تحتضن ساحة البريد المركزي هذه الأيام، معرض الصناعة التقليدية تحت شعار "ثراتنا فخر لنا.. معا لتطور أحسن.. معا لمستقبل أفضل". يهدف حسب منظمي الفيدرالية الوطنية للحرف والصناعة التقليدية إلى خلق فضاء تجاري تقليدي محض يدوم طيلة شهر سبتمبر، يساعد على إحياء العاصمة خلال هذه الأيام، لاسيما بعدما اعتاد المواطنون على هذا النوع من الفاضاءات، وبالتحديد في هذا الموقع.

شارك في المعرض العديد من الحرفيين من مختلف التخصصات، حيث قدموا من ولايات عديدة وعرضوا مختلف إبداعاتهم التقليدية التي تعكس التراث المحلي لتلك المناطق وما كان عليه الأجداد، لإظهار معالم الهوية الجزائرية التي تحمل ألوانا فسيفسائية من الإبداعات، كلها تصب في قالب الحفاظ على التراث الوطني. 

وخلال تجولنا بالمعرض، أشارت مجموعة من الحرفيين الذين زاولوا نشاطهم حتى خلال عيد الأضحى المبارك، إلى أن المعرض جاء بهدف ضمان فرصة للحرفيين الجدد للاحتكاك بالأكثر خبرة منهم، فضلا على مساعدة هؤلاء على التعريف بحرفهم وما يقومون به من إبداعات قصد البروز في عالم الصناعة التقليدية وتبادل المواهب بين قدامى المهنة ..

كما كانت هذه المبادرة فرصة للتعريف بالمنتج الوطني الذي أضحى ينافس المنتجات الأجنبية، خصوصا أن بعض الحرفيين أصبحوا يراعون المقاييس العالمية فيما يخص الجودة والجمال، ويحاولون توفيقه مع السعر الذي أحيانا يبهرك المنتج ويريحك سعره المعقول.

ولقد عرف المعرض حضور العديد من التخصصات من النحاس، الجبة القبائلية، صناعة الجلد، الدوم وكذا الأواني الطينية، وهي المعروضات التي لبت الأذواق المختلفة للمواطنين الذين يحاولون في كل مرة اقتناء قطعة تقليدية، سواء للاستعمالات اليومية أو من أجل التزيين، أو فقط تشجيعا لتلك المنتجات التقليدية الأصيلة.

يرى الحرفيون الذين حدثناهم على هامش هذا المعرض، أن تكثيف هذا النوع من المعارض أصبح يجذب الزوار بشكل كبير، خصوصا السياح الذين يعشقون الصناعة التقليدية ويفضلون القطع الأصيلة والفريدة من نوعها، لاسيما في هذه المرحلة من السنة، حيث يتوافدون بشدة على العاصمة. مشيرين إلى أن الصناعة التقليدية تلعب دورا كبيرا في تطوير السياحة الوطنية، إذ يمكن من خلالها اكتشاف جوانب عديدة من التراث الجزائري الأصيل.