عين تموشنت

رهان على الجمعيات للمساهمة في تأطير الشواطئ

رهان على الجمعيات للمساهمة في تأطير الشواطئ
  • القراءات: 1814

يعوّل قطاع السياحة بولاية عين تموشنت، على التنسيق مع الجمعيات المحلية في تأطير موسم الاصطياف و السهر على تجسيد شروط الوقاية والسلامة الواجب التقيد بها للتصدي لانتشار كوفيد 19. وقال المدير الولائي للقطاع حمودة معمري، "تحسبا لعملية فتح الشواطئ المرتقبة قريبا، فإن العمل جار بالتنسيق مع البلديات الساحلية لتقسيم مساحات الشواطئ في شكل مربعات، كل حيز منها محدد بعدد معيّن من المصطافين لا يجب تجاوزه؛ ضمانا لشروط التباعد الجسدي".

يعوَّل كثيرا على الجمعيات المحلية الناشطة ميدانيا لمد يد العون والمساهمة في تجسيد خطة العمل هذه، الهادفة إلى الحرص على التقيد بمعايير السلامة عبر شواطئ الولاية، للوقاية من فيروس كورونا؛ من خلال الالتزام بالتدابير المتخذة لتجسيد التباعد الجسدي عبر هذه المربعات المخصصة عبر الشواطئ، إضافة إلى الإجراءات الأخرى المتعلقة بوضع القناع الواقي، وفق ما أشار إليه نفس المسؤول.

ومن بين أهم الفعاليات الناشطة ميدانيا في الحركة الجمعوية محليا، ذكر مدير السياحة والصناعة التقليدية بعين تموشنت، الكشافة الإسلامية الجزائرية، التي سجلت حضورا "ميدانيا قويا" منذ ظهور جائحة "كوفيد19"، وجهودها المتواصلة في الحملات التحسيسية، وهي نفس المسيرة التي يعوَّل عليها لتنسيق الجهود معها وإنجاح موسم الاصطياف 2020، الذي يأتي في ظروف خاصة فرضتها هذه الجائحة. وأضاف السيد معمري أن البروتوكول الوقائي هذا سيتم الأخذ به عبر مجموع 18 شاطئا مسموحة فيها السباحة عبر الساحل التموشنتي، حيث إن كل الظروف مهيأة للانطلاق في استقبال المصطافين، الذين يتعين عليهم التحلي بروح المسؤولية في التقيد بشروط الوقاية.

الشواطئ جاهزة لاستقبال المصطافين

بادرت مجموع البلديات الساحلية بولاية عين تموشنت في الآونة الأخيرة، بحملات لتنظيف الشواطئ وتهيئتها حتى تكون في أبهى حلة لاستقبال زوارها من المصطافين.

وأوضح في ذات الشأن، رئيس المجلس الشعبي البلدي لتارقة سيد أحمد الهاكمو، أن مصالحه قامت بالعديد من الحملات الرامية إلى تهيئة شاطئ تارقة وتنظيفه بصفة دورية؛ حتى يكون جاهزا لافتتاحه لموسم الاصطيافوذكر أن القرار الولائي الخاص بمنع ارتياد الشواطئ الذي أصدرته السلطات الولائية شهر ماي المنصرم في إطار التدابير الوقائية الهادفة إلى الحد من انتشار جائحة فيروس كورونا، لم يكن عائقا عن مواصلة جهود البلدية في تنظيف الشاطئ، بل تم تجسيد العديد من العمليات التطوعية بإشراك عدد من فعاليات المجتمع المدني، لتنظيف الشاطئ وتهيئته.

كما تم في ذات السياق، طلاء مختلف المرافق العمومية المرتقب استغلالها خلال موسم الاصطياف، كما هي الحال بالنسبة لوحدة المراقبة للحماية المدنية وقاعة العلاج وصيانة أعمدة الإنارة العمومية المتواجدة على واجهة الشاطئ.

وبخصوص معالم التوعوية الواجب تبنّيها خلال هذا الموسم، أوضح رئيس المجلس الشعبي البلدي بتارقة، أن كلا من جمعية حماية الطفولة الناشطة محليا والكشافة الإسلامية الجزائرية، أكدتا استعدادهما للعمل الميداني للسهر على احترام المصطافين قواعد التباعد الجسدي والتقيد بشروط السلامة لتفادي كوفيد-19. ومن المرتقب أن يتعزز هذا العمل التطوعي بعدد من الجمعيات الأخرى.

من جهتها، بلدية بني صاف لم تتخلف عن التحضير لموعد افتتاح الشواطئ المرتقب يوم 15 أوت الجاري، حيث أشارت نائب رئيس المجلس الشعبي البلدي ببني صاف زهيرة قلعي، إلى أن كل الظروف مهيأة عبر كل من شواطئ البئر ورشقون ومدريد، لاستقبال المصطافين في ظروف جيدة. وذكّرت المنتخبة بالعديد من الحملات التطوعية التي تم تجسيدها سابقا لتهيئة هذه الشواطئ، وتنظيفها، لتعكس الصورة الجمالية لهذه المدينة الساحلية بمشاركة العديد من الجمعيات المحلية.

و من المرتقب أيضا أن يتم تجسيد حملة تنظيف واسعة نهاية الأسبوع الجاري، بمساهمة العديد من القطاعات ذات الصلة كالبيئة والسياحة والصناعة التقليدية والأشغال العمومية ومصالح البلدية، لاستكمال العملية، وفتح شواطئ البلدية أمام المصطافين بدءا من السبت المقبل. كما تم تعيين مديرين على مستوى هذه الشواطئ الثلاثة، توكل لهم مهمة التسيير والسهر على احترام شروط السلامة والوقاية، الجاري تجسيدها بالتنسيق مع عدد من فعاليات المجتمع المدني، والتركيز أساسا على العمل التحسيسي التوعوي لاحترام التباعد الجسدي وارتداء الأقنعة الواقية من طرف المصطافين ومرتادي الشواطئ.

وعبّر العديد من التجار الناشطين بشواطئ تارقة وبني صاف عن ارتياحهم لقرار إعادة فتح الشواطئ، معتبرين أن ذات الأمر هو بصيص أمل جديد ينبعث لإنقاذ أنشطتهم التجارية المرتبطة أساسا بموسم الاصطياف.

قال توفيق الذي ينشط في مجال بيع مستلزمات الاستجمام ببني صاف، إن هذا الموسم ميزته البطالة المفروضة التي دخل فيها بسبب تفشي فيروس كورونا وقرار إغلاق الشواطئ، ليأتي قرار فتح هذه الشواطئ بمثابة جرعة أكسيجين، لإنقاذ كساد تجارته، وعودته إلى نشاطه الموسمي المعتاد الذي يقتات منه. كما أعرب عدد من أصحاب محلات المثلجات والوجبات السريعة بشاطئ تارقة، عن هذا الأمل الذي صاحب قرار فتح الشواطئ، مؤكدين في نفس السياق، استعدادهم للتعاون في مجال توعية وتحسيس المصطافين بالتقيد بقواعد السلامة الصحية لمجابهة جائحة كوفيد19.