فنانة الطرز والخياطة سهيلة نجار لـ "المساء":

سافرت إلى الصين لتعلّم أصول المهنة

سافرت إلى الصين لتعلّم أصول المهنة
  • القراءات: 1668
نادية شنيوني نادية شنيوني

شابة حرفية في مجال الخياطة والطرز التقليدي من ولاية تيبازة، حالفها الحظ وأهّلتها موهبتها الإبداعية للسفر إلى الصين بغية تعلّم الطرز، قابلناها مؤخرا في معرض الصناعات التقليدية واغتنمنا فرصة الاطلاع على معروضاتها والحديث معها عما جنته من تربّصها في الصين وثمار ذلك، أي بعد أن باتت تتقن طرزا لطالما استُورد بأثمان باهظة وغزى السوق الجزائرية!

❊ أنت من بين العارضين اليوم، ما هو النصيب الأكبر لمعروضاتك؛ جزائري أم صيني؟

❊❊— طبعا جزائري، فأنا أروّج للطرز الجزائري الأصيل الذي لا يمكن لأيّ طرز آخر مهما بلغت جودته أن يصل إلى جودته وإتقانه.

❊ وماذا عن الإقبال؟

❊❊— جيّد، وهذا ما يشجّعني دائما على العرض.

❊ نعلم أنك سافرت إلى الصين لتعلّم الطرز الصيني،  حدثينا عن إيجابيات وصدى هذه التجربة؟

❊❊ أنا معروفة بالطرز التقليدي الجزائري بكلّ أنواعه، أمضيت حوالي 13 سنة في الميدان، عملت كمكوّنة في الطرز بكلّ أنواعه: المجبود، الفتلة، غرزة لحساب،  وتخصّصت بعدها في الطرز (منطقة تيبازة)، كوّنت البنات من مختلف الولايات، بعدها كان لي شرف اختياري من بين الحرفيات للسفر إلى الصين، وهناك قمت بتربّص في الطرز التقليدي الصيني لمدة أربعة أشهر، لأرجع إلى الجزائر وأكوّن الفتيات في هذا المجال وكانت الدورة ناجحة منذ البداية. أشكر كثيرا  الغرفة الصناعة التقليدية بتيبازة، المشرفة على الدورات التكوينية التي أقوم بها في المنطقة.

❊ هل يمكن المزج بين الطرز التقليدي الجزائري والصيني؟ وإن أمكن، ماذا يحدث لو مزجنا بينهما في قطعة واحدة؟

❊❊ الطرز الصيني في لباس تقليدي جزائري يعتبر بمثابة حلّة جديدة رائعة، مثلا نصنع حايك أو أدوات الحمام للعروس، هذه ألبسة تقليدية جزائرية محضة، نزيّنها بطرز خفيف صيني تعطينا تحفة خارقة للعادة وهذا ما يلبي ذوق الجيل الحالي الذي يتوق دائما لما هو عصري وجديد، هي إضافة ولمسة جمالية باتت جد ضرورية ....

❊ ما الفرق بين الطرز التقليدي الجزائري والصيني، وهل سيعوض، في اعتقادك، الطرز الصيني يوما الطرز الجزائري ويغطي عليه؟

❊❊ الطرز الجزائري لا يفنى ومن المستحيل أن يزول، فهو من أرقى الحرف وأجودها وأغلاها وإن لم يسوّق، لكن الطرز الصيني يسوّق عالميا حتى أنّه غزا السوق الجزائرية، وهذا ما جعلنا نفكّر في تعلّمه وتعليمه بدل استيراده، خاصة أننا في عمق الأزمة الاقتصادية، لنساهم بذلك في تخفيض تكلفة الاستيراد على الجزائر ونعلّم النساء حرفة لا تتطلّب إلاّ آلة خياطة قديمة، متواجدة في كل بيت، لتساهم النساء بدورهن في سد احتياجات أسرهن، حيث يوجد إقبال كبير عليه، فالطرز التقليدي الصيني سهل الإنجاز ومربح ومطلوب بكثرة ويعتبر إضافة محبّبة يعطي لمسة خاصة، لكنّه لا يمكن أن يضاهي الطرز الجزائري التقليدي الأصيل أبدا مهما بلغ..