أبرزوا جمال الجزائر وطبيعتها

رواد ”فيسبوك” يروجون للسياحة المحلية

رواد ”فيسبوك” يروجون للسياحة المحلية
  • القراءات: 1564

ساعدت صفحات موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك، في السنوات الأخيرة، على الترويج للسياحة المحلية، حيث نجح رواده في التعريف بسحر الجزائر وما تزخر به من مناظر خلابة، بشواطئها الزرقاء وطبيعتها الخضراء، التي لم يكن البعض يعلم حتى بوجودها قبل ذلك.

بدافع الغيرة على الوطن وحبا في الترويج للوجهة السياحية الداخلية، دون استنزاف السياحة نحو الخارج، ارتأى العديد من المواطنين تبني أسلوب جديد للترويج للسياحة في الجزائر، وهو أخذ صور لأماكن جميلة ساحرة وتحميل تلك الصور ومشاطرتها رواد الموقع، وهذا للكشف عن وجهات جديدة في الجزائر لا يعرفها عادة إلا السكان المحليون.

وتجعل شساعة المساحة وفسيفساء الطبيعة، الجزائر من أغنى الدول من حيث المكاسب الطبيعية التي تؤهلها لأن تكون من أكبر الدول جذبا للسياح، بها قمم خضراء تطل على زرقة مياه المتوسط، شمالا، وكثبان نقية فاتنة في أعماق الصحراء الكبرى جنوبا، زاخرة بثروات سياحية متنوعة، بها 1600 كم من الشواطئ الجميلة النظيفة ذات الهواء النقي والطقس المتوسطي المعتدل، وبها صحراء بامتداد لا ينتهي وبيئة ساحرة يمزج فيها الإنسان أصالة تقاليده وتراثه مع صدق وفادته وترحيبه.

وتصعّب المساحة الكبيرة للجزائر، حتى على سكانها، معرفة مختلف المناطق التي تحوزها، أو اكتشاف جمالها، الأمر الذي يجعل الكثيرين في كل مرة يتساءلون عن الأماكن التي يمكن لهم أن يقصدوها، فيحتارون بين الوجهات التي اعتادوا عليها أو التوجه نحو دول أجنبية، وهذا ما خلق استنزافا حقيقيا للسياحة المحلية، وأدى إلى تدفّق العملة الصعبة نحو دول أجنبية قد لا تزخر حتى بالطبيعة التي تحوزها الجزائر.

وقد أنشأ العديد من متصفحي موقع الفيسبوك صفحات خاصة لترويج صور عن وجهات محلية، بعضها لشواطئ وأخرى لغابات ومناطق جميلة، لولايات مختلفة من ربوع البلاد، منها التي لم يسبق أن رآها أحد، وإنما اكتشفها بعض الهواة من الشباب خلال رحلاتهم الاستكشافية والمغامرات التي لا توقفها تحديات الطبيعة، راغبين في إيجاد شواطئ عذراء وأماكن خلابة تأخذ الأنفاس، ليتم بعدها الكشف عن سحرها عبر تلك الصفحات بصور تعبر ولو جزئيا عن ذلك الجمال الذي تزخر به تلك المنطقة.

ولقد ساعدت تلك الصور، حسبما أكّده العديد ممن مسهم استطلاع المساء عن اكتشاف مناطق جديدة في الجزائر، لاسيما الشواطئ التي كان بعضها تخفيه الجبال، حيث أشار من حدثناهم إلى أن التعاليق التي ترفق بتلك الصور تعطي تفاصيل أكثر عن تلك الوجهات فهي تساعد على معرفة آراء الناس الذين توافدوا عليها وتقييم بعض المعايير فيها كالأمن، النظافة، سهولة الوصول إليها وغيرها من التفاصيل الأخرى.

في هذا الخصوص، حدثنا ل.محمد صاحب وكالة أسفار بالقبة مختصة في السياحة المحلية خصوصا الصحراوية، قائلا أنّ الترويج للوجهات الداخلية ليس بالأمر الهين، في غياب بعض الخدمات التي يبحث عنها السائح خلال عطلته، فضلا على ارتفاع أسعار البعض منها والتي لا يراها المستهلك تناسبه مقارنة بنوعية الخدمة المقدمة، هذا ما يجعله يحبذ قصد دول أجنبية لقضاء عطلته، إلا أن اليوم الوسيلة متوفرة وتساعد في الترويج بطريقة أكثر فعالية لتلك الوجهات، بالدرجة الأولى تتم بتقديم المنتج السياحي للمستهلك، وذلك يكون بالصور والفيديوهات إذ أن لهذين الأخيرين قوة تأثير كبيرة على خيار الفرد، وهذا ما يجب أن تعتمد عليه الوكالات السياحية التي تروج للوجهات المحلية، مشيرا إلى أن بعض الوكالات باتت تعتمد على ذلك الأسلوب عبر صفحاتها على الفيسبوك التي خصصتها لتنزيل الصور ومشاطرتها زبائنها.

وعلى صعيد آخر، أوضح نفس المتحدث أنّ هذا الأسلوب كذلك ساعد في الكشف عن بعض التجاوزات التي تتم في حق الطبيعة ولفت انتباه السلطات المحلية والمعنية، وكذلك لتقديم نصائح لتفادي بعض المناطق التي شوّهتها النفايات أو السلوكيات غير الحضارية.

 

نور الهدى بوطيبة