تُنافس العلامات العالمية
رواج كبير للحقائب الجلدية محلية الصنع

- 86

أعطى العديد من الحرفيين والمختصين في الصناعات اليدوية في الجزائر، في الآونة الاخيرة، مفهوما جديدا للإبداع وتصميم القطع الفنية، حيث خرج الكثير منهم لا سيما من الجيل الصاعد، من مفهوم كلاسيكية القطع التقليدية، بل ذهب هؤلاء إلى البحث عن قطع أكثر رواجا وأكثر مواكبة للموضة والعصر.
وتم، بذلك، تصميم ألبسة وأكسسوارات تتماشى وتلك الحداثة. ولعل من بين تلك التخصصات التي خطت خطوات فنية في هذا المجال والتفتت نحو تصميم الأزياء، صناعة الجلود والدباغة، حيث أصبح تخصُّص الكثيرين في هذه الحرفة، ليس في صناعة قطع ديكور بسيطة وإنما في ابتكار قطع وأكسسوارات من حقائب يد متناهية الدقة، وبالغة الجمال، تنافس بذلك أرقى الماركات الرائدة في الميدان.
ويبدو أن إبداع هؤلاء الشباب في هذا المجال ليس وليد الصدفة، بل هي سنوات من العمل والخبرة في مجال صناعة الجلود. هذه القطعة التي تتطلب خبرة وإتقانا للتعامل معها بكل احترافية؛ لما تتطلبه من قوة من جهة، ومن رقة من جهة أخرى. ويُعد إدخال هذه المادة في تركيبة أي قطعة، لمسة من الفن، ذات جمال لا يوصف!
وغالبا ما تعكس الجلود بأنواعها الفخامة والقيمة، الأمر الذي يترجم أثمانها الباهظة؛ إذ تبلغ الملايين، أحيانا، القطعةُ الواحدة. وهي من أكثر القطع شهرة، والتي يعتمد عليها مصممو الأزياء لابتكار قطع لا تصبح أبدا من الطراز القديم مهما مر الزمن، بل إن بعضها قد تزيد قيمته كلما مرت السنوات، لا سيما إذا كانت من جلد نوعيته جيدة.
وتحتل الجلود المكانة الخاصة بين المنتجات الفاخرة؛ بين جلد البقر، والتمساح، أو حتى الثعبان، أو حيوانات أخرى جلدها قد يكون "العملة الصعبة" لمصمّمي الأزياء، يتنافسون فيما بينهم في اقتناء أرقى الأنواع، وأكثرها فخامة.
المنتوج الوطني أكثر جودة
للاحتكاك أكثر برواد هذا المجال كان لـ"المساء" جولة في الرواق الثقافي مصطفى كاتب بالعاصمة حيث التقت الحرفي توفيق المختص في صناعة الجلود منذ أكثر من عشر سنوات، والذي وجد لنفسه اختصاصا ينافس بأعماله منتجات أوروبية وأخرى صينية أغرقت السوق الجزائرية.
وواحدة من أكثر القطع طلبا من عند النسوة، الحقائب اليدوية، وحاملات النقود، وكذا حاملات الوثائق الرسمية، وبطاقات الدفع، إذ تُعد من أكثر القطع المحبَّبة من الجميع، خصوصا أنها تساعد، من جهة، في ترتيب وحمل المستلزمات. ومن جهة أخرى تعطي الطلة المثالية والمتناسقة للملابس اليومية؛ إذ اصبحت تنسَّق للنساء وكذا الرجال، بتصاميم خاصة وفريدة، تحافظ على الطابع الذكوري، وتسمح له بالاستفادة، هو الآخر، من تلك الحقائب.
وفي هذا الصدد تحدثت الحرفي توفيق قائلا إنه اليوم ولأكثر من خمس سنوات على التوالي، يشارك في كل مرة في المعارض الوطنية وكذا الدولية الخاصة بالصناعات الحرفية. وأكثر ما ساعده في البروز في المجال، تشجيع الزبائن لعمله، وتثمين ما يقوم به، خاصة أن قطعه كثيرا ما تنال إعجاب الزبائن.
تنوعٌ في العروض
وقال الحرفي إن اهتمامه بصناعة الحقائب اليدوية كان نتيجة الطلب المتزايد من طرف الزبائن، خاصة أنها من أكثر القطع طلبا. وكانت بداية توفيق مع أبيه الذي اعتزل المهنة منذ فترة. ثم التحق به كل من أخيه وابن عمه للعمل سويا.
وكانت أولى القطع التي عرفت النور حاملات نقود بسيطة، ثم حامل وثائق رسمية، كبطاقات التعريف والسياقة، وبطاقات الدفع، وكذا جواز السفر. ثم تحوَّل بعدها الى الحزام الرجالي. ثم انتقل الى قطع أخرى كحقائب اليد، ثم أغلفة الكتب، ثم الكراسي، وغيرها من القطع. وأكد المتحدث أن أكثر القطع رواجا الحقائب النسائية، وحاملات النقود، وهذا ما يدفع ورشته الى البحث دائما عن تصاميم جديدة،
تتماشى وحداثة الموضة، بألوان وأشكال تتوافق مع كل الأذواق. وعن أسعار القطع يرى الحرفيّ أنها في متناول الجميع، إذ يعتمد على خامات محلية، وإنتاج محلي، وبذلك هي منافسة لأسعار ما هو متوفر في السوق من سلع أوروبية وكذا صينية، والتي قال: " لا تكون بنفس الجودة أبدا ".