الباحث في التاريخ بلقاسم باباسي:

رمضان أكثر أشهر السنة التي أجد فيها راحتي

رمضان أكثر أشهر السنة التي أجد فيها راحتي
  • القراءات: 917
رشيدة بلال رشيدة بلال

لا يتوقف نشاط الباحث في التاريخ؛ بلقاسم باباسي، ورئيس جمعية "القصبة" عن التحضير لمختلف المقترحات التي تخدم القصبة والتي تحولت إلى هاجس يشغل تفكيره بسبب الانهيارات المتتالية ودخول الغرباء للسكن في دورياتها ... التقته "المساء" بمقر الجمعية، وحول يومياته الرمضانية عدنا لكم  بهذه الدردشة.

يقول في بداية حديثه بأن يومياته في الشهر الفضيل ذات طابع مميز، لأنه لا يزال ينتمي إلى عائلة تحافظ على مختلف التقاليد التي تميز الشهر الفضيل، وإن أبدى بعض التأسف بعد وفاة زوجته التي كانت تحرص على إحياء العادات  وتحضر الأطباق التقليدية التي لطالما اشتهر بها سكان القصبة، وفي مقدمتها الشربة "الفرفارية".

لا يختلف موعد استيقاظ محدثنا في رمضان عن الأيام العادية، بل على العكس، يقول "إنه يميل إلى النهوض باكرا للالتحاق بالجمعية التي أصبحت تشغل كل وقته وتفكيره، حيث يتكفل بالقيام رفقة باقي أعضاء الجمعية بالتجول في مختلف أرجاء القصبة، ثم يعود إلى الجمعية للاطلاع على آخر المستجدات المتعلقة بشؤون القصبة وترميمها، وأحيانا ينسى الشعور بالوقت بسبب طول فترة الاجتماعات التي تنتهي في وقت متأخر من النهار.

زيارة السوق تعتبر واحدة من المهام التي لا يستغني عنها محدثنا، ويقول؛ "أحب كثيرا التجول في السوق واقتناء مستلزمات مائدة الإفطار وأحرص على عدم التبذير لتحضير،  كما كان يقول ناس الزمان "السفيرية والشريبة الفرفارية باش ياكلوها ناس الدار يا حضار ..." مشيرا إلى أن القلق أو التوتر لا يعرف طريقه إليه ويعلق "من أكثر أشهر السنة التي أجد فيها راحتي شهر الصيام"، مشيرا إلى "أنه متعود بحكم العمل في الجمعية على الاستغناء عن وجبة الغداء خاصة إن كانت له جولة في أرجاء القصبة رفقة بعض  الأطفال، بالتالي لا يشعر مطلقا بالجوع رغم التعب الذي يناله.

وعن الوجبة التي يفضلها بالشهر الفضيل، فهي على حد قوله غاية في البساطة، حيث أميل ـ يقول ـ "إلى تناول شوربة اللوبيا وسلطة الطماطم والبصل وكذا الشوربة الفرفارية، كما يسميها سكان القصبة المصنوعة من "الفارميسال" والمزينة بـ«حشيش القصبرة" حتى تكون نكتها قوية، مشيرا إلى أنه من النوع الذي يتشهى بعض الطواجن، مثل "دولمة القرعة"، أما في السحور فلا يستغني عن المسفوف الذي يعتبر طبقه المفضل.

وحول نوع البرامج التلفزيونية التي يتابعها محدثنا، أكد أنه يقوم بعد الإفطار مباشرة بتفقد كل البرامج التي جرى تحضيرها لأنه أضحى يأبى السهر خارج المنزل، بعدما افتقدت بنة رمضان في الأحياء والمقاهي، ففي الماضي يضيف" كانت المقاهي تتزين بخيرة مغني الشعبي، حيث كان لدينا الاختيار وكنا في كل مرة نتجول في أزقة القصبة للاطلاع على من سيغني بالقهوة "الفلانية" لنحجز مقاعد لنا، لكثرة الوافدين من مختلف البلديات المجاورة، لكن اليوم هذه الصفة لم تعد موجودة، لذا اخترت الاعتكاف في المنزل والسمر مع الباقة البرامجية المختارة".

أكثر ما يزعج الباحث من تصرفات في الشهر الفضيل؛ نرفزة سائقي السيارات الذين لا يفوتوا فرصة إظهار حالة الإرهاق التي تنالهم بسبب الصيام، من أجل هذا، يقول؛ أنصح كل الصائمين بالصبر وتفادي الدخول في مناوشات قد تفسد صيامهم.