التبرع بالأعضاء

روابط إنسانية تجمع المانحين والمتلقين

روابط إنسانية تجمع المانحين والمتلقين
اليوم التحسيسي الذي نظّمته جمعية التبرع بالأعضاء ”بيلوبا فريال فنيش
  • القراءات: 782
❊ فريال فنيش ❊ فريال فنيش

أدلى مانحون ومتلقون للأعضاء، شهاداتهم على هامش اليوم التحسيسي الذي نظّمته جمعية التبرع بالأعضاء بيلوبا، تحت شعار تبرعك هو إهداء حياة، مؤخرا، بالتنسيق مع المجلس الشعبي الولائي للجزائر العاصمة، حيث استطاعوا أن ينقلوا للحضور بصدق يومياتهم قبل الشفاء والحصول على الأعضاء، خاصة الكلى، من متبرعين من أهاليهم قدّموا صورا مشرقة عن الحب والإخلاص من أجل أن يعيش محبوهم في موفور الصحة، بعد عناء كبير مع المرض وحصص غسيل الكلى التي وصفها المرضى بالمريرة.

عمد المانحون والمتلقون للأعضاء البشرية الذين قدّموا تجربتهم الشخصية، إلى عرض صور لحياتهم بعد وقبل الشفاء، بهدف توجيه رسالة إنسانية وتحفيز المواطنين على إنقاذ حياة المرضى الذين هم بحاجة ماسة لعضو من الأعضاء، ومنحهم فرصة ثانية للعيش، خاصة أن هناك سبعة آلاف حالة في انتظار متبرعين على مستوى المؤسسات الاستشفائية العمومية.

أخوه منحه حياة جديدة

تحدث السيد كمال (إمام)، عن تجربته الشخصية والسرور والبهجة يملأن محياه، وأكد في معرض حديثه أنه في الماضي، كان لا يعيش حياة طبيعية كالآخرين، فقد عانى من آلام حادة وحرمان كبير من الأكل والشرب. كما كان يخضع لعملية غسل الكلى لمدة أربع سنوات، يقول في البداية لم أتعرف على مرضي، لكن بعد خضوعي للتحاليل، أخبرني الدكتور ريان بنوع مرضي الوراثي الذي كان يعاني منه أفراد آخرون من عائلتي، وهو القصور الكلوي. في الأول، كان بمثابة صدمة لي، وبعد مرور أيام، أخبرت عائلتي بعلتي فقرّر أبي التبرع لي بإحدى كليتيه، إلا أن العملية لم تنجح بسبب عدم تطابق في الأنسجة وفصيلة الدم، ثم قرر أخي منحي كليته، والحمد لله، نجحت العملية ولم تشكل أي خطر علينا كأخوين، ويعيش كلانا الآن حياة طبيعية جدا، وأنا بدوري أوصي وأشجع الأهل على التبرع لذويهم والإحسان إلى مريضهم، كما يقدم له صدقة”.

الابتسامة العميقة مرسال الروح

عندما وقف والد الطفلة عبير (13 سنة)، للإدلاء بشهادته كمتبرع كليته لابنته التي لم تقف على قدميها منذ الولادة، كانت الصغيرة إلى جانبه تستمع باهتمام كبير لكل كلمة يقولها، وحين سألتها المنشطة عن حالتها بعد العملية، ردت الطفلة بقهقهة كبيرة، دوت القاعة لتخطف من الحضور ضحكات، غمرت الجميع بجرعة سعادة لم تكن متوقعة، وبعد سؤال ثان ردت الطفلة قائلة بعد زراعة الكلية التي منحني إياها والدي، خرجت من معاناة كبيرة، ففي السابق، لم أكن أستطيع الوقوف على قدماي كباقي الأطفال، حيث حرمت من المدرسة وكنت أقضي كل يومي في المنزل، إما على السرير أو على الكرسي، غير أن حياتي تغيرت بشكل جذري بعد أن منحني والدي إحدى كليتيه، وأصبحت سعيدة جدا وأعيش حياتي كأترابي”. أشار والد الفتاة، الذي أثنى على دور الأطباء الجزائريين الذين قاموا بالعملية، إلى أنه أسعد أب في الوجود، بعدما رأى ابنته وقرة عينه تقف على قدميها بعد 13 سنة من الإقعاد. 

حب وإخلاص في السراء والضراء

صرح السيد بوغادو الذي منح زوجته إحدى كليتيه، أنه كان يعاني مثلها، وهي مربوطة  بآلات غسل الكلى، يتجرع المرارة معها، يعيش تعبها الدائم، خاصة بعد العملية التي تتكرّر مرتين في الأسبوع، قائلا زوجتي كانت تعاني من المرض منذ 2010، وفي كل مرة أصطحبها لإجراء الدياليز أحس بنفس معاناتها، وبعد مرور أكثر من خمس سنوات، لم أتقبل رؤيتها تعاني أكثر، وهناك قررت أن أقوم بفحوصات حتى أتمكن من منحها ما كان ينقصها، لتخفيف المعاناة عليها، وفي عام 2015 منحت كليتي لزوجتي، والآن نحن نعيش حياة بسيطة وسعيدة”.

