الدكتورة حبيبة ضيف الله الباحثة في "التربية الخاصة" لـ"المساء":

رياضات ذوي الاحتياجات الخاصة لا تحظى بالاهتمام الكافي

رياضات ذوي الاحتياجات الخاصة  لا تحظى بالاهتمام الكافي
  • القراءات: 553
رشيدة بلال رشيدة بلال

دعت الدكتورة حبيبة ضيف الله، باحثة تخصص "تربية خاصة"، إلى إعطاء الرياضات الموجهة لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة، الاهتمام المطلوب من حيث التغطية الإعلامية في مختلف المنافسات التي يشاركون فيها؛ محلية أو دولية، فردية كانت أو جماعية، لا سيما أن مثل هذه الرياضات، حسبها، تساعدهم على الانفتاح على الآخر، وتساهم في اندماجهم في المجتمع، وتمكنهم من تحقيق السلام الداخلي، ومنه السلام المجتمعي.

أوضحت الدكتورة حبيبة في معرض حديث خصت به "المساء" على هامش مشاركتها في ندوة علمية حول "العيش في سلام"، مؤخرا بجامعة البليدة "2"، أنها اهتمت في بحوثها ودراساتها بمختلف الرياضات الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة، وبعض الرياضات التنافسية؛ كرياضة الكراسي المتحركة ورياضة الكرة الطائرة، وغيرها من الرياضات التي يمارسها الأشخاص المصابون بإعاقات؛ سواء كانت الإعاقة مكتسبة بسبب التعرض لحادث ما أو طبيعية منذ الولادة. وحسبها، فإن الدراسات قادتها إلى معطيات مؤكدة، مفادها بأن مثل هذه الرياضات تلعب دورا هاما في تحسين بعض التشوهات النفسية لدى هؤلاء المعاقين، والتي على أساسها يجري تسطير استراتيجيات وبرامج علاجية، لعبت دورا هاما في الجانب العلاجي، وعلاج مختلف التشوهات النفسية لهذه الشريحة. والغرض من إشراك المعاقين في مختلف الرياضات، حسب الدكتورة، هو الوصول إلى علاج مختلف التشوهات النفسية التي تحدثها الإعاقة، ومن ثمة الوصول إلى تمكين المعاق من خلال النشاط الرياضي ـ خاصة إن كان يشارك به في بعض المنافسات الوطنية ـ من بلوغ السلام الداخلي، الذي، بدوره، ينعكس إيجابا على المجتمع، مشيرة في السياق إلى أن للرياضة دورا هاما لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة في الجانب الفيزيولوجي والنفسي؛ إذ تُعد مختلف الرياضات جزءا من البرنامج العلاجي، الذي من خلاله يكتسب الرياضي نوعا من المرونة الجسدية، تمكنه من الاعتماد على نفسه، وكذا التوازن، وقلة الاعتماد على الآخر، والذي، بدوره، ينعكس على الجانب النفسي؛ من خلال ارتفاع نسبة تقدير الذات من هذه الفئة، لا سيما في ما يتعلق بالفئة التي تمارس رياضات جماعية، الأمر الذي يمنحهم المجال واسعا للانفعال الإيجابي، والتنفيس عن الذات.

وتقول الدكتورة حبيبة: "المؤسف في الأمر، أن فئة ذوي الاحتياجات الخاصة التي تمارس بعض أنواع الرياضات الفردية أو الجماعية" ـ من خلال الدراسة البحثية التي قامت بها ـ "لا يحظون بالاهتمام المطلوب من الناحية الإعلامية، وحتى من الجهات المسؤولة رغم أن مثل هذا الاهتمام من شأنه أن يساعد هذه الفئة في تقوية برنامجهم العلاجي؛ من خلال ما تمنحه لهم من مرونة جسدية، وتوازن، واعتماد على النفس"، وبالتالي تقول: "المعاقون رغم أنهم تجاوزوا مرحلة الإعاقة من حيث التقبل، غير أنهم يشعرون دائما بالنقص، لأن المجتمع أو الهيئات الرياضية وحتى عند تنظيم التظاهرات الرياضة كتلك المتعلقة بألعاب البحر الأبيض المتوسط، لا يعطونهم حقهم من التغطية الإعلامية"، بدليل أن "الترويج لمثل هذه الرياضات يكاد يكون منعدما رغم أنهم يصنعون الحدث، ويحققون نتائج إيجابية! وبالتالي فالمسؤولون عن النوادي مطالَبون بالاهتمام أكثر بهذه الفئات بالتنسيق مع الجمعيات المعنية بالمعاقين".