بعضها يحمل دلالات ماسونية

رموز مشفّرة على ملابس الشباب

رموز مشفّرة على ملابس الشباب
  • القراءات: 1655
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

غزت الأسواق في السنوات الأخيرة، العديد من الملابس المستوردة من الدول الأوروبية والآسياوية، بعضها يحمل رسومات غريبة، منها إيحاءات تتنافى مع قيمنا الإسلامية، ومعان ورموز لديانات أخرى، جعلها مصمموها رموزا مشفرة تعبر العالم عن قصد غير بريء تماما،  كما تبدو للبعض، وكفيلة بنشر ثقافة أجنبية خاطئة..

أثار اهتمام «المساء» مناقشة هذا الموضوع، بعد الانتشار غير المسبوق لبعض الملابس الجاهزة للنساء وحتى الرجال، موجّهة خصوصا لشريحة الشباب، تحمل العديد من الرسومات، يعرضها التاجر في محله تارة منتبها لذلك بعد فوات الأوان، أي بعد استيرادها أو اقتنائها من عند المستوردين، وتارة أخرى غير منتبهين بتاتا لذلك، مما يجعل الزبون يقتنيها ويلبسها دون وعي منه، لما يرتديه من معان تنافي تماما معتقداته وإيمانه وتصوّراته للحياة.

وأوّل ما جذب اهتمامنا، إحدى الكنزات من قماش «الجينز» التي عرضها صاحب محل يعرض علامة تجارية «تركية» في المركز التجاري «أرديس»، والمدهش في الأمر، أنّ الكنزة تحمل في ظهرها تصميما كاملا لمخطّط أصبح شهيرا للماسونيين، وهو تصميم لعين كبيرة داخل مثلث، تحيط به العديد من الخربشات غير المفهومة، تعمّد صاحب المحل أو القائمين على تنظيم الملابس إلى توجيه الوجه الخلفي للكنزة، إلى جانب الواجهة الزجاجية، وكان هؤلاء يستعرضون أو يتباهون بذلك الرسم.

في سؤالنا لأحد الباعة هناك، امتنع عن التعليق واكتفى بالقول إنها مجرد عين لا معنى لها، لم ندرك حينها إذا كان الأمر حقيقة جهلا منه عن معناها، وبكل سذاجة قام بذلك، أو كان له تعليمة من مسيري المحل الأجانب للقيام بذلك..

الاهتمام بالهندام والتغيير المتواصل للمظهر الخارجي لبعض الشبان، الذين أصبحت الملابس تشكّل لهم نوعا من الهوس في تغيير ما يعرف بـ»اللوك»، هي آخر الخرجات التي أصبحت تمثل جزءا كبيرا من حياتهم وتطغي على تفكيرهم، مما جعل مواكبة الموضة تجر العديد من الأخطاء، التي يقع فيها من الشباب والشابات على حدّ سواء، فيرتدون بذلك ملابس مجهولة الهوية تحمل رموزا مشفرة يحاول بها مصمموها القضاء على الهوية، أو نشر فكرة ذات أبعاد خطيرة، وأصبح بذلك الأمر كله يشكل خللا نفسيا لابد من تداركه قبل فوات الأوان..

اقتربنا من محل ثان بشارع «ديدوش مراد»، كثيرا ما ترتاده الفتيات، لأسعار سلعه التي هي في متناول الميزانيات الضعيفة، ملابس مستوردة من الصين، يقتنيها أصحاب المحل على شكل كومات ضخمة تحمل مئات القطع، تشترى بطريقة يجهل البائع تماما محتواها، ما يعرف منها إلا نوع القطع مثلا، إذا كانت تنانير أو فساتين أو أقمصة لا غير.

تحدثنا مع كمال بائع بالمحل، فأكد أن هذا النوع من التجارة هو ما قد يحمل بصفة كبيرة تلك الأنواع من الأقمصة ذات الرموز، بعضها واضح وأخرى مشفرة، حيث قال «كثيرا ما نجد بعض القطع التي تحمل أشكالا تتنافى وقيمنا الإسلامية أو المجتمعية، حيث سبق وأن وجدنا في بعضها رموز الصليب بمختلف أنواعه، وفي بعضها تجسيد لسيدنا عيسى عليه السلام». مضيفا أنّ أقمصة أخرى حملت رموزا من الأبراج ومستوحاة من علم النجوم، كما تم إيجاد قطع تحمل تجسيدا للشياطين ورسومات ماسونية وغير ذلك، فيتم عند فتح تلك الكومات من السلع فرزها وتقطيعها ورميها حتى لا تقتنيها الزبونات، مشيرا إلى أنّ بعض القطع يتم تفويتها لصغر تصاميم تلك الأشكال، إذ لا تبدو واضحة إلاّ عند التمعن فيها جيدا..

قال المتحدث في هذا الخصوص «كثيرا ما تأتينا زبونات لإثارة انتباهنا لشكل من الأشكال الغريبة في السلع المعروضة»، لنحاول شرح الموقف لها وسحب تلك القطعة، كل هذا دليل على وعي الناس، إلاّ أنه في أحيان أخرى لا تولي الزبونات أو حتى الزبائن من الرجال اهتماما لما هو مرسوم على أقمصتهم، فيجعلهم الأمر ضحية ذلك الهوس بارتداء ملابس تسيء لدينهم أو عقيدتهم أو شخصيتهم وما إلى ذلك.