«سهام”...قصة عطاء أخوية

أكدت المتلقية الشابة سهام أنها كانت مصابة بالقصور الكلوي لمدة ثلاث سنوات، لم تستمتع فيها بشبابها كباقي الفتيات في عمرها. كانت تقضي معظم وقتها في الذهاب إلى المستشفى لتغيير الدم، إذ كان يتوجب خضوعها لهذه العملية أربع ساعات في اليوم الواحد، وبمشيئة الله قررت أختها مساعدتها بمنحها كليتها، وبعد مرور ثلاثة أشهر، تحسنت صحة سهام وبدأت بممارسة حياتها اليومية، وهي الآن تشجع جميع المواطنين على القيام بمثل هذه المبادرة الجميلة، تقول أنا الآن أشعر بالحياة، لا تترددوا في مساعدة أهاليكم”.

منحته أخته كلية

قال السيد عبد الكريم، الذي عرض شهادته على الحضور بثأثر كبير، أنه كان يعيش في جو من التعاسة والحزن عندما قام بتشخيص مرضه، كما كان يعاني من اضطراب وقلة النوم،  مع اتباعه حمية صارمة تمنعه من أكل وشرب ما يريد، ينظر إلى الأكل بعينه فقط دون تناول ما يريد، وبعد معرفة عائلته بأنه يعاني في صمت من ألم الكلى، قرّرت أخته أن تمنحه كليتها. وبتشجيع الأطباء، خاصة الدكتورة فيلالي التي أجرت له العملية، قال أنا الآن أقف بكل فرحة وعزيمة للعمل وتقديم أفضل ما لدي في الحياة”.

لابد من التبرع ...

آخر من قدّموا شهادتهم، السيد جمال فرحات القادم من مدينة بسكرة، المتحصّل على الميدالية الذهبية في ماراتون بتونس، بعد عملية الزرع التي مضى عليها 17 سنة، مشجّعا الناس على العطاء بدون خوف من أن ينقص شيء من قدراتهم الجسدية أو الفكرية عند التبرّع بالكلى. مؤكدا أن من يفعل الخير يجده، ضاربا مثالا حيا من محيطه، بداية من جده الذي أنقذ أخاه الذي سقط في البئر، وصولا إلى أخيه الذي كان سببا في نجاته من الموت بعدما وهبه كليته، ثم رده الجميل لجده في أرذل العمر، ويروي قصته قائلا أصبت بقصور كلوي حاد، وكان الموت مصيري المحتم لو لا مشيئة الله، إذ أنقدني أخي من الموت بمنحي كليته، مضيفا في السياق أن لا هو ولا أخوه تضررا في حياتهما، فكل واحد منهما يعيش حياة هادئة بعد العملية يقول أخي متزوج ولديه أبناء ويعيش في أمريكا، ويتمتع بصحة جيدة، كما هو الحال بالنسبة لي، فأنا رب عائلة أقضي يومي كباقي البشر”.

في الأخير، تذكر أمه المتوفية ـ رحمها الله ـ التي كانت ترغب في مساعدته، لكنها لم تستطع لأنها كانت مريضة ولا تتمتع بصحة جيدة، ولجده ـ رحمه الله ـ وأخوه الذي وقف إلى جانبه،  مذكرا بقوله تعالى وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا، وقوله أيضا فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ”.

❊ فريال فنيش

لترقية زرع الكلى ... تأكيد على أهمية التعاون متعدد الاختصاصات 

أكد أخصائيون شاركوا في الأيام الوطنية السابعة لجراحة المسالك البولية وزرع الكلى بعنابة، مؤخرا، على أهمية التعاون متعدد الاختصاصات لترقية زرع الكلى والتكفّل بفئة مرضى القصور الكلوي.

 

أوضح البروفسور أحسن عتيق، من المركز الاستشفائي الجامعي لعنابة، خلال إشرافه على تنشيط نقاش حول زرع الكلى، يندرج ضمن أشغال هذه الأيام العلمية والطبية، أنّ تحقيق الأهداف المسطّرة في مجال زرع الكلى والتكفّل بهذه الفئة من المرضى يتطلب توفير الشروط التنظيمية وإشراك مختلف الفاعلين من فرق طبية وجراحية وتقنيين وفرق تمريض ومصالح إدارية معنية، بالإضافة إلى المرضى والمتطوعين بالأعضاء في مختلف مراحل الإعداد والتحضير لعمليات الزرع.  أضاف البروفسور عتيق، في نفس السياق، أن النتائج الإيجابية المحقّقة في مجال التكوين وتحضير التأطير الطبي والجراحي لتنفيذ عمليات الزرع، ستمكن من تحسين أداء فرق زرع الكلى، مؤكّدا كذلك على أهمية مراجعة نظام تسيير المصالح الإدارية لمنظومة الصحة ووضع المريض في صلب اهتمامات الفرق الطبية والإدارية.

تمّ خلال أشغال الأيام الوطنية لأمراض المسالك البولية وزرع الكلى، التي جرت بكلية العلوم الطبية في عنابة بمشاركة ما يفوق 400 مختص قدموا من عدة ولايات الوطن، عرض ومناقشة مداخلات علمية تناولت طرق التشخيص والتكفل بأمراض المسالك البولية، خاصة سرطان المثانة (البروستات).  مكّن هذا اللقاء العلمي الذي نظم من طرف مصلحة أمراض المسالك البولية وزرع الكلى للمركز الاستشفائي الجامعي بعنابة، بالتعاون مع كلية العلوم الطبية في الولاية، المشاركين من تبادل التجارب في مجال التكفل بمرضى سرطان البروستات والتخفيف من معاناة هذه الفئة من المرضى، وفقا للمنظمين.

للإشارة، فإن أكثر من 30 عملية زرع كلى تنجز سنويا على مستوى المركز الاستشفائي الجامعي بعنابة، لفائدة مرضى من عدة ولايات من شرق البلاد.

ق.م