المرأة الريفية البليدية تستعرض إنجازاتها في معرض حمّام ملوان

سانحة للتعريف بالمنتجات ودعوة للاستفادة من آليات الدعم

سانحة للتعريف بالمنتجات ودعوة للاستفادة من آليات الدعم
  • 174
رشيدة بلال رشيدة بلال

شكّل معرض المرأة الريفية الذي أقيم على مستوى الفضاء السياحي لحمام ملوان بولاية البليدة تزامنا مع الاحتفال باليوم الدولي للمرأة الريفية، مناسبةً للمرأة الريفية البليدية كي تستعرض أهم إنجازاتها ومهاراتها الإنتاجية. حيث قدّمت المشاركات مجموعةً من المنتجات التقليدية والطبيعية المتنوّعة؛ من الأجبان الطبيعية، والمعجنات بمختلف أنواعها المالحة منها والحلوة، إلى جانب منتجات خلية النحل؛ من عسل وشمع ومستخلصات، إضافة إلى أنواع متعدّدة من الزيوت العطرية والطبية.

رغم هذا التنوّع في الإنتاج إلاّ أنّ الانشغال الأكبر للمرأة الريفية يظلّ معرفة آليات الدعم التي توفّرها الدولة، بما يتيح لها دخول السوق المحلية، وترويج منتجاتها للمساهمة في دعم أسرتها الريفية. 

ويبدو أنّ البليدية من خلال مشاركتها في هذا المعرض الذي بادرت بتنظيمه الخلية الولائية لتأطير المرأة الريفية المنظم هذه السنة بشعار "تمكين المرأة الريفية من أجل تنوّع فلاحي واقتصادي محلي واعد"، سعت إلى التعريف بما يمكن إنجازه من داخل المنزل، سواء عبر تربية المواشي والدواجن واستثمار منتجاتها من لحم وبيض، أو من خلال تربية النحل واستغلال منتجاته، وكذلك استخلاص الزيوت العطرية والطبية، وتقطير الزهور، وتجفيف الأعشاب، وتحويلها إلى منتجات تجميلية أو غذائية، فضلًا عن براعتها في تحضير مختلف أنواع المعجنات. 

ولمست "المساء "من خلال حديث بعض النساء الريفيات، أنّ التحدي الأكبر بالنسبة لهن هو كيفية الحصول على دعم فعلي، يمكّنهن من اقتحام السوق، ورفع مستوى الإنتاج.

وفي هذا الإطار، أكدت المكلفة بخلية المرأة الريفية بمحافظة الغابات لولاية البليدة، نعيمة ميشاليك، أنّ المعرض لم يقتصر على عرض المنتجات فقط، بل شمل أيضا جلسات توجيهية وتأطيرية، حيث قُدّمت شروح من قبل ممثلي المديرية الولائية لدعم المقاولاتية "نسدا" ، حول كيفية الحصول على الدعم، والمرافقة.

وأضافت المتحدّثة أنّ ولاية البليدة أحصت من خلال نشاط الخلية الولائية، نحو 300 امرأة ريفية ينشطن بشكل دوري في مختلف بلديات الولاية. وأشارت إلى أنّ أهم الانشغالات التي لاتزال تُطرح من طرف النساء الريفيات، غياب المعلومة عن كيفية الاستفادة من دعم الدولة، مبرزةً أنّ الأسرة المنتجة يمكنها الحصول على دعم مالي بسيط لكنّه فعّال، غير أنّ كثيرات منهن لا يعلمن بوجود هذا النوع من المرافقة.

كما أوضحت ميشاليك أنّ المرأة الريفية البليدية اقتحمت السوق خلال السنوات الأخيرة بقوّة، خاصة في المجالات التي تعكس الهوية المحلية للأطلس البليدي؛ على غرار استخلاص الزيوت الطبية والعطرية، وصناعة الأجبان، وزراعة الأشجار المثمرة؛ ما يتطلّب الحرص على مرافقتها، وإطلاعها على آليات الدعم المتوفّرة؛ لتتمكّن من الاستفادة منها.

من جهتها، أكّدت السيدة خديجة عبان، المنسقة على مستوى الخلية الجوارية ببلدية موزاية، أنّ الهدف من تنظيم المعرض هو تمكين المرأة الريفية من الاطلاع على البرنامج الوطني لدعم الأسرة المنتجة الذي أقرّته وزارة التضامن الوطني، والذي يسعى إلى تحسين المستوى المعيشي للأسر المنتجة. 

وأضافت أنّ الوزارة وضعت عدّة آليات لدعم المرأة الريفية في مجالات متعدّدة؛ مثل الخياطة، وصناعة الحلويات، والحرف التقليدية، وتربية المواشي والدواجن، وإنتاج الزيوت الطبية والعطرية، وتربية النحل.

وأوضحت عبان أنّ الاستفادة من هذا الدعم لا تتطلّب سوى تكوين ملف بسيط يُودَع لدى مديرية النشاط الاجتماعي، التي تتولى دراسة الملفات، وتمكين النساء من المساعدة المالية التي تصل إلى عشرة ملايين كبداية. وهي خطوة كافية لتشجيع المرأة الريفية على إطلاق مشروعها الخاص.

وأضافت أنّ أغلب النساء اللواتي تم الاحتكاك بهن خلال المعرض، يجهلن وجود هذا البرنامج؛ ما جعل من المعرض فرصة للتعريف به، وتحفيزهن على الاقتراب من اللجان المحلية الموجودة على مستوى بلديات موزاية وقرواو وبوعرفة لتقديم طلبات الدعم، في انتظار رفع قيمة المنح مستقبلًا إذا زاد الإقبال على هذا النوع من المشاريع الأسرية المنتجة.

للإشارة، نُظّمت على هامش المعرض نشاطات توعوية حول أهمية التشخيص المبكر لسرطان الثدي؛ حيث استغل القائمون على التظاهرة، الفرصة بمعية طبيبات تزامنا والفعالية مع الشهر الوردي، لتوجيه رسائل صحية، وتحسيس المرأة الريفية بأهمية الفحص الدوري؛ حفاظا على صحتها.