نعيمة طالب أحمد مهندسة دولة في الفلاحة لـ"المساء":

زراعة الفطريات من المشاريع الناجحة التي تحتاج للدعم

زراعة الفطريات من المشاريع الناجحة التي تحتاج للدعم
الشابة نعيمة طالب أحمد، مهندسة دولة في الفلاحة
  • القراءات: 1536
رشيدة بلال رشيدة بلال

تعد الشابة نعيمة طالب أحمد، مهندسة دولة في الفلاحة، من النماذج الناجحة التي تمكنت، بعد إنهاء دراستها الجامعية، من ولوج عالم الشغل، من خلال الاستثمار في واحد من الأنشطة الفلاحية التي قل ما يفكر البعض في ولوجها، ممثلة في زراعة وإنتاج وتصبير الفطر.. التقتها "المساء" مؤخرا، خلال مشاركتها في معرض للمرأة المنتجة، وعن تجربتها في إنتاج الفطر وتصبيره، والتحديات التي تواجهها، كان هذا اللقاء.

تقول المستثمرة الفلاحية نعيمة في بداية حديثها، إن اختيارها للاستثمار في زراعة الفطريات، يمكن أن تحصره في ثلاثة أسباب، هي تكوينها الميداني، حيث مارست تكوينا في مجال زراعة الفطريات، أما الثاني، فيتمثل في غياب الأراضي الفلاحية في سهول المتيجة، إذ ينبغي زراعته خارج التربة، وأخيرا، كونه من المشاريع الجديدة التي قل ما يستثمر فيها الفلاحون، رغم الطلب الكبير عليه من المستهلك الجزائري، المحب لهذا النوع من النبات، وحسبها، فإن المستهلك إن سألته عن الفطريات، ينكر بأنه يتناولها، إلا أن الطلب الكبير عليها يعكس ذلك، مما يعني أننا من المجتمعات التي تقبل على تناوله بكميات كبيرة، وهو ما يفسر عدم قدرة المنتجين في بعض الأحيان، على تلبية الطلب الكبير على المعروض في السوق.

من الخصائص المميزة لزراعة الفطريات التي لا تصنف، حسب المتحدثة، في خانة النباتات، لأنها لا تصنع طعامها بنفسها، وتكشف "إنما نبادر إلى صناعة غذائها، الأمر الذي يجعل من عملية إنتاج الفطريات معقدة نوعا ما، وتحتاج إلى بذل جهد أكبر، ولعل هذا ما يفسر سبب عدم الإقبال على زراعته والاستثمار فيه"، مضيفة أن الاستثمار في زراعة الفطريات، يعد من أنجح الاستثمارات، ويدر أرباحا كبيرة، سواء على الصعيد الوطني أو الدولي في مجال التصدير، خاصة أن الأنواع التي يتم إنتاجها من الأنواع الأكثر طلبا.

عن أهم التحديات التي تواجه زراعة الفطريات في الجزائر، تكشف المستثمرة نعمية عن أن من أهم العوائق، أن هذا النوع من الاستثمارات الفلاحية لا يحتاج حقيقة إلى مساحة زراعية للغرس، إنما إلى عقار لتهيئة المناخ المناسب، لينمو وفق شروط معينة، ومثل هذه المساحات غير متوفرة للمستثمر الذي يلجأ إلى التأجير، وعادة ما يتم الاصطدام برغبة الفلاح في استرجاع عقاره، الأمر الذي يضر بإنتاج الفطريات التي يرتبط نموها بعدد من المعدات، التي لا ينبغي نقلها من مكان لآخر، كمعدات التبريد وغيرها، لافتة إلى أن إنتاج الفطريات يستغرق في مرحلته الأولى ثلاثة أشهر فقط، وبعدها يتم الإنتاج بصورة دورية، وعلى مدار السنة.

عن عملية التسويق، أوضحت المهندسة نعيمة أن إنتاجها لا يعاني مطلقا من مشكلة التسويق، بل على العكس من ذلك، حيث تجد في بعض الأحيان نفسها عاجزة على تلبية الطلب الكبير، وتعمل على تزويد المطاعم والمتاجر والفنادق، إلى جانب المواطنين الذين يبحثون عليه في المحلات، لافتة إلى أن مدة حياتها قصيرة، حيث لا تتجاوز، وفق شروط الحفظ الصحي، الـ15 يوما، الأمر الذي يجعل الحاجة إليها كبيرة بصورة دورية.

كما تحتاج المستثمرة نعيمة في سبيل توسيع نشاطها الفلاحي، إلى قطعة أرض أو مستودع، قائلة "هو الانشغال الذي سبق وأن عرضته على المصالح المعنية لولاية البليدة، التي وعدت بالتكفل  به"، موضحة أن من أهم عوامل نجاح مشروعها؛ أجهزة دعم الدولة التي مكنتها بفضل الدعم الذي حازت عليه، من تحويل مشروعها إلى واقع ملموس، وتتطلع بعد أن تتمكن من تقوية مستثمرتها، التعاون مع الجهات المعنية لفتح باب التكوين والتوظيف.