ماجدة حدوشي حرفية في الرسم والزخرفة على الزجاج والمرايا:

زاوجت بين التراث الجزائري والمغربي

زاوجت بين التراث الجزائري والمغربي
  • القراءات: 1095
رشيدة بلال رشيدة بلال

زاوجت السيدة ماجدة حدوشي، حرفية في الرسم والزخرفة على الزجاج والمرايا بين التراث المغربي، بالنظر إلى كونها تنحدر من أصول مغربية والجزائر البلد الذي تزوجت وأقامت فيه، فأبدعت بلوحات فنية غاية في الجمال، ولم تكتف بذلك بل راحت تنقل أعمالها الفنية على الأواني المنزلية الفاخرة وساهمت في إضفاء لمسة جمالية خاصة عليها. تحدثنا إلى السيدة ماجدة في هذه الأسطر عن حرفتها... طريقة عملها... وطموحاتها.

تقول الحرفية ماجدة "أن احترافها للرسم والزخرفة على الزجاج والمرايا لم يكن عفويا وإنما كان وليد عشقها للرسم، حيث كانت تقوم بالرسم على القماش ومنه تعيد العمل بخيط التطريز، وحدث أن وقع بصرها يوما على حرفي في المغرب، يرسم بإتقان شديد على الزجاج فما كان منها إلا أن طلبت منه التعلم، وشيئا فشيئا أتقنت فن الرسم على الزجاج، غير أن هذا لم يرض فضولها بل ذهبت إلى أبعد من ذلك، حيث راحت تجرب الرسم على المرايا خاصة أن القيمة الجمالية للرسم على الزواج تختلف عنها بالمرايا، وبعد أن تمكنت، تضيف، "من التحكم في تقنيات هذه الحرفة، أطلقت العنان لمخيلتها فكانت أعمالها متميزة منفردة بشهادة كل من وقع بصره عليها بالمعرض الذي شاركت فيه مؤخرا في العاصمة".

في أول الأمر، اقتصر عملي الفني على اللوحات، سواء تعلق الأمر بالنقش على المرايا أو الزجاج، تقول الحرفية ماجدة، وتضيف؛ "لكن سرعان ما قررت توسيع نطاق عملي فرحت أجرب تجسيد اللوحات على الأواني المنزلية، فكانت النتيجة مذهلة، لأن منظر الرسم على الأواني الزجاجية تكون له جمالية تختلف عن شكله الكلاسيكي في لوحات تعلق على الجدران، وبالفعل لقيت هذه التجربة ترحيب الكثيرات من اللواتي قدمن لي أطقما فاخرة لأنقش عليها.

وفي ردها عن سؤالنا حول المادة التي تفضل الرسم عليها، إذا كانت  الرسم على الزجاج أو على المرايا، أكدت محدثتنا "أن الرسم على المرايا يظل أصعب بكثير منه على الزجاج، لأن المرايا تتطلب بعض المراحل المتعلقة بتهيئتها كنقش الرسمة عليها وترطيبها بالاعتماد على رمل البحر، ومنه تأتي عملية الرسم والتلوين التي هي الأخرى تتطلب تركيزا وجهدا على خلاف الرسم على الزجاج الذي يكفي وضع الرسم تحت الزجاج وبدأ العمل، من أجل هذا تظل الأعمال الفنية المجسدة على المرايا أجمل بكثير من تلك المرسومة على الزجاج العادي، وتعلق "لزبائن يفضلون دائما الأعمال الفنية المجسدة على المرايا لأن هذه الأخيرة لها خاصية، على عكس الصورة، بالتالي تزيد من جمالية العمل وهو السر في تفوقها على المرايا.

تستلهم الحرفية ماجدة الرسومات التي تختارها من التراث المغربي والجزائري على حد سواء وتفسر السر وراء ذلك بالقول "بأنها تنحدر من أصول مغربية، وشاءت الأقدار أن تتزوج وتقيم في الجزائر وكان من الصعب عليها بعد أن أحبت الجزائر التفريق بين البلديين، فقررت أن تعبر عن حبها للبلدين بالمزاوجة في أعمالها الفنية بين تراثهما الذي يعتبر غنيا، فمثلا ـ تضيف ـ أحب رسم "قراب" الماء المشهور الذي يسقي الناس في المغرب، وهي من المهن القديمة وتعكس تراثنا، والجلابة و"البلغة" المغربية ممزوجة مع المرأة العاصمية الموشحة بـ"الحايك" الأبيض ولعل هذا ما جعل أعمالي تلقى الإعجاب.

تطمح الحرفية ماجدة إلى أن تطور أعمالها الفنية على المرايا والزجاج من خلال تعلم تقنيات جديدة، وأن يتسع نطاق مشاركتها من حدود المعارض المحلية إلى الدولية وأن تكون أعمالها بمثابة رسالة تروج من خلالها لثقافة البلدين.