الحرفية مليكة خليل:

زينت اللباس العصري بالطرز التقليدي ليظل حاضرا

زينت اللباس العصري بالطرز التقليدي ليظل حاضرا
  • القراءات: 4933
رشيدة بلال رشيدة بلال
لا يزال الطرز التقليدي يحظى بعناية، خاصة، كونه يعتبر من التقاليد التي توارثتها النسوة عن الجدات، وبحكم أن لكل منطقة من ربوع الوطن خصوصية في مجال الطرز، تحدثنا مليكة خليل، حرفية، عن أهم ما يميز هذا النوع من الحرف التقليدية في ولاية ورقلة.
تقول مليكة بأن الطرز التقليدي شأنه شأن باقي الحرف التقليدية التي ظلت الأجيال تتوارثها، ولا يزال المجتمع الورقلي، وتحديدا في مدينة "تقرت"، يسعى به إلى تزيين مختلف الألبسة التي يرتديها الرجال والنساء على حد سواء.
وعن أهم الخصوصيات التي تميز الطرز الورقلي، تقول: "إنه يرمز إلى ما تزخر به الولاية من طابع صحراوي يشمل الجمل والرمال والنخلة، فالحرفية عادة ما تتأثر بما يحيط بها وتعيد تجسيده على الألبسة، فتارة تستلهم الأشكال من الحلي التي يبدع الحرفي في صناعتها، وتارة أخرى من تأثرها لإبداع الخالق في المجتمع الصحراوي، وحتى الألوان المستوحاة من الطبيعة وتحديدا من سعف النخلة والأعشاب الخضراء".
اللباس التقليدي الذي يرمز إلى المنطقة مطلوب بشكل كبير ربما لكي يشعر السكان بانتمائهم الحقيقي إلى المنطقة، من ناحية، ومن جهة أخرى، ربما لأن الحرفيات اليوم يسعين جاهدات من أجل الحفاظ على الطرز التقليدي من خلال إدراجه في تصاميم حديثة وعصرية يحب جيل اليوم ارتداءها؛ كـ’الإيشارب’.
حب مليكة للطرز جعلها تمتهنه كحرفة بعد أن تمت إحالتها على التقاعد بعدما أمضت عمرا في مجال التعليم، واليوم تملك ورشة تسعى من ورائها إلى إعادة الاعتبار للطرز التقليدي كحرفة تقليدية لطالما تزينت بها ألبسة النساء والرجال، وتقول: "في الورشة لا أعتمد مطلقا على الآلة في عملية الطرز، بل أقوم رفقة بعض المساعدات بالطرز اليدوي، بل أكثر من هذا، حتى القماش الذي نقوم بالطرز عليه ننسجه لتكون القطع التي نعدها تقليدية مائة بالمائة.
لم تكتف الحرفية مليكة بفتح ورشة بغية إعادة الاعتبار للطرز التقليدي، بل سعت إلى إعداد مجلة خاصة أطلقت عليها اسم ‘الحرائر’ تروج للباس التقليدي في ولاية ورقلة، إذ تقول: "رغبت في إيصال رسالة مفادها أنه بإمكاننا دائما أن نتألق باللباس العصري الموسوم باللمسة التقليدية التي يعكسها الطرز التقليدي بكل ما يحمله من دلالات اجتماعية وتاريخية".