يحضرها منذ 40 سنة ويؤكد عدم تخليه عنها

رمضان بومرداس لا يحلو بدون زلابية "عمي رابح"

رمضان بومرداس لا يحلو بدون زلابية "عمي رابح"
رابح بلواش
  • القراءات: 1235
حنان. س حنان. س

تلقى زلابية عمي رابح رواجا كبيرا وسط الصائمين بمدينة بومرداس، ليس فقط لأسعارها الترويجية ومذاقها الرائع، أو حتى أنواعها التي أبدع فيها، إنما بسبب خفة يد الطاهي وإتقانه في تحضير هذه الحلوى الرمضانية بامتياز، التي يحضرها منذ زيد من 4 عقود وأبدع طوال هذه الفترة في تحضيرها وتطويرها..

يشارك العم رابح بلواش، 67 سنة، في سوق رمضان التضامني وسط مدينة بومرداس، ضمن مقطورته المجهزة لتحضير الزلابية في عين المكان، وبنفس المكان المعتاد ضمن نفس التظاهرة الاقتصادية. اقتربت منه "المساء"، في محاولة لمعرفة سر هذه الحلوى ذائعة الصيت المرتبطة منذ عقود بشهر رمضان. رابح يحضر الزلابية، وهو يؤكد لنا أنه يعتبر أول حرفي يحضرها في ولاية بومرداس بأكملها، وأشرف على تعليم من أصبح اليوم محترفا في تحضيرها. وقال إنه تعلم تحضير هذه الحلوى الرمضانية عن حرفي من أصل تونسي سنة 1978 في مدينة برج منايل، حيث شرع في تعلم صناعة هذه الحلوى عبر مراحل حتى أتقنها، وصار يحضرها بشكل يكاد يكون يوميا، مؤكدا ارتباطه الشديد بهذه الحرفة التي لم يتخل عنها منذ أزيد من 4 عقود، ولعل هذا ما يفسر خفة يده في تحضير الزلابية بمقطورته.. وصيته وسمعته المميزتين بين الزبائن ممن يتوافدون أحيانا في الفترة الصباحية، لترك وصاية بتحضير الكمية والنوع المرغوبين، على أن يتم أخذها مساء قبيل المغرب.

يحدثنا عمي رابح عن الزلابية، التي يؤكد أنه لا يمكنه التخلي عن تحضيرها، كونها مصدر رزقه، مؤكدا أن تحضيرها عرف تطورا عبر السنين، ففي الوقت الذي كانت مقتصرة من قبل على الدقيق والماء والملح والخميرة، أدخل عليها اليوم مقادير جديدة حتى تلبي الأذواق، مثل اللوز والشكولاطة، حيث قال؛ "أنا طورتها بنفسي، وأعرضها بسعر ترويجي 250 دج للكيلوغرام، وكل محتاج يريد الزلابية مرحبا به.. منها رزقي ومنها مقدار الصدقة بصفة يومية، ومقدرا آخر للمساجد لإفطار الصائمين... فكيف أمل منها؟".

ارتبطت الزلابية، حسب عمي رابح، بشهر رمضان، لمذاقها الحلو، فمباشرة بعد الإفطار يبتغي الفرد استهلاك شيء حلو يزيد من طاقته بعد يوم صوم قد يكون شاقا، فلا أحسن من الزلابية التي يعرضها اليوم بأنواع مختلفة، منها ما يطلق عليها تسمية "زلابية بوفاريك"، التي أكد أنه تبناها منذ عقود وأصبحت اليوم "بومرداسية" بامتياز، وهو النوع الذي أضاف له دقيق اللوز، وهناك نوع آخر أضاف له الشكولاطة، موجه للأطفال بالدرجة الأولى، وهناك النوع الحلقي المتسم بالشكل الرقيق، الموجه لمن يحب القرمشة، إلى جانب نوع آخر متوسط، بحيث تكون الزلابية طرية يسهل هضمها خاصة بالنسبة لمن يعانون عسرا في الهضم، أو حتى لمن له أسنان اصطناعية. كما أكد في الختام، أنه أشرف على تكوين 6 شباب فقط على مدار أربعين سنة في صناعة الزلابية، والسبب هو عدم الإقبال على هذا النوع من العمل عموما.