حتى لا يكون الصيام عن الأكل والشرب فقط

رمضان فرصة لترسيخ قيم التسامح

رمضان فرصة لترسيخ قيم التسامح
  • القراءات: 389
رشيدة بلال رشيدة بلال

يشكل شهر رمضان فرصة للتسامح والتآزر والتكافل والتضامن الاجتماعي، حيث يسارع المتخاصمون الى إصلاح ذات البين ووضع الخلافات والخصومات جانبا، رغبة منهم في أن يكون أجر صيامهم كاملا غير منقوص، وحسب عبد الله بونجار، إمام بمسجد البشير الإبراهيمي ببلدية بوفاريك "فإن الغاية من الصيام ليست بالامتناع على الأكل والشرب فحسب، وإنما هي فرصة لتهذيب النفس وتقوية العلاقات الاجتماعية بالإكثار من فعل الخيرات والطاعات والحرص على نبذ الخلافات والخصومات".

قال الإمام عبد الله بونجار في تصريح خص به "المساء": "إن من أهم صفات شهر الصيام إلى جانب أنه شهر المغفرة والتوبة والرحمة، فهو أيضا شهر للتسامح والغفران"، مضيفا: "يمكن الذهاب إلى أبعد من ذلك باعتباره منحة من المولى عز وجل لعباده المؤمنين ليجعلوا من هذه العبادة وسيلة لتصفية القلوب، حيث يتقارب الناس فيما بينهم، وهو الغرض المطلوب من هذه العبادة"، مشيرا الى أن "هذه العبادة كما أخبرنا النبي عليه الصلاة والسلام عندما سئل عن صيامه ليومي الاثنين والخميس، أنه يحب أن ترفع أعماله إلى الله وهو صائم، وبالتالي قبول المولى عز وجل للعبادة يكون للأشخاص الذين يمتثلون لأمر الله".

من جهة أخرى أشار المتحدث، إلى أنه إلى جانب كون شهر رمضان فرصة للتسامح والتقارب ونبذ الخلافات، فهو أيضا، فرصة لتفادي المشاجرات والخلافات، التي تصيب البعض لا سيما في الأسواق أو الشوارع، من الذين يعجزون عن التحكم في أنفسهم، وهي من التصرفات التي قال إن الدين نهى عنها، وبالتالي "على الصائمين أن يغلبوا قيمة التسامح من خلال بذل جهد لإزالة الأحقاد والشحناء والبغضاء والسعي لأن يكون الصيام مقبولا وكامل الأجر".

وقال المتحدث: "يستدعي هذا من الصائم أن يكون متسامحا قادرا على ضبط نفسه حريصا على علاقاته الاجتماعية المبنية على المحبة والتعاون وصفاء القلوب، مصداقا لقوله تعالى: (إلا من أتى الله بقلب سليم)، وبالتالي ما يجب على الصائمين معرفته والعمل به أن شهر رمضان هو فرصة سنوية لتهذيب وترويض القلوب والنفوس، لابد لكل الصائمين أن يحسنوا استغلالها لترويض الأنفس على المحبة وصلة الأرحام والتواصل".

الغاية من الصيام حسب الإمام عبد الله بونجار، ليس الامتناع على الأكل والشرب فقط، كما يعتقد بعض الناس، وإنما هو صيام القلب والبدن والجوارح عن السب والشتم والشجار والخصومات، هذه المفاهيم لم يدركها بعد عدد من الناس رغم أنهم يسمعون إلى التوجيهات عبر المساجد من خلال الدروس والحلقات والمواعظ التي تقدم يوميا عبر وسائل الإعلام، ولكن للأسف الشديد، كما قال الإمام عبد الله بونجار، "أصبح الناس يسمعون ولا يطبقون بسبب عدم مقدرة البعض التغلب على شيطانهم، وهو ما نحاول التأكيد عليه من خلال حثهم على اغتنام فرصة شهر رمضان لتجاوز كل ما من شأنه الإنقاص من أجر الصيام لأداء العبادة على أكمل وجه".