فضيلة الشيخ محمد بن زعيمة:

رمضان فرصة المسلم لتنسم روائح الجنة بفعل الخير

رمضان فرصة المسلم لتنسم روائح الجنة بفعل الخير
  • القراءات: 648
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

أشار فضيلة الشيخ محمد بن زعيمة، إمام وأستاذ العلوم الشرعية، إلى أن الإنسان بإمكانه أن يأخذ مفاتيح الجنة بفضل أعمال الفضيلة خلال شهر رمضان الكريم، موضحا أنه لابد من استغلال هذه الفرصة التي خلالها يتنسم المسلم روائح الجنة وعطورها، لأن الجنة تفتح أبوابها في هذا الشهر، بمعنى تكثر فرص الخير خلاله والعمل الصالح يبارك ويضاعف، وأجر النافلة في رمضان كالفريضة في غير رمضان والفريضة في رمضان كسبعين فريضة في غيره.

مضت قرابة العشرين يوما من رمضان وبقيت العشر الأواخر التي هي ختام الشهر وفيها ليلة القدر التي كان النبي عليه الصلاة والسلام يجتهد فيها كثيرا.

وأوضح فضيلة الشيخ أن من يريد أن يوفق لليلة القدر لابد أن يستعد لها ويعد لها عدتها، فإذا أراد المسلمون أن يوفقوا لابد أن تكون لهم أعمال صالحة سابقة، وهم الذين عرفتهم المساجد راكعين ساجدين، وعرفتهم ساحات المجتمع منفقين ومتصدقين، وللأرحام واصلين، والذين كانت لهم أخلاق حسنة، فإذا أراد الفرد أن يوفق في ليلة القدر لابد أن يجتهد بفعل الخير في كل أيام رمضان المبارك.

قال المتحدث بأن أعمال الخير في هذا الشهر مباركة، ولابد من عدم استصغارها مهما بدت بسيطة، فأشكال الخير كثيرة، من الشعائر الدينية الواضحة كالصيام والصلاة وقراءة القرآن وأخرى متمثلة في التعامل مع الناس.

وعن أعمال الخير، يقول المتحدث؛ إن الصوم من أفضل الأعمال للتقرب من الله عز وجل، فهي العبادة الوحيدة التي خصت بالانتساب إلى الله، كل عمل لآدم إلا الصوم فإنه لله يجزي به، ويترك العبد الأكل والشرب من أجل الله.

ففرص الخير كثيرة؛ أولها إتقان عبادة الصيام، وليس الامتناع عن المفطرات فقط، فالصيام هو عيش جو رمضان والاستبشار بقدومه، والدرجات في الصيام متفاوتة خاصة أنه من أحب الأعمال عند الله، فما بالك بأجرها عندما تكون على أتم وجه ومرفقة بأعمال الخير الأخرى، وذكر فضيلة الشيخ أن الصيام أنواع؛ وهو صوم العامة ويقصد به الصوم على المفطرات، ثم صوم الخاصة وهو صوم الجوارح، وصوم خاصة الخاصة وهو صوم القلب عما سوى الله عز وجل، وعلى المسلم أن يكثر خلال الصيام من الذكر ويخفف من وطأة هموم الدنيا على نفسه ويعيش معظما لله سبحانه وتعالى، فالمطلوب هو جمع الحسنات، ثم المحافظة عليها دون إبطالها بفعل السيئات التي نستهزئ ببعضها، وهي عند الله عظيمة، كالشتم والغيبة والعراك وغيرها، فلابد أن يزداد الصائم حلما وقول "أني صائم" إذا صادفه موقف سلبي هدد بإبطال صيامه.

وعن العبادة الثانية التي يكسب بها العبد خلال هذا الشهر؛ مفاتيح الجنة،  يقول فضيلة الشيخ؛ قيام رمضان مدعما قوله بحديث النبي عليه الصلاة والسلام: "من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، فالعباد الذين قليلا من الليل ما ينامون ويبيتون لربهم سجدا وقياما يرجون رحمة ربهم وتغفر ذنوبهم ما تقدم منها وما تأخر، وأشار بن زعيمة إلى أنه يكفي الفرد أن يصلي بضع ركعات بعد صلاة العشاء، فينال أجر قيام الليل، وعن فضل قيام الليل ذكر فضيلة الشيخ أبيات الشاعر وليد الأعظمي: "يا ليل قيامك مدرسة فيها القرآن يدرسني معنى الإخلاص فألزمه نهجاً بالجنة يجلسني ويبصرني، كيف الدنيا بالأمل الكاذب تغمسني مثل الحرباء تلونها بالإثم تحاول تطمسنى فأباعدها وأعاندها وأراقبها تتهجسني فأشد القلب بخالقه والذكر الدائم يحرسني".

والعبادة الثالثة، يقول الإمام؛ هي قراءة القرآن الكريم وختم كتاب الله، فالعبد يرطب لسانه بالقرآن، من الكتاب المبارك الذي فيه شفاء للنفوس، كتاب من البحر مداده، به صفحات الكون تتلى وتسمع فآياته مرآة صدق جلية، يرى ما مضى فيها وما يتوقع، كفاء لحاجات الحياة جميلها ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا عظيما.

وأخيرا أوضح المتحدث فضل العطاء والصدقة خلال هذه الأيام المباركة، فالإحسان للفقير وإفطار الصائمين والصدقة، هي أعمال لها مكانة عظيمة ومنزلة رفيعة عند الله تعالى، وعلى المسلم ألا يغفل عليها، وأعظم صدقة هي صدقة الوقت وليس المال فقط، فإذا استطاع الفرد أن يتفرغ ويعطي القليل من وقته لفعل الخير ومشاركة الآخرين في أعمال تطوعية فله عند الله أجر عظيم.