لم تمنعها إعاقتها عن رفع التحدي

سارة بلبالي تكتب عن حياة المعاق وتحمل مشروعا طموحا

سارة بلبالي تكتب عن حياة المعاق وتحمل مشروعا طموحا
الشابة سارة بلبالي
  • القراءات: 405
رشيدة بلال رشيدة بلال

يقدم الأشخاص من فئة ذوي الإعاقة، في كل مرة، أروع صور التحدي رغم ما يعيشونه من صعوبات؛ رغبة منهم في إيجاد مكان لهم بالمجتمع، يسمح لهم بالقول بدون خجل: "نحن هنا، وقادرون على العطاء ". والعيّنة الشابة سارة بلبالي، التي لم تمنعها إعاقتها من  ولوج عالم الكتابة والمشاركة بمؤلفاتها في فعاليات معرض الكتاب، الذي نُظم مؤخرا؛ حيث حازت مساهمتها على اهتمام الجمهور. 

قالت الشابة سارة بلبالي، البالغة من العمر 29 سنة والمصابة بمرض الشلل الدماغي الذي جعلها مقعدة وعاجزة عن الحركة، بأن توجهها إلى الكتابة كان وسيلتها للتعبير عما تعانيه فئة ذوي الإعاقة، ولتنقل صورة عن هذه الشريحة بطريقة مختلفة؛ محاولة من خلال ما تكتبه، رسم صورة غير الصورة التي يرسمها عامة الناس حول هذه الفئة المهمشة، ومشيرة إلى أن الكتابة هي موهبة غذّتها بالقراءة، اختارت من ورائها تناول عدد من المواضيع الاجتماعية التي تخصهم. وهي تؤمن بأن الإعاقة ليست في الجسد وإنما هي إعاقة العقل، وهذا ما حاولت التأكيد عليه في كل مؤلفاتها.

وألّفت الكاتبة سارة أربعة كتب، كان آخرها كتابها الذي جاء تحت عنوان "صدفة الحياة "، الذي شاركت به في فعاليات معرض الكتاب الذي نُظم مؤخرا في الجزائر، ولقي تجاوبا كبيرا من الزوار الذين شجعوها.  والكتابة تحولت عندها إلى عالم تشغل به وقتها، خاصة أنها غير قادرة ـ بسبب الإعاقة ـ على القيام بأي نشاط؛ فكانت الكتابة السبيل الوحيدة التي تثبت بها وجودها في مجتمع لاتزال نظرته غير عادلة تجاه المعاق، مشيرة إلى أن الكتابة مكّنتها من التواجد، دائما، في المعارض والتظاهرات الأدبية؛ سواء المنظمة في الجزائر، أو في بعض الدول الشقيقة؛ مثل مصر، لافتة إلى أنها تمكنت، بفضل الكتابة، من رفع التحدي، والقول بأنها موجودة؛ حيث حازت على العديد من الشهادات المحلية والدولية بفضل مساهماتها القيّمة، معلقة: "رغم أن مستواي التعليمي توقف عند الطور المتوسط لعدم وجود مرافق يسهل لي الدراسة، غير أن هذا لم يُحبط من عزيمتي، فقررت التعلم في المنزل، وتطوير نفسي بنفسي".

ومن محاسن الصدف التي كانت إلى جانب الشابة سارة، أنها تنتمي إلى عائلة مقتدرة ماديا؛ الأمر الذي خفف عنها ما يعانيه غيرها من صعوبات في مجال التكفل الصحي والاجتماعي، خاصة بالنسبة للمصابين بالشلل الدماغي. غير أن هذا لم يمنعها من مشاركة معاناة من هم مثلها، ومن المطالبة برفع الغبن عنهم، وعن كل المصابين بالشلل الدماغي؛ يكفي فقط القول: "إن هذه الفئة تحتاج إلى حفّاظات ". والسؤال المطروح: هل تكفي منحة مليون لتأمين احتياجات هذه الفئة من الحفاظات فقط؟! ".

وحملت الكاتبة سارة على عاتقها مهمة الدفاع عن شريحة ذوي الإعاقة بما أمكنها؛ فإلى جانب الكتابة التي تُعد وسيلتها لنقل جانب من حياة هذه الشريحة، حضّرت مشروعا آخر، يتمثل في تطبيق موجّه لفئة ذوي الإعاقة. وتبحث عمن يرافقها في هذا المشروع الذي انتهت منه مؤخرا؛ إذ يساعد التطبيق المعاقين في حياتهم اليومية. وختمت: "هم أيضا لديهم نصيب من التكنولوجيا، التي لا يمكن الاستغناء عنها" .