حذّر الدكتور سفيان باتول، مختص في أمراض العيون، من السباحة في الشواطئ الملوثة، التي تُعد السبب الأول للعديد من الأمراض خلال فصل الصيف، منها التسممات، الإصابة بأمراض جلدية أو الإصابة بالتهاب الملتحمة أو ما يُعرف برمد العين، الذي كثيرا ما يصيب الأطفال والشباب بسبب السباحة في مياه تحتوي فيروسات.

تنتشر خلال فصل الصيف العديد من الأمراض التي ترتبط بعضها بمميزات هذا الموسم، سواء حرارة الجو أو أشعة الشمس، كالتعرض الطويل لأشعة الشمس أو كثرة السباحة في الشواطئ والمسابح وكثرة الأكل في محلات الأكل السريع وغيرها، كل هذا يجعل من بعض الأمراض الموسمية تزول بزوال الموسم، ثم تعود لتظهر من جديد في نفس الفترة من السنة.

وعن رمد العيون يقول الدكتور إن التهاب الملتحمة هو مرض يصيب جميع الأفراد وبمختلف الأعمار، إلا أنه يهدد في هذه المرحلة أكثر، الأطفال لحساسيتهم الزائدة وكثرة تعرضهم لملوثات البحر، مشيرا إلى ضرورة أخذ الحيطة والحذر للوقاية من هذا المرض الذي لا يُعد خطيرا وإنما يتعرض المصاب به لألم وضعف النظر وتشوّه منطقة العين خلال الإصابة.

كما أشار الدكتور إلى إن الإصابة بهذا المرض تحدث في فصل الصيف بسبب فيروس يهاجم الملتحمة، ومنه التهاب الغشاء الذي يبطن الجفون الذي يُعد رقيقا يُغطي بياض العين والجفنين من الداخل وجزءاً من مقلة العين، بسبب التعرض لبعض أنواع الميكروبات (بكتيرية أو فيروسية)، أو نتيجة ملامسة الغشاء المبطن للجفون مادة بيئية مُهيّجة، تسمى هذه الحالة المرضية أيضا بالعين الحمراء، وتتمثل أعراضه في الشعور بحكة، ثم احمرار العين وانتفاخها، إلى جانب ظهور عروق باللون الأحمر الغامق داخل العين، مما يُشعر الفرد بالقلق.

وقال الدكتور: «إنّا في بعض الأحيان نجهل تماما ما إذا كانت المياه التي نسبح فيها صالحة أم لا، وإذا كانت تحتوي على ميكروبات وفيروسات، وهذا لأسباب مختلفة، فقد ننزل إلى شاطئ مسموحة فيه السباحة حسب تحاليل مباشرة قبل انطلاق موسم الاصطياف، إلا أن هذا في بعض الأحيان، لا يُعد معيارا كافيا للجزم بأن المياه نظيفة ولا تحتوي على فيروسات، إذ قد يتسبب كثرة المصطافين خلال اليوم الواحد، في تلويث مياه البحر بسبب الفضلات التي تُلقى فيها والنفايات التي نشاهدها تطفو على السطح، وهذا ما يجعل المياه ملوثة، وملامستها العين تسبب التهابها خاصة بالنسبة للأطفال الذين يحاولون السباحة بأعين مفتوحة، وهذا مضر جدا لهم، لذا يُنصح الراغبون في السباحة بارتداء النظارات الخاصة بذلك في المسابح، وبالاعتماد عليها لفتح العين تحت الماء، وهذا أكثر وقاية لهم؛ إذ تحميهم من الإصابة برمد العيون.