

كما دعا إلى أهمية السهر على ضمان "التكوين" للحرفيين المختصين في مهن الصيانة، على غرار السمكري والرصاص وغيرها، لاسيما أنه تم إزالة شرط "التوفر على شهادة" للحصول على السجل التجاري، مشيرا إلى أن الوزارة عقد اتفاقيات مع وزارة التكوين المهني، من أجل تكوين الحرفيين في مختلف النشاطات، حتى يكون إتقان في عملهم والابتعاد عن الفوضى في هذا السوق.

للإشارة، فإن قائمة النشاطات المعنية بالتجارة المتنقلة تضم 120 نشاط، تكون اختيارية أمام التجار المتنقلين، للتسجيل، بهدف تقنين نشاطهم، من أجل التمتع بكافة الحقوق، بدل البقاء في السوق السوداء، أو ممارسة النشاط بطريقة غير منتظمة، تتعلق أساسا بالمواد الغذائية والتوابل والمخللات والمشروبات والمرطبات والخضر والفواكه والدواجن والأرانب والبيض والألبسة والأقمشة، ومعدات الأثاث ومواد التجميل والتنظيف والزجاج والخطاط والإسكافي، والبناء المتنقل والدهان والميكانيكي، والتزويد بالماء بواسطة صهاريج والذهب، إلى جانب موزعين للمواد الغذائية...

تتضمن القائمة أيضا، مهنا نادرة ونشاطات مهددة بالاختفاء، على غرار تاجر متنقل للسراجة وتاجر الأشرطة والأسطوانات وتاجر متنقل للكتب القديمة والجديدة وتاجر متنقل للعقاقير والخردوات والتاجر المتنقل للألعاب ومنتجات الصناعة الحرفية. وفي الأخير، تهدف الحكومة من خلال هذا الإجراء، يقول كمال يويو، إلى تقنين النشاطات التجارية واسترجاع الأموال المتواجدة في السوق السوداء وامتصاص البطالة، إلا أنه سيلزم هؤلاء بعد ترسيم نشاطهم وتقنينه باحترام واجباتهم، وضمان نوعية منتوجهم وتفادي الغش والتدليس وتحقيق رفاهية أكبر للمستهلكين.