توفرها يعني مواجهة تقلبات الطقس دون خوف

زيت زيتون، الدقيق والملح «البركة» الحقيقية في المنزل

زيت زيتون، الدقيق والملح «البركة» الحقيقية في المنزل
  • القراءات: 1324
❊ حنان.س ❊ حنان.س

أفاد عدد من المواطنين تحدثت إليهم «المساء»، على هامش المعرض الوطني لمنتجات الزيتون مؤخرا ببني عمران، أن زيت الزيتون من أكثر المواد الضرورية في المنزل، وتوفره إلى جانب الدقيق والملح يعني البركة الحقيقية التي تمكّن الأسر من مواجهة انخفاض درجات الحرارة في موسم البرد والثلوج.

 

رغم ارتفاع أسعار اللتر الواحد من زيت الزيتون الموسم تلو الآخر، واستقراره هذه السنة بين 700 إلى 750 دج، حسب النوعية، فإن زبائن المعرض الوطني لمنتجات الزيتون المنتظم في منتصف فيفري الجاري ببني عمران في ولاية بومرداس، فصلوا نهائيا في أهمية توفر هذه المادة بالمنازل، واعتبروا أن توفير مبلغ اقتناء  بين خمسة إلى عشرين لترا من الزيت المباركة، يحسب له ضمن ميزانية الأسرة، حتى وإن تطلّب الأمر التخلي عن احتياجات أخرى لضمان توفير هذه المادة في المنزل، تحسبا لأيام البرد والصقيع، تقول مواطنة من منطقة بني خليفة ببلدية بني عمران، مؤكدة أن مواجهة قسوة برد الشتاء في المنطقة الجبلية، تتم عبر استعداد مسبق للأسرة التي تحضر إلى جانب الدقيق والملح، زيت الزيتون والفرينة وأنواع المعجنات، موضحة أنها شخصيا توارثت هذا السلوك عن والدتها وقالت بأنها توفر ما يصل إلى 20 لترا من زيت الزيتون و25 كلغ من الدقيق، منه 10 كلغ من النوع الخشن و10 كلغ «فرينة» ومثله من الملح، «ليبقى الثلج يغطي المرتفعات، فطعام أسرتي مضمون بوجود كل هذه المنتجات في منزلي»، تؤكد المتحدثة.

من جهته، قال مواطن من بلدية بودواو، حدثنا في نفس الموضوع، بأن غياب زيت الزيتون من المنزل معناه غياب البركة كلية، لأنها زيت مباركة نستعملها كغذاء ودواء، مؤكدا أنه لم يسبق له أن سجل خلو منزله من هذه المادة، وأضاف «شكارة سميد وشكارة فرينة، و10 لترات زيت زيتون و10كلغ من الزيتون (من نوعية العوام الذي يرقّد بالماء والملح)، أواجه بها قسوة الشتاء دون تفكير في قوت أبنائي»، مبرزا أن البركة الحقيقية التي سادت أيام زمان تلخصت في توفير عولة موسم الشتاء، المتمثلة في خمسين كيلوغراما من الدقيق ومثله من الكسكسي وعشرة كلغ من الفرينة، الملح وعشرين لترا من زيت الزيتون، إضافة إلى كمية من المردود والمحمصة (أنواع معجنات تصنع بالمنازل)، فتكون أسرته محصنة ضد برد الشتاء دون الاضطرار إلى قطع مسافات للتزود بالاحتياجات اليومية خلال أيام الثلج والمطر، أو حتى لمواجهة أي احتمال لانقطاع الطرق، ببقائه في المنزل بما أن قوت عياله مضمون بوجود كل تلك المواد.

بينما اعتبرت مواطنة من بلدية عمّال، كانت بصدد الاستفسار عن أسعار زيت الزيتون، أن انعدام هذه المادة في المنزل تشعرها بأنها «قفة دون يدين»، فمن المستحيل أن تغيب عن منزلي حتى وإن غابت باقي الضروريات لسبب أو لآخر، فإنني لا أقبل إطلاقا بأن يخلو بيتي من زيت الزيتون.. إنه البركة بعينها ونحن في السنة الواحدة نستهلك ما قد يصل إلى 60 لترا»، تقول المتحدثة، مؤكدة أمر استعمال هذه المادة في تحضير الأكل واستهلاكها مع الكسرة (المطلوع) ساخنة، أو كدواء بتناول ملعقة بالنسبة للمصاب بضيق التنفس أو بتقطيرها في الأنف لمن أصيب بنزلة برد، أو حتى بدهن الصبي بعد أسابيع من ولادته، أو بتحضير «الروينة» وهي نوع من «الطمينة»، عن طريق خلط كمية من مسحوق الخروب مع زيت الزيتون تؤكل كل صباح، وهي مقو غذائي لجميع الفئات العمرية، «حسبما توارثناه عن الجدات من عادات، تواصل «وأذكر أن أحد مواسم الشتاء كان قاسيا وتساقطت الثلوج متسببة في غلق الطرق بمنطقة عمّال، فكانت عولة الدقيق وزيت الزيتون والملح خير ما قابلنا به تلك الفترة، ولم نكن بحاجة إلى الخروج وشراء المستلزمات».

اعتبر مواطن آخر من الجزائر الوسطى، زار المعرض لاقتناء زيت الزيتون، أن توفّرها في منزله بمثابة الاكتفاء الذاتي، يقول «حيث أطمئن من توفير الغذاء لأفراد أسرتي، فلا قدر الله ووقع أي طارئ كغزارة الأمطار التي يتعذر معها الخروج لشراء المستلزمات، أنا مطمئن لأن توفر زيت الزيتون وكمية دقيق تغني عن ذلك.. مطلوع ساخن في زيت الزيتون، تلك هي النعمة والبركة الحقيقية».

كما قالت مواطنة من ولاية باتنة، كانت ببومرداس في إطار تربص لها بإحدى المؤسسات، وسمعت بمعرض زيت الزيتون فتقدمت لزيارته، بأنّ زيت الزيتون عنوان البركة في المنزل «وإن كنت لا آكلها مثلما رأيت مواطنين يفعلون ذلك بالمعرض أو حتى نساء منطقة الشمال يحضرون بها الأكل، إلا أن وجودها في المنزل ضروري، وكذلك العسل الطبيعي إن لم يتوفرا فإن بيتي فارغ.. من البركة».

حنان.س